أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟














المزيد.....

الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس المقصود بهذا العنوان الإجابة عن سؤال العصر ، وهو لماذا تخلف المسلمون ، وتقدم الآخرون ؟ بقدر ما هو تحليل لمضمون سؤال يتبادر في الذهن بين الفينة والأخرى ، مَن المسؤول عن إفساد الآخر ، الإسلام أم السلطة ، أم كليهما معاً ؟.
المعنى الأوضح لما سبق ، هل الدين الإسلامي بمحتواه العام ، وفرقه وملله ونحله ، هو المفسد الرئيسي لحركة العلم والتقدم الإنساني في العصر الحاضر ، أم أن السلطة والصراع عليها سياسياً وتاريخياً ، هو الذي عطل وأفسد مسيرة الحياة لدى شعوب الشرق ، التي تطغى عليها الهوية العربية أوالإسلامية ؟.
في الواقع ، ثمة تداخل معقد بين روحانية الاسلام وزمنية السلطة ، منذ عصر الخلافة الراشدة ، العصر الذي جرى فيه احتواء أكبر أزمة بين قبيلة قريش وآل بيت الرسول (ص) وما لبثت هذه الأزمة أن انفجرت مجدداً في نهاية عصر الخلافة بعد نيف وأربعين عاماً هجرية ، على وقع أشهر حادثة اغتيال سياسي في تاريخ الإسلام ، وتمثلت باغتيال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب ، لتشتد بعدها دوامة الصراع السياسي المتلحف دائماً بغطاء الدين ، مع ما تركه هذا الصراع من ندب واضحة في جوهر الدين الواحد لجهة انقسامه إلى شيع وفرق وملل ، وصل بعضها إلى درجة الالتفاف على الدين نفسه في سبيل استمرارية السلطة وتوزيعها بالمداورة بين الأحفاد .
فالحاكم المسلم ، قديماً وحديثاً ، أول ما يبدأ التفكير في انجازه ، هو تثبيت أركان سلطته ، حتى لو تعارضت مع مصالح الأهل والأخوة وأبناء الملة والعشيرة ، فما بالنا بالدين ، قبل أن يبدأ في إحياء فكرة الدولة ، وقلما يعثر التاريخ على حاكم سار في كلا الأمرين ، أو أنه غلب منطق الدولة على منطق السلطة ، إلا ما ندر .
الفساد بطبعه يحتاج إلى إصلاح ، حتى لو كان هذا الإصلاح يستهدف الدين نفسه ، قبل أن يستهدف الإنسان المؤمن ، وهنا ثمة جدلية كبيرة لم تحل عقدها بعد ، وهي من أين يجب أن يبدأ الإصلاح أولاً ، هل يبدأ من الدين نفسه ، مع ما يعينه ذلك من بدع أو تضليل ، أم يبدأ من نفس المؤمن الذي غالا كثيراً في فهمه وممارسته للدين ، سيما وأن جميع الدعوات الإصلاحية ذهبت أدراج الرياح ، ولم تجد لها آذاناً صاغية، بل أن بعض دعاتها تعرضوا فيما تعرضوا له من تكفير وتخوين ، أوالاتهام بالترويج للثقافة الماسونية .
ولطالما كان من المتعسر على عقل المرجعيات الدينية قبول مبدأ الإصلاح لغاية في نفسها أو لنفس الحاكم ، فليس معروفاً حتى الآن موطن الفساد ، فلا أصحاب السلطة يقبلون بالمحاسبة والمكاشفة ، ولا المراجع الدينية ترضى عن فتح دفاتر الماضي .
ولأن التداخل بين الإسلام والسلطة جد معقد ، فالأشد تعقيداً ، عملية الفصل بينهما ، أو تفكيكهما بالحد الأدنى ، فإن المشكلة ستبقى قائمة إلى ما لا نهاية ، فلو انتهى هذا التداخل عند حد معين ، لاستطعنا أن نرى دولاً وبلداناً أقل فساداً ، حكاماً كانوا أو محكومين ، على غرار بعض الدول الأوروبية ، والسؤال المشروع ، لماذا ترتفع معدلات الفساد بشتى أشكاله ومستوياته في الدول الإسلامية على سلم الشفافية الدولية ، في حين تنخفض أو تنعدم في الدول الغربية ؟.
لا شك أنه سؤال صعب ، والأصعب منه سؤال مدجج بالحجج والذرائع التي نسمعها دائماً في ما يشبه الأسطوانة المشروخة ، وهو لماذا انهارت أخلاقيات وسلوكيات المجتمع الأروربي المسيحي ، بينما بقيت أخلاق المسلمين في أحسن أحوالها ، لجهة عدم الانحلال الخلقي أو التحلل الاجتماعي ؟ .
إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يستمر تقدم المجتمعات الأوروبية " اللا أخلاقية " وسط تقهقر مجتمعاتنا المحافظة ، أم أن الأخلاق مجرد زينة ، ولا علاقة لها في ضبط الفساد كما هو راهن في حالتنا ؟ وقد يقول قائل من باب التبرير ، إن للقانون وجوده أو عدمه ، علاقة في الأمر وليس الأخلاق ، لناحية اجتثاثه للب الفساد ، إذا كان موجوداً ، أي القانون ،أو شيوع الفساد إذا كان معطلاً ، والسؤال هنا ، لماذا نقزم سلطة القانون ونعلي من مكانة الأخلاق ، بما هي عادات وتقاليد وأعراف ؟.
أخيراً ، لطالما بقي القانون العام بدعة وضلالة في معتقد المرجعيات الدينية ، وسيفاً مصلتاً على رأس السلطة ، فإن مفاعيل الفساد ، ستظل أشد رجعية بالمجتمعات ، وأكثر فساداً للدين والسلطة ، مهما حاولت الأخلاق التخفيف من حدته .
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد
- سياسة التعمية في سورية
- جنبلاط : عودة الابن الضال
- ثمن التطبيع مع إسرائيل
- معرقلو الديمقراطية في مصر
- الأسد / خامنئي : حلف التزوير والتطميش
- لماذا أنا معارض؟ سؤال المستقبل
- النظام السوري وتعطيل الدور المصري
- الإخوان المسلمين : الوجه الآخر للشيعة
- صحوة إخوانية أم تخوينية ؟
- لإسرائيل السلام ولنا الحرية


المزيد.....




- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمس ...
- الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية
- انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فاد ...
- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة
- في اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي.. الاحتلال يحول القدس ل ...
- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟