عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 04:16
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
توجه العمال إلي عملهم وبدأوا في تشغيل الأنوال فإذا بقطع غيار تنفلت من الماكينات وتصيبهم في وجوههم، أحدهم فقد بصره وعديدون أصيبوا بإصابات مختلفة في الجبهة والوجه.
حدث هذا في مصانع شركة الدلتا للغزل والنسيج، وقبل الدخول في التفاصيل نشير إلي الزيارة التي قامت بها لجنة من وزارة البيئة لمصانع الشركة الأسبوع الماضي وكشفت في محاضرها تفشي ظاهرة تلوث الماء والهواء داخل تلك المصانع، وكانت إدارة مصنع نسيج زفتي قد استقبلت اللجنة «بتلوين» واجهة المصنع بالجير وزراعة عدد من الأشجار إلا أن ذلك لم «يغط» علي التلوث الذي يهدد العمال بخطر الموت.شاهدت اللجنة مداخن المصابغ القصيرة التي ينبعث منها دخان أسود طوال النهار والليل وتصيب العمال بأمراض صدرية، وكذلك تلوث المياه واختلاطها بمياه المجاري - طبقا لتقرير سابق صادر عن مكتب الصحة - ودونت اللجنة في تقريرها عدم استواء أرضيات المصانع وتحويل معظمها إلي برك مياه ملوثة تؤثر علي العامل والإنتاج.
أما العمال هناك فليس لها «سيرة» سوي الدماء الغزيرة التي نزفت مؤخرا نتيجة الصفقات المشبوهة من شراء قطع غيار عبارة عن «لطشات ومواكيك المطعمة بالحديد والنحاس» وتركيبها للأنوال الموجودة والتي تطايرت فأصابت عددا كبيرا من العمال فالعامل لطفي عسكر يفقد بصره ويصاب العامل أحمد السعيد في مكان حساس هذا بخلاف إصابة عدد من العاملين في وجوههم والمثير هنا هو أن الإدارة كانت تتردد في تدوين عدد من تلك الإصابات خوفا من التعويض.
القائمون علي شراء قطع الغيار يتهمون مسئولي ضبط الأنوال بعدم تثبيتها جيدا، الأمر الذي أدي إلي تطاير «اللطشات» بكميات كبيرة في وجوه العمال، وفي المقابل اتهم مسئولو ضبط الأنوال إدارة الشركة بأنها اشترت قطع غيار غير مطابقة للمواصفات.
من جانب آخر، كانت الشركة قد استوردت 13 نولا من اليونان، وطبقا للمعلومات المؤكدة فإن هذه الأنوال مستخدمة وتتسبب في إهلاك كميات كبيرة من الأقطان التي تستخدمها مصانع الدلتا في نوعية «أوبن إيند» أو «كنسة القطن».
ملف الأنوال وقطع الغيار يجب التحقيق فيه إذا كانت هناك نية فعلا للإصلاح وذلك بدلا من عمليات إهدار المال العام وتعيين الأقارب وعدم وجود خطة واضحة.
فهل يتدخل د. عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء ود. مختار خطاب وزير قطاع الأعمال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟، وماذا يعني صمتهما حتي الآن؟، وأيضا ما موقف محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج؟!.
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟