أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - أيام الورع السورية














المزيد.....


أيام الورع السورية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 04:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد انطفاء جذوة الأمل، وانحسار موجة التفاؤل، انتشرت في الأوساط الاجتماعية ردة دينية واسعة، وملفتة..ولقد بانت ملامحها أمام المساجد وبخاصة أيام الجمعة من كل أسبوع وأمام الكنائس أيام الآحاد..! ومع أنَّ الجسم الاجتماعي يتمِّيز بغالبيته بالتدِّين لكن هذا اللجوء الجماعي إلى المساجد، وإلى الكنائس [لم يبق في البلد معابد حتى نذكرها..!] وليد مرحلة ما بعد الرئيس الأب، فبعد أن عمَّ اليأس من جراء اكتشاف الناس أن لا شيء قد تغَّير.. ولا شيء أصلاً في وارد التغير.. وأنَّ مقولة الاستمرارية حقيقية وهي ملموسة لمس اليد.. بعد كلِّ هذا، لم يكن أمام الناس المتعطشين للتنفس بحرية، وتأمين لقمة العيش بكرامة، إلا الارتداد نحو خالقهم يطلبون منه المعونة.. ولا يغيِّر من هذه الحقيقة ارتداد البعض نحو جهةٍ أخرى لطلبها..! وهكذا تكون السلطة الوطنية التقدمية الاشتراكية الوحدوية، قد نجحت خلال فترة قياسية لا تتجاوز نصف قرن في دفع الناس بالجملة نحو التعّبد، والقضاء والقدر، والبحث عن سعادتهم قي الدنيا الآخرة بالرغم من أنَّ الخالق نفسه يأس منهم بعد أن أرسل إليهم أنبياءه، ورسله من غير فائدة فتركهم لحال سبيلهم.. وقطع عنهم إمداده من الرسل منذ ألف سنة وبحبوحة.. وهاجر -ومعه حق في ذلك- لأنَّ أحداً لم يعد يعمل شيئاً فكل ما يحصل من الله، وكل القضايا توكل إليه فإذا جاءهم حاكمُ فاسدٌ فمن الله.. وإذا أصابهم شرُّ المخابرات فمن الله والله يحلها وينتقم لهم..! وهكذا عشعشت الاتكالية في الرؤوس فالله يأخذ لهم حقوقهم.. وهو من يحاسب الظالمين.. وهو الذي يرزق عباده أو يقطع عنهم الرزق..!
هذه الردة هي بالضبط التي يسميها مفكروا الجنة والنار، والقضاء والقدر من فقهاء، وشيوخ، وقساوسة، وبطاركة، وحاخامات، ودكاترة كليات الشريعة، وأعضاء المكاتب السياسية في الأحزاب القومية، وأحزاب الفلوجة، وأعضاء مكاتب الإرشاد الاخوانية، بالصحوة الإسلامية..! ولِمَ العجب إذا استيقظ الناس بعد قرونٍ من النوم وفي التاريخ السحيق من نام واستراح مئات السنين، فأهل الكهف سباقون في هذه الحكاية..! هذه الصحوة ليست أكثر من موجة ارتدادية سببتها الظروف المعيشية البالغة الصعوبة إضافة إلى تراكم سلسلة من أشكال المعاناة تشمل كافة جوانب الحياة ولو كان هناك هامشٌ ولو محدود من الحريات لكان اللجوء قد تغيرت وجهته..!
من الطبيعي، بل من الواجب، أن يبحث الإنسان عن العدالة في حياته الدنيا، وأن يحاول العيش بحرية وكرامة تليق به.. لكن من المؤكد أنه يجب أن يسعى لنيلهما لا أن ينتظر بارقة أملٍ من هنا أو وعودٍ خلبيةٍ من هناك..! وبعد ذلك، إذا وجد من يسدُّ بوجهه كلَّ الطرق فهل يبقى أمامه إلا نشدانها في دنيا أخرى..!؟ وحين تصبح المسائل على هذا النحو ألا يعني هذا أن تتوفر الفرصة الذهبية لأحزاب الجنة والنار فيدُّب في صفوفها النشاط، ويقرع ناقوس الصحوة، وتخرج من تحت الأرض لتعمل وسط الجموع اليائسة..!؟ هذه هي الحالة في مجمل البلدان الإسلامية العربية وهي تفسِّر مقولة حتمية البديل الإسلامي عند أول فرصة تغيير محتملة في هذا البلد أو ذاك.
26/5/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس
- كيف ينظراليعربي العلج إلى المرأة..؟
- الذبح على الطريقة الإسلامية - الجزء الثاني-
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- أنا أفكر اذاً أنا غير موجود
- المدرسة السورية لاعطاء الدروس المجانية
- عندما يصبح الكيلو: غراماً واحداً
- الله و الإصلاح والتشيؤ
- الوحدة الأوروبية والببغان العربي
- عفواً سيادة الرئيس
- شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية
- إشهار الحزب
- عطوان في تطوان يا حادي العيس
- حين تلعب السلطة بالجميع
- نداء عاجل لا تعقدوا القمة


المزيد.....




- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - أيام الورع السورية