أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن















المزيد.....


حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 17:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في يوم 28 أيلول/ سبتمبر من عام 1961؛ وقع الانفصال بعد وحدة دامت أربع سنوات. وفي 28 أيلول/ سبتمبر من عام 1970 غادر عبد الناصر عالم الدنيا، في شهر عربي يقطر دماً، دماء الأخوة؛ ذات العام والشهر الذي لوَّن بالأسود، وكأن القدر كان على موعدٍ مع عبد الناصر، كي لا يرى ويعش إلام أفضى به الحال العربي بعد هذه العقود الموغلة في الضياع والتلاشي، والمتنكررة لكل ما هو قومي وعروبي صادق، فأبى أن يعيشها.
في مجاز "الإباء" العربي الراهن، فهو ما زال يأبى الإقرار بأن أول الطريق إلى العلاج السليم؛ لمرض معين أو لمعضلة إشكالية، هو الاعتراف بوجود الداء وتوصيفه بدقة من جميع جوانبه، وبصراحة متناهية وصدق مع الذات، وبكل تجرد وموضوعية، وعليه يتعين العلاج والإصلاح بعد هذا الإقرار.
قرابة نصف قرن والتجربة العربية المديدة والمريرة هي ذاتها من قادت الأمة إلى ما هي عليه؛ من وضع مزرٍ ومتوالية انحطاط وهزائم وانكسارات، بما هي عليه من تقهقر وحالة مأساوية. مفارقات كبرى تتمة لشعارات "اللاءات" الشهيرة في ظاهرتها الصوتية، نحو "النَعَمْ" أو الصمت المريب "دليل الرضى"، حال المنطق العربي الرسمي سواء بسواء في "التهويل" و"التهوين"، وكأنه لا فكاك من التأويل واللعب على الخطابة الشُعبوية على وجه العموم.
وبعد الرحيل مباشرة في مصر ذاتها؛ انقلب الرئيس "المؤمن" السادات على أهداف الثورة في قاهرة المعز ذاتها، حلقةً سوداء في سلسلة طويلة بدأت بالاستعانة بقوى الإسلام السياسي، وأراجوزات الفساد في سيناريوهات "القيامات" العربية، الأرضية التي أوصلته بعد سنوات قليلة إلى زيارة القدس المحتلة واتفاقية "كامب ديفيد": فالدم على الأبواب في الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، والنار تجري صوب الشرق العربي، حتى عبرت أبواب كل بيتٍ في العراق، منتشيةً بغربانها فوق ولائم الأجساد المشوية والدخان الذي لم يفزع منه الصمت العربي الكئيب، قيامات أرضية عربية تزلزل كل إيقاعات الحياة لصالح الفوضى الاعتباطية بمدارات دموية ملتوية تبتلع كل شيء.
في عراق اليوم؛ العراق المدمى، على ذات منوال بديهيات تشخيص الداء العربي، يتصارع الساسة على مساحة السلطات والامتيازات الممنوحة لهم من الاحتلال في المنطقة الخضراء، فيسود المنطق الرمادي لفصول المأساة، في الخطابات والتصريحات والجمل والمفردات: بتكرار "المآثر، السيادة والعزّة والانتصار للحرية، والإنجازات الوطنية"، فالانتصار لدى ملوك الطوائف ليس على الإرهاب الأعمى فمنبته معروف، وليس على الفساد والطائفية ولا علاقة له باستعادة الأمن والاستقرار، وكل من يستمع لهذه الظاهرة الصوتية، يصفح بها "الإنجازات الوطنية" المدعاة وبعرض الحائط، كنايةً عن جدران التقسيم الطائفي. فالإنجازات الوطنية تتطلب بالأساس مصالحة وطنية، تنهي الوقائع الصلّدة للفرق المسلحة التابعة للساسة، الفرق المحلية المناطقية المكتسية المجببة بهية طائفة ما، التي تقوم على الفرز السكاني والتعدي والتهجير، بدلاً من تعميق الاصطفاف الوطني للأغلبية الصامتة، للمواطنين الجيدين، وهم من كل الطوائف والملل والنمل، وهم وحدهم مَنْ يستطيعون إعادة الأمن وعزل الإرهاب والإجرام وتصفيته من كل مناطقهم، بل والتخلص من كل سلاح مشبوه المرامي والأهداف، لا سلاح المقاومة الوطنية الفعلية، الخطوة الضرورية لحماية المدنيين، والأسمى في إعادة الاعتبار للمواطنة.
كي لا تكون "الإنجازات الوطنية" وباسم "فرض القانون"، هي مهمة تسهيل بناء "كانتونات طائفية ـ مذهبية" تجرد المناطق والأحياء من طابعها الوطني بتكريس المذهبي والطائفي، وتفرض قوانينها وأجندتها؛ التي جرت أمام بصر وتحت سمع قوات الاحتلال الأمريكي، حيث جرت التصنيفات والتهجير، عبر صفقات معها بعدم استهدافها جنودها، وصولاً إلى الجدران العازلة، فرموز السلطة لا يجدي لها أن تُهِربْ معضلاتها إلى خارج حدودها، وهي ذاتها مذهبية طائفية منخورة حتى النخاع.
وكي لا يحال الداء إلى مقولات، فإن أولى مهمات الاستنهاض العربي تبدأ بالعراق وفلسطين، حيث يبرز في العراق الراهن إشكالية الهوية السياسية للدولة، فهي تشكل أزمة لدى السلطة الراهنة ذاتها على مستوى الخطاب والممارسة والانتماء، أما الفشل فمرده الإخلال بشروط الدولة الوطنية، طالما أن نجاح مشروع الدولة مشروط بسلامة معاييرها ولوائحها الناظمة وسلامة معاييرها، فلا يمكنها أن تُنتج أمة طالما أنها تفشل بالاعتراف المتساوي بجميع مواطنيها وحمايتها وخدماتها لهم، وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم.
وهو ما يضعف أيضاً الهوية الوطنية بوصفها الجماعة السياسية المكونة للدولة، عندما يسحق الاستبداد مواطنيها، أو عندما تُبتلع حقوق فئة اجتماعية مكونة للأمة ذاتها، وحين تؤسس على الولاءات التحتية الضيقة والمنغلقة، فتفشل فكرة الانتماء والولاء والتضامن الوطني بين أعضاء الجماعة السياسية المكونة للدولة، فلا يجد المواطن المسحوق أمامه إلا الارتماء في أحضان الحاضن التحتي ليستوعبه ويوفر له الاعتراف والحماية، بكل الأسى والأسف.
في فلسطين لمواجهة الانقسام، ينبغي التشديد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد 25/1/2010، كونها استحقاق دستوري، لا يمكن تجاوزها، لأن أي تأجيل سيشكل تعدياً على الحقوق للأغلبية الصامتة، فضلاً عن كونه موضع تشكيك في موقف قانوني ـ سياسي أخلاقي.
أن تجري الانتخابات وفق المبدأ المقر بالحوارات الشاملة، مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وبعتبة حسم
1 ـ 1.5% لضمان مشاركة الجميع في صنع القرار الفلسطيني، بعيداً عن استحواذ وسيطرة فريق على السلطة دون الآخر، فالسلطة ذاتها في وجهيها تحت الاحتلال الصهيوني. والحال الراهن يؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام المدمر.
نستخلص من الذكرى الأليمة الأولى الانفصال، والثانية رحيل عبد الناصر وقد غيبه الموت مبكراً، بأن رؤية ثاقبة صابرة مراكمة، مقرونة بتخطيطٍ واعٍ لا يكلُّ ولا يملُّ، يمكنها وحدهما استعادة حلم ضائع نحو زمنٍ عربي جميل، رغم التعقيدات والمراكمات، عندما يتعزز النقد في الجذور المتورمة خلف ستائر التحريم الكثيفة، التي تحاول أن تجعل من الأرض العربية أرضاً مختنقة بالمحظورات و "المحرمات".
لقد بات من الضروري والملح مواجهة زمن العواصف العربية؛ بأن نستخلص من تجارب التاريخ، والاستلهام من تجارب الشعوب، كي يدرج العرب إلى جانب الشعوب التي انتصرت لحقوقها، وفق اللوائح والقوانين والتشريع الدولي ولإعلان حقوق الإنسان، فالحرية تؤخذ ولا تعطى، ولم تكن يوماً منةً أو سخاءً ومكرمةً من أحد أو قوة ما.



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبا هادر يليق بك المنبر
- بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي
- مقتطفات من كتاب عمر القاسم
- ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة
- ما بعد ماركس ... الإفراج عن المنهج
- روسيا و«استراتيجيات التوتر» الأطلسية
- نقد -الملامات- التجريبية ... نقد الخلو من الروح النقدية
- خداع الذات ... بديلاً عن البوصلة الوطنية الفلسطينية
- روسيا والقفقاس... إعادة تعريف الجيوسياسي
- دلالات أرقام الشهداء ... ووهج التنوير
- دولة واحدة ... شعارات مُبهرة ... ورقص في الظلام
- الإرهاب النووي الإسرائيلي.. والخروج من الالتباس
- تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية
- الحكيم ... لا صوت إلا للكفاح
- الطامة الكبرى للذهنية البليدة
- ...في نماذج «الديمقراطية» الأميركية
- موسكو وطهران... ديناميات الجيوبولتيك والمصالح المشتركة
- الإسلام السياسي والسلطة الدينية... وصنّاع التعاسة
- روسيا والانتقال من الاعتراض إلى تأكيد الإرادة
- مكة 2 ... جنيف 2 ... ومآل المصداقية السياسية


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن