سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 19:54
المحور:
المجتمع المدني
حين تكون في أي بلد ما خارج الحدود.. وأينما كنت تجلس في فندق سياحي أو في منتجع على ضفاف أحد البحار ، أو بجوار قناة فضائية مقرها في عواصم البلدان أو ..أو .. فإن الفقراء من بلدي لا يسمحون لك أن تكون " معارضا " بإسمهم كي ترسل لهم كلامات لا تغني من جوع ولا تذهب عنهم حرارة الصيف اللاهبة ، لأنك لم تلسعك تلك الحرارة لتجعلك لا تنام الليل ولا النهار ، حيث خطوط الطاقة الكهربائية لا تستطيع إيصال الكهرباء الى البيوت .
هل تعرف أيها المعارض ، يامن تسكن في بيت على أقل تقدير إنه مريح ، كم من العوائل في بلدي تتخذ من الصفيح بيوتاً لها ، ومهما تحدثت بكلام بليغ ومؤثر فلا أحد يسمعك ، لأن سقوف بيوتهم من صفائح علب الزيت ، تمنع أي كلام يصل اليهم ، إلا من وقف عند بابهم ،ونادى عليهم بأسمائهم ، وقال لهم كيف حالكم الآن وكيف يكون .
هل تعرف أيها المعارض الذي تعيش في عواصم البلدان ، إنك " خائف وخائف الى حد العظم ، ولا تملك ذرة من شجاعتك التي تبديها على شاشات القنوات أو شبكات النت من بعيد ، خشية منك أن يمسك أحد معارضيك بسوء ، ولهذا كل الفقراء يرفضون معارضتك المزيفة .
أظنك أيها المعارض من تطبق شعار "جاءوا فخرجنا .. فليخرجوا ثم نحل مكانهم " لأننا نخشى أن نواجههم ، وكما كان زمن الأمس القريب ، حيث الشعار آنذاك والذي إتخذوه من سبقوك بالمعارضة ولم يزل قائم بطرف ألسنتكم أنتم الجدد " إنني خائف " .
أيها المعارض خلف الحدود ، ألم تتعلم من البلدان التي تشرق فيها " شمس الحرية " كيف تكون معارضاً ، أم إنك أصلاً لا تستطيع أن تنظر الى الشمس ، وإني لأظنك كذلك ، لأنك تعشق الكلام في العتمة .. وفي العتمة دائماً تتساوى الأشياء فلا يعرف عندها السيء من الصالح .
إني أدعوك لتأتي إلي لتكون مواطناً و معارضاً ، كي نبعد الألم عن عائلتي بعيداً وعندها كن معارضاً معي ..ولكن من داخل الحدود .
فقط تذكر إن من سبقوك في المجيء من كان مُعارض ، قد تركوا طريق المعارضة ليصبحوا حكّام دون منافس .
سعد الغالبي
من داخل الحدود
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟