أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - الفقهاء كوزراء اعلام














المزيد.....

الفقهاء كوزراء اعلام


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 847 - 2004 / 5 / 28 - 06:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( فبأي حديثٍ بعده يؤمنون)) من سورة الأعراف 185
(( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء )) الأعراف 302
شهد تاريخ الإمبراطورية الإسلامية عدة انقلابات عسكرية سياسية أسفرت عن مراحل مذهبية متناقضة اشتغلت فيها السيوف كما لم تشتغل من قبل حيث حصدت باسم الإسلام الحنيف، وباسم الرسول الكريم، و باسم آل البيت المرضي عنهم أجمعين،رقاباً لا يحصى عددها.. وتناثر ت تفاصيل التاريخ ما بين أموي، وعباسي، وسني، وشيعي، وفاطمي، وغير ذلك..! لكن ما يعنينا هنا هو: محاولة معرفة كيف وجد حاكم كل مرحلة من المراحل الإسلامية فقهاء يتقنون الكذب، والتسويغ، والتسويف، وقلب المسائل عاليها سافلها وفعل أي شيء يلبي مصلحة، ورغبة السلطان.. ( يقابلهم في دول اليوم وزراء الإعلام وأجهزتهم و أبواقهم ).. أولئك الفقهاء الوزراء الذين توفرت لديهم المواصفات، والقياسات المطلوبة، بدءوا عملية مزج خطيرة ما بين الدين كنصوص لها صبغة قدرية.. والسياسة التي تعنى فقط بما هو أرضي، ومصلحي، وراهن..ثمَّ تلا ذلك تقديس متعمد للسنة القولية وكانت كل مرحلة تزيد من جرعة التقديس هذه عن المرحلة التي سبقتها وذلك لحسم الجدل الذي يسببه المخالفون في الرأي الذين يظهرون هنا وهناك إلى أن وصل الأمر إلى مرحلة القدسية المطلقة التي تعادل منزلة القرآن.. وهذه الحقيقة التي حاول بعض الفقهاء المعاصرين نفيها يؤكدها ببساطة التقديس الذي شمل كامل الفترة الزمنية التي عاشها محمد وبخاصة أصحابه المقربين..! ومن المعروف أن الرسول منع كتابة ما يقوله منعاً باتاً حتى لا يختلط بما يوحى إليه من قرآن..وهاهو أبو هريرة وهو أكثر من روى عن الرسول يقول: [ خرج علينا الرسول ونحن نكتب أحاديثه فقال: ما هذا الذي تكتبون..؟قلنا: أحاديث نسمعها منك يا رسول الله..قال: أكتاب غير كتاب الله..؟ فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار ] وأبو هريرة نفسه قال في حديث متفق على تواتره وصحته: [ لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه.] ثمَّ ما لبس هو نفسه أن راح يروي آلاف الأحاديث عن الرسول..! وقد فعل غيره نفس الأمر في مخالفة صريحة لأوامر ونهي الرسول..ولما ورد في القرآن ذاته..والطريف أن أبو هريرة كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، واشتهر بمهارته في الكذب على الرسول وتقويله ما لم يقله.. حتى أنَّ الخليفة عمر بن الخطاب أرسل إليه تهديداً بعقابه أمام الملأ إذا لم يتوقف فوراً عن رواية أحاديث عن النبي.. و قد توقف أبو هريرة بالفعل عن رواية أحاديثه ولكن ما إن توفي عمر حتى عاد إلى سابق عهده في رواية عدد لا يحصى من أحاديث ينسبها للرسول محمد.. وكان قد استقر به الحال في قصر معاوية في الشام فأية أحاديثٍ سيرويها عند سلطانه وفي قصره بالتحديد..؟ وقد اعترف شخصياً بأنه أكذب من الوزير الصحاف وغيره من وزراء الإعلام المعاصرين بعشرات المرات حين قال:[[ إني أحدثكم بأحاديث لو حدثتكم بها زمن عمر لضربني بالدرة]] ورد في تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول الصفحة السابعة..ومن كثرة الكذب واختلاق الأحاديث،لم يدون البخاري سوى /4000/ حديث من /600000/ حديث جمعها.. ومعروف أنَّ أبو حنيفة لم يصحّ عنده سوى/17/ حديث من كل تلك الأحاديث.. والأطرف في هذا المجال أنَّ الفقهاء يعتبرون عبد الله بن عباس من أفضل وأشهر الرواة وقد أطلقوا عليه لقب حبر الأمة وهو روى /1660/ حديث سمعها شخصياً من الرسول أي أنها أحاديث آحاد لكن ما غفل عنه الفقهاء الأجلاء هو أنَّ حبر الأمة هذا كان عمره دون العاشرة حين توفي النبي..!
بقي أن نقول إنَّ أحاديث الرسول التي لم تدون في زمنه، ولا في زمن الخلافة الراشدة، بدأت كتابتها واستخدامها مع بداية توسع الإمبراطورية الإسلامية، وبداية حكم القصور السلطانية، وبداية ما عرف بالاستبداد الشرقي..وكان أن اكتشف السلاطين أنَّ من أدوات استبدادهم الأكثر أهمية من العسس، والمنجنيق، هو تلك الشريحة التي تمشيخت، و تفقهت، وامتلكت نصوص الدين كافة فصار بمقدورها أن تفسِّرها، وتؤِّلها، وتضيف إليها، وتعدِّلها بما يرضي السلطان ويحقق رغباته.. تماماً كما يفعل ورثتهم وزراء الإعلام في دول الاستبداد العربية المعاصرة..!
26/5/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس
- كيف ينظراليعربي العلج إلى المرأة..؟
- الذبح على الطريقة الإسلامية - الجزء الثاني-
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- أنا أفكر اذاً أنا غير موجود
- المدرسة السورية لاعطاء الدروس المجانية
- عندما يصبح الكيلو: غراماً واحداً
- الله و الإصلاح والتشيؤ
- الوحدة الأوروبية والببغان العربي
- عفواً سيادة الرئيس
- شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية
- إشهار الحزب
- عطوان في تطوان يا حادي العيس
- حين تلعب السلطة بالجميع


المزيد.....




- الإفتاء المصرية: لو صليت الفجر على الساعة 11 ظهرا فصلاتك صحي ...
- صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ويهود من الحريديم
- صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ويهود من الحريديم بسبب الت ...
- -حرب الشاشات تندلع في القاهرة-.. بعد واقعة شارع فيصل شاشات ع ...
- أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية ...
- الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج ...
- ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة ...
- كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - الفقهاء كوزراء اعلام