أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!














المزيد.....

نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 16:59
المحور: القضية الفلسطينية
    



وكأن حكومة نتنياهو في بحث دؤوب عن مزيدٍ من أسباب التسميم لأجواء انطلاق، أو استئناف، "مفاوضات السلام"، التي، أي "مفاوضات السلام"، من الصعوبة والاستعصاء بمكان أن نرى فيها، ولو نزراً، من المعاني الحقيقية لـ "المفاوضات" و"السلام".

لتجويد تلك الأجواء، أي لجعلها جيِّدة قدر الإمكان، كان يُفْتَرَض أن يتمكَّن "الوسيط" ميتشل، مع مُوفِده، وهو إدارة الرئيس أوباما، من أن "يُقْنِع" نتنياهو وحكومته بضرورة وأهمية الوقف التام للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية. كان ينبغي له أن ينجح في هذا المسعى لأسباب عدة، في مقدَّمها أنَّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تشجَّع كثيراً بما أبدته إدارة الرئيس أوباما من حرص وعزم وتصميم على أن تلبِّي إسرائيل هذا المطلب، أو الشرط الأوِّلي لاستئناف مفاوضات السلام، فأبدى، بالتالي، تشدُّداً في رفضه العودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن تلتزم حكومة نتنياهو، قولاً وفعلاً، وقف كل نشاط استيطاني؛ لأنَّ الاستمرار فيه، ولو جزئياً، يُفْسِد أجواء التفاوض السياسي بين الطرفين، ويُغيِّر الواقع بما يضيِّق أكثر فُرَص نجاح مفاوضات السلام.

ولقد نجح نتنياهو، على ما يبدو الآن، في "إقناع" إدارة الرئيس أوباما بأنَّ "عدم الوقف التام للنشاط الاستيطاني" لا يمنع، ويجب ألاَّ يمنع، العودة إلى طاولة المفاوضات، أو القيام بمساعٍ يمكن أن تمهِّد الطريق إلى استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين.

وحتى الآن، ليس ثمَّة ما يمنع من توقُّع أن ينجح نتنياهو، أيضاً، في "إقناع" إدارة الرئيس أوباما بأنَّ "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" يجب ألاَّ يكون شرطاً أولياً لاستئناف المفاوضات، التي في سياقها يمكن أن يُبْحَث هذا الأمر، وأن يظل مدار تفاوض بين الطرفين إلى أن يتوصَّلا إلى اتِّفاق في شأنه!

إذا ظلَّ نتنياهو على تشدُّده الاستيطاني، والمُسْتَمَد معظمه ممَّا أبدته إدارة الرئيس أوباما من ضعف، عن اضطِّرار أو اقتناع، في مواجهته حتى الآن، فلن نتفاجأ إذا ما قرَّرت تلك الإدارة أن تُسْتأنف مفاوضات السلام بين الطرفين في مناخ "عدم الوقف التام للنشاط الاستيطاني"، على أن تَحْسِم هذه المفاوضات سريعاً، وبادئ ذي بدء، "النزاع الحدودي"، بدعوى أنَّ حسمه سيَحْسِم "النزاع الاستيطاني"، إنْ لم يكن كله، فمعظمه على الأقل.

الثلاثة، أي أوباما وعباس ونتنياهو، فشلوا في "التوقُّع"؛ لقد توقَّع أوباما أن يفضي إصراره (الأوَّلي) على أن تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني، قبل ومن أجل، استئناف مفاوضات السلام، إلى أن يستخذي نتنياهو ويمتثل، فخاب توقُّعه، فشرع هو يتراجع.

وتوقَّع عباس أن يؤدِّي تشدُّده، المُسْتَمَد، في جزء كبير منه، من تشدُّد أوباما ذاك، إلى إشعال فتيل نزاع بين إسرائيل والولايات المتحدة، فتضطَّر حكومة نتنياهو إلى التراجع، فخاب توقُّعه، وذهب إلى الاجتماع الثلاثي في نيويورك حتى لا يشتعل فتيل نزاع بين السلطة الفلسطينية وإدارة أوباما.

وتوقَّع نتنياهو أن يؤدِّي تشدُّده في رفض الوقف التام للنشاط الاستيطاني إلى جَعْل "يديِّ" الرئيس عباس مقيَّدتين بـ "لسانه"، فيأبى، بالتالي، الذهاب إلى لقاء نيويورك، فخاب توقُّعه.

ولكنَّ نتنياهو، على يبدو، قرَّر ألاَّ ييأس، فإذا "الاستيطان" فشل في منع الرئيس عباس من الذهاب إلى لقاء نيويورك، وفي منع ظهوره، بالتالي، على أنَّه السبب في إحباط سعي أوباما، فإنَّ فَتْح نار التهويد على الحرم القدسي يمكنه، على ما يتوقَّع نتنياهو، أن "ينجح" في ما فشل فيه "الاستيطان"، فرئيس الوزراء الإسرائيلي لن يشعر براحة البال قبل أن ييأس أوباما نفسه من "حلِّ الدولتين"، ومن كل تفاوض سياسي يمكن أن يفضي إلى هذا الحل.

من اللقاء الثلاثي القديم (لقاء كلينتون ـ باراك ـ عرفات) عاد باراك إلى إسرائيل لِيُطْلِق شارون على الحرم القدسي، فانطلقت "انتفاضة الأقصى"، فتوقَّفت تماما مفاوضات السلام.. وانْتُخِب شارون رئيساً للوزراء.

ومن اللقاء الثلاثي الجديد في نيويورك عاد نتنياهو إلى إسرائيل لِيَفْتَح بعضاً من نار التهويد على الحرم القدسي. وقد يمضي في ذلك قُدُماً؛ وقد تكون العاقبة النهائية هي انتخاب ليبرمان رئيساً للوزراء.

وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ يُضْرَب صفحاً عن مطلب "الوقف التام للنشاط الاستيطاني"، وأنْ يصبح "الوقف التام للنشاط التهويدي للحرم القدسي" هو وحده المطلب، فلسطينياً وعربياً.
وإنَّ جُلَّ وأعظم ما أتمناه أن ينجح نتنياهو، هذه المرَّة، أي أن يتمكَّن من "إقناع" الفلسطينيين والعرب بأنَّ استمرار النشاط التهويدي للحرم القدسي يجب أن يمنعهم من المضي قُدُماً في مسار التراجع التفاوضي، وأن يجنحوا لشيء من التشدُّد التفاوضي ولو كَرَه أوباما.

وأحسب أنَّ خير عنوان لتشدُّدهم التفاوضي الافتراضي هو "لا عودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن تعترف إسرائيل بالحرم القدسي على أنَّه موقع إسلامي خالص لا صلة لليهود به".





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُطْلبوا -عِلْم التفاوض- ولو في إيران!
- إنَّها -مفاجأة- أوباما الأولى!
- شيئان لم نتعلَّمهما بعد: قول -لا- و-السؤال-!
- -الصنمية الاقتصادية- لجهة علاقتها بالأزمة المالية العالمية!
- أيلول 2009 يتربَّص بالفلسطينيين شرَّاً!
- حكومة الذهبي -خصخصت- حتى -تخصخصت-!
- -ثقافة قضائية- مستمدَّدة من -الأمِّية الديمقراطية-!
- تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!
- -ظاهرة-.. في مؤسَّساتنا!
- خيار -الدولة الواحدة-!
- ليبرمان يقود من الحبشة -حرب المياه- ضدَّ مصر!
- اعْرَف حقوقكَ!
- ثالوث الفساد الاقتصادي البنيوي!
- -دولة الأمر الواقع-.. معنى ومبنى!
- عشاء في -السفارة في العمارة-!
- المقرحي أُفْرِج عنه.. و-الحقيقة- ظلَّت سجينة!
- -الأوتوقراطية التجارية-.. في رمضان!
- جمهوريات -العائلة المقدَّسة-!
- نساؤنا في عهدهن -السيداوي-!
- رمضان على الأبواب.. فَلْتُشْعِلوا نار الغلاء!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!