أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - آلام الهوى















المزيد.....

آلام الهوى


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 18:48
المحور: حقوق الانسان
    


الحبُ بشكل عام يتكون من الأشياء القاسية التي نشكوا منها ونتمنى على أنفسنا لو أننا مثلاً نستطيعُ التخلص منها, وحين نتخلص منها نشعرُ بأننا قد فقدنا الحب وحلاوته فحلاوة الحبْ هي بالأشياء التي تؤلمنا وتوقظ نيراننا وهذ الأشياء هي :

السهر وقلة النوم والشعور بالغثيان والشعور بالإكتئاب وبهجر المحبوب وبصده وببعده وبقساوة قلبه وعدم اكتراثه بالعاشق.

و كل ما أريدُ أن أقوله هو أنني أتمنى على نفسي أن أكون فيه صادقاً لأنني سأعود للغرام وسأعود ُللأشواق ولليالها , وبصراحه جداً أنا مع القلوبهم قاسية على الذين يحبونهم فإن الغرام والحب والعشق إن لم يكن بهما سهر وبُعد وإلتياع وهجر وصد فلن يكون للحب قيمة أو وجودٌ من الأساس , الحبُ والعشقُ والغرام كل هذه الأمور تعني : اللوعة والإشتياق وصد المحبوب والبكاء على لمس يديه أو السجود تحت نهديه , الحبْ معناه أن نسهر وأن نشتاق وأن نتألم ومن هذه المواد الأساسية يتكون الحب ُ والعشقُ .

كما قال الشاعر :

يموتُ الهوى مني إذا ما لاقيتها

ويحيا إذا فارقتها فيعودُ.


أريدُ أن أقول أنني في نهاية القصة التراجيدية التي عشتها مع (نانا) قد شُفيتُ وتعافيتُ من كل آلامي وسقط النير الذي على عُنقي , وأريدُ أن أُضيف شيئاً مُهماً وهو أنني أيضاً قد تخلصتُ من أحلام اليقظة التي كانت تُسيطرُ على مخيلتي وها أنا ذا أتنفسُ بشكل طبيعي وأنام بأعصاب هادءه وأتكلم بكل تركيز وعادت قدرتي على البحث والقراءة تنمو من جديد وكأنني قبل ذلك قد تعرضتُ بشكل عنيف إلى انفجار نووي قد حطم كياني وأضلعي والأعشابُ التي تطلعُ من رأسي.


كنتُ أحلم أن تصحو نانا من نومها لتجدني قد أعددتُ لها قهوة الصباح تلك التي لم أشربها طوال حياتي , صحيح أن جسمي ومعدتي قد تعرضا طوال السنين الماضية لعشرات الأطنان من القهوة , ولكنني مع كل ذلك لم أشرب حتى اليوم الفنجان الذي أحلمُ به.

قد فصل الصيف عنيفاً ومؤلماً لي , وليس لي بل للأدب العربي , لقد خسرتُ في نهاية قصتي دمعتي ولكنني قد كسبتُ صحتي.

كان بصيص الأمل الذي أطلَ عليَ في نهاية نيسان قد أعاد لي ثقتي بنفسي وجعلني أضحك لساعات أو حتى أكون صادقاً فقط لساعة واحدة , كنتُ في تلك الساعة قد بنيت في الهواء قصراً كبيراً حين كلمني محبوبي على الإيميل فجأة وبدون سابق إنذار بعد أن كنتُ قدطويت القصة معه تحت رمال الصحراء العربية ,وكان مقر القصر أولاً في (جده) ومن ثم نقلته إلى العقبة وبعدها إلى عمان ولكنني سرعان ما صحوت من أحلامي وإذا بي رجلٌ أبله يطيش على شبر من الماء .

وقع القصرُ على رأسي بكل ما فيه من تحف ومن منحوتات ومن رسومات ومن قصائد شعرية نادرة ,وثار الجنودُ على قائدهم واستنكر لي الجميع حتى الجواري اللواتي يتمنين لمس معطفي الشتوي قد هجرنني احتجاجاً على قصتي الغرامية مع غيرهن , وسقط القصر على رأسي كما سقطت دولة العشق على نزار قباني ,وإذا بي تحت انقاذه أموتُ من ثقل الأحمال , كان هذا العام بالنسبة لي هو عام الحزن.


كنتُ أموتُ كل يوم وأدفن دون أن يدري أحد بي , كنتُ أدخل غرفة الولادة ليأتيني مخاض الشعر كانت الكلمات تولدُ من رأسي وكانت العواطفُ تنبعثُ من شفتي وكانت اللغة تنفجرُ من خاصرتي وكانت العلامات (السيميائية) تطلعُ من نافذتي , وكانت النار تنبعثُ من عيوني كنتُ أشعرُ في غرفة الولادة أو الكتابة ولا فرق أنني أحد أبطال قصص الجان والمرجان والعفاريت الزرق والخضر والحمر.

وكنتُ أدفنُ كل يوم وكنت أغوص في النوم بلا فائدة كنتُ أعودُ من النوم فاشلاً قلقاً لا أستطيع فعل أي شيء .
راودتني هلاويس وأحلام جنونية وصحوتُ على نفسي وكأنني (المُنخلُ اليشكري ) إذ يقول:

ولقد دخلتُ على الفتاة


الخدرْ في اليوم المطيرِ


الكاعبُ الحسناءُ



ترفلُ بالدمقس وبالعبير ِ


فدفعتها فتدافعت

مشي القطاة إلى الغديرِ

ولثمتها فتعطفت


كتعطف الضبي الغرير ِ


ولثمتها فتنفست

كتنفس الصبح الأثيرِ


ولقد شربتُ الخمر


بالعبد الصحيح وبالأسيرِ


ولقد شربتُ الخمر


بالخيل الإناث وبالذكورِ


ولقد شربتُ الخمر

بالكبير وبالصغيرِ


فإذا شربتُ فإنني


ربُ الخورنق والسريرِ


وإذا صحوتُ فإنني


ربُ الشُويهة والبعيرِ.


وأحبها وتحبني

ويحبُ ناقتها بعيري.



وفعلاً كنتُ أنا منتشياً وصحوتُ وإذا بي صعلوك من صعاليك الغرام أو مجنونٌ من مجانين الهوى ,أو مفصومٌ من مفاصيم السياسة والكتابة أو مجذوبٌ من مجاذيب العشق الإلهي.

كانت حبيبتي في هذا العام قد أيقظت الدب القطبي من سُباته وكان أنا قد أعطاها ساعات أو أياماً للنوم لم تكن تحلمُ فيها كانت تنتعشُ لكلماتي وكانت تطربُ لآلامي وكانت تسكرُ على أشعاري النثرية والموزونة وكانت مبسوطة جداً لأحزاني معها , خمسة أعوام وأنا على الطريق أنتظر .
كان هذا العام أو منتصفه قد زعزع كياني وروحي كان منتصفُ هذا العام ثقيلاً ومؤلماً لم أشعر لمثل آلامه من سنين , فمنذ سنين وسنين لم تدخل في حياتي امرأة لا جديدة ولا كلاسيكية ولا رومنسية , كل بنات العرب على نفس الشاكلة هي وحدها دخلت ثم غابت ثم عادت لتثأر مني .

يا لثارات بكرٍ وتغلب ! يا ل ثارات وائل وجساس والزير سالم , اليوم تنتقم العربُ من شعرائها فتذبحهم ذبح البعير.

كان العام الذي مضى بالنسبة لي عامٌ من الحزن بدأتُ في منتصفه اجترارُ قصة قديمة ,كان فيه البرق وفيه الرعدُ وفيه المطر , وكانت الشمس في منتصف الطريق قد حرقتني وكانت قصة الحب القديمة قد عادت لتنتقم مني لنفسها في نهاية شهر مايو (أيار).
علماً أنني في نهاية ذلك الشهر أستبيحُ لنفسي الرقص في الهواء الطلق وعلى أعشابنا الربيعية في حقولنا القروية ولكنني هذا العام رقصت تحت المطر وتحت أشعة الشمس الحارقة.

وأخيراً تخلصتُ من كل هذا التعب ولو عادت مرة أخرى فإنني لم ولن أتعلم من دروسي السابقة سأبقى أحبها ثم أحبها ثم أحبها ولسوف أبقى معها أرتكبُ الأخطاء والجرائم اللغوية وسأبقى أحب أن أعيش تحت برودتها القاسية في الشتاء وحرارتها الملتهبة في الصيف ولسوف أبقى محتفظاً بالخاتم الذي اشتريته لها كتذكار أبدي حين تمدُ أصابعها فوق أصابع يدي وحين تتشابك الأحلام وتغردُ العصافير وحين تعود نارُ المجوس للاشتعال ونار الفرس بالاحتراق , سأبقى أهربُ من نفسي حتى ألاقيها أو ألاقي منيتي.
لن أتعلم من أخطائي وأغلاطي سأبقى أحب وأعشقُ وأسهرُ حين تعودُ في الربيع القادم وتُبعثُ من جديد كما تُبعثُ الأزهارُ والأشجارُ وأوراقُ الربيع ْ,














#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش عام1
- يا نانا
- هل للمرأة حق في ثروة الزوج؟
- الأبجدية 1
- أعيدي خَلقي من جديد
- شواذ سورة البقرة
- وداعاً يا كتب وداعاً يا حب
- ملك النحاة
- نهب النساء(تبادل النساء)
- يلعن أبوها من عيشه
- في العيد يتعلم الأطفال العرب على الإرهاب
- كل عام و(نانا) بخير
- درس في اللغة العربية
- بدله إنكليزيه
- في ناس وفي ناس
- لماذا لم ينزل مع جبريل النحو العربي?
- الاخطاء الإملائيه في الرسايل النبويه
- هل الحب أعمى؟
- قصة حب رومنسيه
- الزواج الأحادي شريعة مدنية


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - آلام الهوى