|
إيناس الدغيدي.. عفوا أيها الطابو!
نور الدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 22:03
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
على حين غرة طلعت علينا المخرجة المصرية إيناس الدغيدي على قناة نايل سينما في برنامج حمل اسم الجريئة.مع حلقاته الأولى شدتنا الفكرة و انتهينا طيلة شهر رمضان الكريم مسمرين بله مشدوهين لنلبي نداء وصلة التقديم اتجرا و اتفرج. فالوليمة دسمة على مائدة أطباقها استفهامات و إشكالات.. ايه الفرق بين الجرأة و التهور؛ الجرأة و الوقاحة؟.الأفكار الجريئة تعلم جوانا؛ مهما اختلفنا الجرأة أسلوب ايجابي؛ صفة إنسانية يقتلها الخوف أحيانا و أحيانا تضيع في زحام المحظور و الممنوع. كل ما أتمناه أن يكون الإنسان نفسه دائما يتعلم ثقافة البوح و شجاعة الاعتراف. اليوم في الجريئة أصحاب آراء جريئة واعترافات إنسانية صادقة.اتجرا و اتفرج. استجمعنا قوانا الظاهرة و الخفية و رحنا نتعشم في دواخلنا رغبة ملحاحة تعانق جرأة تعطينا مصداقية أن نتفرج على الجرأة و قد تقاسمها أناس عزيزين إلى روحنا من أهل الفن و الإعلام. لا شك أنه وفي أكثر حالات النقاش والحوار نتعرض للخلاف حول طريقة وكيفية إبداء الرأي بموضوع ما ؟ الطريقة مهمة في إبداء الرأي أم ما يهم في الحوار جوهر الموضوع بصرف النظر عن طريقة التعبير؟أليس من شأن طريقة التعبير إيصال وجهة النظر مقرونة بإبراز شخصية المتحدث ؟ والحال؛ فعندما نتخذ قرارا أو نتبنى رأيا ونسمع العالم صوتنا ونتصرف وفق هذه القناعة؛ بل وندافع عنها كوجهة نظر صادرة عن إنسان. وقتها ستكون مسؤولا عنها ومتحملا كل نتائجها هكذا تمسي ساعتها جريئا بدون منازع. فالجرأة دائما فعل إرادي لا يقوى عليه الجميع. إذا استعملناه في موقعه رفعنا وإذا استخدمناه في غير أوانه قد يدمرنا. وهنا يتحول إلى فعل التهور كاندفاع زائد على اللزوم. وتختلف الجرأة عن التهور كثيرا. فالجريء هو شخص يعرف ماذا يريد ومتى يقول ما يريد ومتى يقف. ويعرف كيف يتحمل مسؤولية أقواله وأفعاله. أما الوقاحة فهي فعل يبدأ إراديا وينتهي لاواعيا لان الوقح لا يعرف أين نقطة النهاية. تتحكم فيه تطورات الأحداث؛ يعرف كيف يبدأ ولا يعرف كيف ينتهي. الوقاحة أن تدعي باطلا لتثبت رأيا أو موقفا بغض النظر عن الأسلوب المتبع وتأثيره على الآخرين. هكذا في حياتنا جميعا نتصرف لحظات بجرأة وفي غيرها بوقاحة. نكون فعلا جريئين إن نحن اعترفنا بأننا مخطئون. ونكون وقحين إن أخطأنا ورفضنا الاعتراف بالخطأ بل ودافعنا عنه. فكلنا في داخلنا نملك بعضا من جرأة وشيئا من الوقاحة. وهذا لايعيبنا بل يؤكد أننا بشر لا حصر من المتناقضات تعتمل في دواخلنا. الجرأة مطلوبة دائما لأنها تعني الصدق و الصراحة.. نتسلح بها و نحن ندخل غمار المخاطر ونمضي بثقة عارفين طريقنا و مدركينَ كيف نسير ملتزمين حدود معينة دون تجاوزها مع تقدير جيد منذ البداية للعواقب..و الاحتفاظ عند الضرورة بخطوط العودة...فما هو جرأة في بيئة قد يمسي وقاحة في أخرى لاعتبار تنافي الأخلاق والأعراف و الطابوهات المعتاد عليها ضمن بيئة و وسط اجتماعي آخر. إذا الوقاحة أمر نسبي وما يعتبره الآخر وقاحة قد يكون بالنسبة لي جرأة وبالعكس؛ هي بالمفيد أحكام قيمة تخضع لقانون الثابت بالضرورة و المتحول بالأحوال. و دوننا فهم هذه العلاقة بمدى ارتباطها بالقهر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والحضور الوازن للتراث الثقافي الذكوري الكابس على أنفاس المرأة، سيما و أن الشعوب العربية تعاني احباطات يومية في مختلف مجالات الحياة والتي تعود إلى سياسات القهر والاضطهاد اليومي الممارس، فتتكون لديها شحنات كبيرة مكبوتة من القهر تنتظر جرأة لتفريغها في غياب وعي قد يخندقها في بين بين أي في منزلة بين منزلتي الجرأة و الوقاحة. هكذا يضطر المقهور دون وعيٍ منه إلى البحث عن ضحية يفرغ من خلالها عصارة احباطاته، فالرجل المحبط من القهر الاقتصادي يوجه عنفه الرمزي و المادي تجاه زوجته وأولاده،والزوجة المحبطة تفرغ القهر في وجوه أبنائها ونساء أخريات، والأولاد المحبطون يوجهون قهرهم من سلطة الأهل والمدرسة إلى زملاء لهم، والمدرس يمارس أساليب عنفه الجسدي والكلامي والنفسي تجاه طلابه. إن مجتمعنا يفتقد البوصلة الموجهة لذا يتخبط طريقه بين آماله و مثبطاته على رقعة نرد الجرأة الخلاقة والوقاحة الصادمة والتهور الهدام. و هذا ما انتبه إليه إعلاميون بنباهة لما سألوا إيناس الدغيدي: ـ يلاحظ أن الهجوم عليك بسبب محاولاتك الجريئة التي تقتحم معنى الخجل عند العرب؟ ـ و ما ذنبي أنا بهذا.. عدم وجود حالات الوعي تجعل الواحد فيهم يتهمك بأشياء كثيرة مضحكة.!! ـ و لكنك تخوضين في مسائل ما زالت محل حذر لدى الناس؟ ـ هل في المناهج العلمية و الإنسانية ضرر؛ إننا نعيش في مرحلة المفروض أنها تعتمد على الجرأة و مسايرة الواقع.! () و تلك لعمري رغبة ما لها حاجة في خاصة دون عامة الجماهير العربية التواقة إلى غد أفضل ينتصر للعز و الكرامة بجرأة المواقف المسؤولة. نور الدين علاك الاسفي ـ المغرب
#نور_الدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|