أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - العملاء هم الأسرع اشتعالاً














المزيد.....


العملاء هم الأسرع اشتعالاً


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يبدو أن المادة التي صنع منها عملاء الأمريكان باتت أسرع اشتعالاً من البنزين .............
تحتاج صناعة العميل ، عادة ، لسنوات تبدأ بتجنيده ثم بتزويقه لتسويقه و إعطائه وجهاً مقبولاً ( يطلق على هذه العملية زرع العميل ) في الوسط الاجتماعي الذي سيعمل به . إذ يحتاج العميل إلى حد أدنى من القبول الاجتماعي .
و يحتاج العميل إذا كان مهيأ للعب دور كبير إلى كثير من عمليات التجميل هذه ، و إذا حدث و تبوأ مركزاً كبيراًً فإن عملية احتراقه قد تستغرق وقتاً ليس بالقليل ، و جهداً من الشعوب ليس باليسير ، و كفاحاً صعباً في البداية لكشف وجه هذا العميل المختبأ تحت أستار عمليات التجميل و في مرحلة تالية لإسقاطه . و عندما يقترب العميل من السقوط يقوم من جنده بغسل يده منه و هذا ما يطلق عليه عملية احتراق العميل و يوصف العميل بالعميل المحترق . لقد استغرقت هذه العملية في بعض الدول نصف قرن ( تجربة شاه إيران نموذجية ) .
لكن اليوم هناك قصة أخرى للعملاء لقد باتت أمريكا تصنعهم من مادة شديدة الاحتراق ، سريعة العطب كأن ذلك يعبر عن تراجع متانة الصناعات الأمريكية ، أو ربما لأننا في عصر السرعة . و قصة الجلبي لص البنوك قصة نموذجية لهؤلاء العملاء الحداثيين سريعي الاحتراق .، حتى أنهم يجب أن يجملوا لافتة كتب عليها ( ممنوع التدخين – خطر الاحتراق ) .
عندما احتلت القوات الأمريكية الغازية بغداد سطع نجم الجلبي ، و بدا أنه رجل المرحلة المقبلة أمريكيا لا سيما بعدما نزل من المدرعة الأمريكية مرتديا لباس المارينز و معتمراً قبعة رعاة البقر . بدا أنه سيكون رجل أمريكا الأول إن لم يكن الوحيد في العراق و ربما في المنطقة و تحول اسمه إلى رمز يعبر عن نمط من العملاء مطلوب تعميمه على المنطقة من قبل أمريكا ، فصار الحديث عن إيجاد أحمد جلبي خاص بسوريا و آخر خاص بإيران ............الخ . و على ذمة فيصل القاسم مذيع قناة الجزيرة أن زوجة الجلبي رفضت الإجابة على هاتف من قناة الجزيرة لأن المتصل عرفها بأنها ( مدام جلبي ) فاحتجت بشدة طالبة تعريفها بسيدة العراق الأولى ( زوجة الرجل الأول ) ، ثم أغلقت سماعة الهاتف لأن المتصل لم يستجب لطلبها . و عندما ظهر ممثله السيد انتفاض قنبر على قناة أبو ظبي لأول مرة بعد أيام من احتلال بغداد بدا كالديك المنفوش و حاول الاعتداء على إحدى الشخصيات الوطنية المحترمة .
و ننتقل بالزمان عاماً واحداً فقط و هو زمان لا يذكر بالنسبة لحياة الشعوب و لمسيرة التاريخ . لنجد أن الصورة قد انقلبت بزاوية مائة و ثمانون درجة فالسيد انتفاض قنبر بات يدلي بتصريحات الاستجداء من أمريكا ، و يبدو أنه لا يجرؤ على العودة للعراق و سيده صار مطارداً أمريكياً بتهم شتى من اختلاسات مالية إلى تهم تجسس لإيران و صار اعتقاله أمراً مرجحاً . و حركت الحكومة الأردنية من جديد ملف بنك البتراء مما يعني حبسه ربع قرن إلا قليلاً . و خلال عام واحد تحول اسم الجلبي من رمز للصعود الأمريكي إلى رمز للأشياء المحترقة التالفة أو ذات الاستخدام لمرة واحدة ( يطلق عليها بالإنكليزية disposable ) .
لقد احترق العميل بالكامل و سينفض المرتزقة الذين جمعهم حوله بالأموال التي كان يقبضها من البنتاغون . و لا شك أنهم الآن يبحثون عن عميل آخر ليلتحقوا به كمرتزقة . و لن يطول بهم المكوث عند سيدهم الجديد لأن عملاء الأمريكان صاروا سريعي الاحتراق لأننا في عصر السرعة أو لأن الصناعة الأمريكية باتت رديئة و النتيجة واحدة .
و إذا سألت طلاب المدارس الابتدائية في المنطقة العربية عن مادة سريعة الاشتعال يحظر التدخين قربها كي لا تشتعل . سيجيبون العملاء و البنزين . و إذا سأل الأستاذ عن أيهما أسرع اشتعالاً سيجيب طالب من آخر الصف :
- أحمد الجلبي يا أستاذ .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العروبة
- التصدعات التي خلقتها المقاومة في جسد الاحتلال الأمريكي للعرا ...
- الوضع العام
- بعد مرور سنة على الغزو أهداف و دوافع هذا الغزو
- حماقات علمية و أخرى سياسية
- دروس عملية تبادل الأسرى
- عبد الرحمن منيف يكتب روايته الأخيرة
- معنى أن تكون معارضاً
- طالبان من أفغانستان إلى باريس
- البطاطا و الفكر و أشياء أخرى
- إيران إلى أين ؟
- خيار البشرية اليوم : إما الهمجية أو مقاومة الإمبريالية
- عام جديد و طريق جديد
- وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........
- ديمقراطية الفكر الإبادي التلمودي
- ثورة في جورجيا أم مجرد تغيير شكلي ؟
- ثقافة الجوع و ثقافة الشبع
- وحدة أطراف النظام الدولي
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - العملاء هم الأسرع اشتعالاً