أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي النجار - اي حزن على اجيال بلا جمال















المزيد.....

اي حزن على اجيال بلا جمال


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 13:28
المحور: حقوق الانسان
    


["خلايا نائمة للإرهاب أنتم. مرعبون ومملئون بالرعب أنتم. لا تعرفون من هذه الحياة إلا ما يلائم غرائزكم. طعام ونوم وهجوم ودفاع. مثل الوحوش، لا تلتفتون لجمال الشجرة ولا للوردة ولا تفسحون مجالاً للعصفور كي يغرد".

هذا ما تفوهت به امرأة سويدية كانت واقفة ترش طعامها للطيور، حين ركض طفل من بلادنا بين طيورها الآمنة وأخافها. وانفجرت في وجه أمه بصياح له أول ما له آخر.
في الحقيقة امتلأتُ بالغضب من كلام هذه المرأة، ورغبت أن أثأر للأم التي أخذت تشد ابنها كي لا يكرر فعلته. راحت تشده ويشدها وتصيح به ويصيح بها، حتى اقتربت منها امرأة سويدية أخرى وقالت ناصحة:
ـ حين يكبر هذا الطفل لن ينفذ ما هو مطلوب منه أو يعرف واجبه، إلا إذا وجد الآخر غاضباً منه.
سرعان ما خجلت الأم، وأخذت تؤنب الطفل وربما هددته أنها لن تخرج معه أبداً، لأنه سبب لها إحراجاً أمام الناس] *.

انتهت تلك المروية الذكية المقلقة المثيرة للجدل والخجل، المثيرة للضحك والبكاء، وهي ترسم لنا طفولة داكنة متوحشة بلا جمال لأبناء العالم الإسلامي تجعلنا نفكر بإعادة النظر في رؤية هذا العالم وبكيفية ترتيبه وإعادة خلق الكثير من مفاهيمه وعلاقاته وأخلاقياته على نحو إنساني جديد وقد ورد في بالنا أن نقارن بين الاستفادة القصوى التي حصل عليها مربو الحيوانات في البلاد الإسلامية من زملائهم أبناء البلدان المتقدمة وادخلوا المهارات الجديدة والتقنيات الحديثة والتغذيات المركزة في حقول تربية حيواناتهم وتصعيد كفاءتها الصحية ومقاومتها للأوبئة والأمراض المعدية كذلك تصعيد كفاءتها الإنتاجية من حيث الكم والنوع وأول الأمور التي التفت إليها المربون هو مسألة الكثافة العددية التي ينبغي مراعاتها عند أول خطوة صحيحة في مجال التربية لان الإخلال بها يؤدي إلى حالات يصعب السيطرة عليها مثل ظاهرة الافتراس في الدواجن إذ يلجأ الدجاج لافتراس بعضه البعض لحد الإدماء ونهش الأحشاء الداخلية ويكون الازدحام وسوء التغذية ورداءة الإنارة بعض العوامل الرئيسة في نشوء هذه الظاهرة "العدائية" فعلى سبيل المثال في تربية دجاج انتاج البيض في القاعات الارضية المغلقة يخصص للمتر المربع من المسكن عدد من الدجاج كما يلي: عدد 10 - 15طائر في عمر 8 - 12 أسبوع/ عدد 7 - 10 طائر في عمر 12 - 20 أسبوع/ عدد 5 - 7 من عمر 20 أسبوع حتي نهاية عمر الإنتاج، إضافة لتوفير مساحات مناسبة ومحددة لكل عدد من الحيوانات لا يمكن تجاوزه أو تجاهله وتوفير التهوية والإنارة الصحيتين والتدفئة أو التبريد الملائمتين في الحقول المغلقة وتوفير اللقاحات والمنشطات وحساب كمية الأعلاف والمياه التي ينبغي توفيرها وهي تتصاعد حسب تصاعد أعمار الحيوانات وأحجامها....الخ من أمور التربية العلمية الصحيحة، كل ذلك يجعلنا نحصل على نتائج أفضل النوعيات وأعلى المواصفات لضمان الأرباح الإنتاجية والابتعاد عن مخاطر الخسائر. وإذا نقلنا هذه التعليمات من الواقع الحيواني إلى الواقع الإنساني – وهذا ليس عيباً أو التقليل من الشأن البشري – سنجد مدى الإهمال واللامبالاة والتعاسة وسوء التربية التي يعاني منها أبناء المجتمعات الإنسانية وفي كل المستويات العمرية خلال تربيتهم وحياتهم، ابتداء من نشأتهم الأولى كأطفال حتى مماتهم كشيوخ ويقف شبح التكاثر السكاني المفرط في أول الأسباب وأكثرها خطراً في قائمة شروط التربية الإنسانية الصحيحة إذ يتحول الرجل في هذه المجتمعات (أو ينبغي أن يكون كذلك ) إلى فحل أصيل والمرأة تتحول إلى صانعة للعلف ومنتجة للخلف وفقاً لأرقام تكاثرية مفزعة ( متوسط خصوبة المرأة 6 ومعدل النمو السكاني في العالم الإسلامي 2,5 % بينما المعدل العالمي 1,5 % ) حيث سيعرف هذا العالم تزايداً سكانياً كبيراً خلال العشرة سنوات فسيتطور سكان دوله من 1080 مليون نسمة في سنة 2000 إلى 1320 مليون نسمة حسب تقدير سنة 2010 والمثال على الخطر الداهم لعامل التكاثر السكاني المفرط هو احد المناطق الإسلامية وهي "غزة" التي تعيش حالة تخلف وعوز مروعة واكتظاظ سكني مخيف حيث نجد فيها أعلى متوسط إخصاب في العالم ومعدل أفراد العائلة الواحدة 8 أفراد والزيادة السنوية أكثر من 4 % وأسندت اغلب الدراسات أسباب هذا التكاثر المفرط إلى وجود علاقة وثيقة بين معدلات الإنجاب وتعدد الزوجات والزواج المبكر وتعليم وعمل المرأة والفجوة النوعية بين الرجل والمرأة إضافة إلى شيوع ثقافة القهر الذكوري ضد النساء وترسيخ مفاهيم معادية لتنظيم الأسرة لا تأخذ بعين الاعتبار نوعية المواليد ومدى قدرة العائلة على تنشئة أبناءها نشأة عصرية آخذة بالحديث المنقول القائل: " تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم " فكيف يباهي الرسول الكريم بأتباعه الأمم ونصفهم يعيش على القمامة ويعيش 37 % من أفراده تحت خط الفقر وتبلغ نسبتهم إلى فقراء العالم 39 %، وبالفعل انتبهت بعض الدول الإسلامية إلى خطر التكاثر المفرط والعشوائي ومن بينها مصر فقد حذر الدكتور عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان ـ أمام مجلس الوزراء ـ من الخطر الذي سيهدد القضية السكانية في مصر إذا لم يستثمر برنامج تنظيم الأسرة من خلال الخطة الوطنية للسيطرة علي النمو السكاني ووفقاً للدراسات التي قدمها الوزير أثبتت أن كل جنيه ينفق في تنظيم الأسرة يحقق عائدا قدره‏33.8‏ جنيه‏,‏ مشيرا إلى أن استثمار‏4.6‏ مليار جنيه في تنظيم الأسرة يحقق عائدا يقدر بـ‏137.46‏ مليار جنيه‏.‏ كذلك فعلت إيران التي أعلنت برنامجها القومي لتنظيم الأسرة في ديسمبر عام‏1988‏ مع إعلان مجلس القضاء الأعلى أن الإسلام لا يعارض تنظيم الأسرة‏,‏ وقد حققت العديد من النتائج حيث انخفض معدل النمو السكاني إلى‏2,2%‏ عام‏1996 ‏,‏ وكانت مقومات النجاح إصدار فتوى من الإمام وكبار المسئولين الدينيين أن الإسلام لا يعارض تنظيم الأسرة مادام يتم استخدام الوسائل بعد الحصول علي موافقة الزوج وتعقيم السيدات وتقديم خدمات تنظيم الأسرة بالمجان وإدخال الثقافة السكانية والتعليم الجامعي وإعلان المجلس الأعلى للقضاة في ‏1990‏ أن تعقيم المرأة أو الرجل ليس ضد المبادئ الإسلامية أو القوانين الوضعية‏.‏
إن تمركز المسلمين حول ذاتهم ورفع سقف تبجحاتهم إلى حد القرف والسخرية: "إذا بلغ الفطام لنا صبي/ تخر له الجبابرة ساجدينا " والتباهي بتكاثرهم الكمي دون النوعي والدعوة الى زيادة نفوسهم السنوية دون النظر إلى هبوط مستوياتهم المعيشية والإنتاجية والسكنية وحرمانهم من التمتع بالرفاهية والازدهار والحياة الكريمة من شأنه أن يحجب الحب والجمال عن قلوب وعيون الأجيال الآتية فعن طريق التناكح والتكاثر العشوائي المفرط تظهر أجيال مهمشة، مذلولة، مرعوبة، تُقطِعها العازة والفاقة وتكمن في دواخلها رغبات الانتقام والحقد والكراهية فتدفعها لافتراس الآخرين أو افتراس بعضها البعض وليست لدى هذه الأجيال الجديدة فرص كثيرة للتمتع بأنوار العقل وجمال الطبيعة ومباهج الحياة، ويصل الأمر كما يتوقع الحديث الشريف: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة على قصعتها، قالوا: أومن قلة
فينا يومئذ ؟ قال: بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* موقع الأوان/ الخميس 19 نيسان (أبريل) 2007، بقلم منهل السراج




#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في معراج العجائبي ابن عباس
- الخواء البدوي في خيمة القذافي
- لماذا لا يندرج المسلمون في الحداثة ؟
- علماء الجهالة في المجتمعات الاسلامية
- ما هكذا تورد ياشيخ الإبل ؟! مصرف الزوية اعلى نماذج الفساد ال ...
- معنى التسامح في الاسلام
- ما معنى التنوير
- الظلاميون يقرعون الطبول
- نقد ثقافة الجماهير اسلامية
- اليوبيل الذهبي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق
- التعليم في المجتمعات الاسلامية..الاستاذ اولاً
- انتبهوا: السيد مانديلا يطرق الابواب
- الشيطان في المعنى الاسلامي
- خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً
- كيف يقرأ المسلمون احوالهم
- الثواب والعقاب في الخطاب الاسلامي
- محنة النساء في الذهنية التقليدية
- انصر اخاك ظالماً او مظلوماً: البشير نموذجاً
- مفهوم العلم بين الاسلام والحداثة
- عصا البشير وضربات الجزاء


المزيد.....




- أول دولة أوروبية تدعو نتانياهو لزيارتها بعد مذكرة الاعتقال م ...
- -اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- -نقل لاجئين سوريين من مساكنهم لإيواء أوكرانيين-.. مسؤول ألما ...
- ألمانيا: انتقادات حادة لشركات خاصة تدير مراكز إيواء اللاجئين ...
- آلاف من طالبي اللجوء غادروا ألمانيا طوعا بمقابل دعم مالي
- إردوغان يعلق على مذكرة اعتقال نتانياهو من الجنائية الدولية
- هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم ...
- 4 ملايين عائلة مهددة بالتفكك في الولايات المتحدة بسبب خطط تر ...
- أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانيا ...
- الرئيس التركي اردوغان يؤكد دعمه لقرار الجنائية الدولية باعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي النجار - اي حزن على اجيال بلا جمال