أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - الدكتـور الجلبي والاسـتراتيجية الشـيعية














المزيد.....

الدكتـور الجلبي والاسـتراتيجية الشـيعية


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 845 - 2004 / 5 / 26 - 05:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أعتقد أن هناك صفقة تمت بين الأردن وأمريكا بشأن تسليم الدكتور أحمد الجلبي الى السلطات الاردنية. لقد ارتكب الدكتور الجلبي خطأ استراتيجيا بوقوفه بصف التيار الاسلامي الشيعي المعروف بغبائه السياسي, ولا شك أن ما يحصل الان من متغيرات ليست في مصلحة الاكثرية التي قزمت, نتيجة مجمل التصرفات الخطأ التي وقعت بها التيارات والاحزاب الشيعية في العراق, حين غلبت مصلحة الامن الايراني على مستقبل العراق, وحين ظهرت للعالم بذلك الشكل الذي أرعب العالم من احتمال تنامي الاصولية الشيعية في العراق. ونذكر هنا الاحتفالات المليونية في كربلاء العام الماضي التي قادتها ومولتها أجهزة المخابرات الايرانية دون أن تسمح لأي فرد من بين هذه الملايين ذكر كلمة حلوة واحدة بحق التاسع من نيسان, حيث يعتبر الغرب أن ذلك أخطر من حزب البعث العربي الاشتراكي بما دفع امريكا الى استبدال جي غارنر وطاقمه والبدء بسياسة الموازنات للجم التطرف الاصولي المحتمل وانتشار دائرة تأثيراته, إن الموقف البارد الذي قابلت به المؤسسة الدينية الشيعية وبالتالي جميع أتباعها لما حصل في 9 نيسان, والمحاولة لاستثمار ذلك لزيادة حشد الجماهير الى جانب التيار الديني ومن ثم سيطرة التيارات الدينية الشيعية على الشارع العراقي, وإفراغ هذا الشارع من العلمانيين الشيعة من المفكرين والمثقفين والعلماء والفنانين، يضاف الى ذلك محاولة الشيعة لأاسلمة الدستور المؤقت والموقف الطفولي منه في عدم التوقيع عليه بعد اتفاق على ذلك ومن ثم تأجيل التوقيع عليه, وياتي يوم التوقيع فتوقع المجموعات الشيعية ولكن بتحفظ مع علمهم ان أي تحفظ على أي قانون لايمنع من تطبيق ذلك القانون.لقـد كان موقفهم هذا موضع سخرية وتندر ظهر فيه الشيعة صغارا وليسوا جديرين بالمسؤولية. ومن المؤسف ان الدكتور أحمد الجلبي كان ضمن مجموعة السخرية بما لايليق به كسياسي مطلع ومحنك. أما الاخطاء الاخرى التي ارتكبتها المجموعة الشيعية هي اصدارها لقرار 137 الذي ألغى قانون الاحوال الشخصية, وكذلك تصريحات السـيد عبد العزيز الحكيم حول مستحقات إيران على العراق لديون نتيجة الحرب العراقية الايرانية ناسيا ومتناسيا عن عمد وسبق إصرار ان للعراق دينـاً على ايران بسبب تشبث ايران باتفاقية اذعان وقعها طاغوتان وليأتي رجال الدين متمسكين بما وقعه الطواغيت، وليس ذلك فحسب بل دافعوا عن تلك الاتفاقية دفاعا مستميتا رغم مالحق بالعراق من خسارة في اراضية ومياهه نتيجة لتلك الاتفاقية.. كل ذلك اخذ بنظر الاعتبار من قبل امريكا للتتخذ قرار الموازنات الداخلية وبدأت بتطبيقه منذ استبدال كارنر.

كما ارتكب الدكتور أحمد الجلبي خطأ كبيرا حين قام بزيارة لايران لاكثر من مرة رغم علمه بموقف ايران من الارهاب وان حاكمها الفعلي غير منتخب ويتحكم بمن هو منتخب من قبل الشعب الايراني. وزيادة على ذلك ان الصغير والكبير في العراق يعرف جيدا التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للعراق حين قامت اجهزة مخابرات ايران بنصب اذاعات داخل العراق وتسخير فضائية العالم للتقليل من شأن ماحصل في التاسع من نيسان والشواهد كثيرة, الا ان الدكتور احمد الجلبي صرح ان لديه اثباتات بتدخل النظام السوري في الشأن الداخلي ولكنه لم يذكر شـيئاً عن ايران وحين سُـئل عن ايران اجاب بعدم وجود اثبات على التدخل الايراني وطلب ممن لديه إثبـات بعكـس ذلك أن يقدمه, اما خطأه الاخير فهـو لملمته لمجموعات من الاحزاب الصغيرة من ضمنها مايسمى حزب الله وتشكيل مجموعة سياسية شيعية بما لايليق بالدكتور الجلبي الانزلاق به في مطبات الطائفية خاصة ان بعض الاحزاب ورؤساءها التي انضمت الى تجمعه هي الاقرب للجهل السياسي وكونهم شيوخ عشائر منه الى كونهم فعلا سياسيين.

إن مشكلة الدكتور أحمد الجلبي وبسبب الحملة المضادة الدعائية التي قام بها نظام صدام ضده والقوى الفلسطينية الاردنية والمنظمات الاسلامية الاردنية, لم تكن له قاعدة شعبية تسنده ، وحتى الاسلاميين الشيعة في العراق المسيطرين على الشارع ، قـد رفعوا ومنذ الايام الاولى لسقوط النظام شعار لا لأمريكا لا للجلبي. اقول بسبب ذلك لم يبق من يساند الجلبي سوى المثقفين والسياسيين الديمقراطيين، وإن تحول مواقفه الاخيرة اثار دهشة هذه النخبة التي ما انفكت تدافع عنه بكتاباتها ومقابلاتها وفي المحافل السياسية والخطابية التي كانت تحضرها.

ولابد ان نذكر بطلب الدكتور الجلبي من مقتدى الصـدر عدم تسليم نفسه، والغريب هنا ربط الجلبي بين مقتدى ووالده السـيد الشـهيد وهي حالة لايمكن فهمها،ان اعمال مقتدى لا تتناسب مع السيد الشهيد والده , فمنذ اليوم الاول لسقوط النظام كانت اعماله واضحة عند قتله للخوئي وسيطرة أتباعة على الكثير من دوائر الدولة وخاصة مدينة الصدر، و قيامهم بتفجير معامل البيرة ومحلات بيع الخمور وتغييرهم لاسماء الكثير من الشوارع واعتدائهم على الناس، وعمليات الاغتيال وخاصة للمسيحيين في البصرة , ناهيك عن قيام ازلام الفرهود وبقايا فدائيي صدام وحزب البعث وخريجي الحملة الايمانية الصدامية بالاصطفاف خلفه , لذا فموقف الدكتور احمد الجلبي لم يكن مفهوما من قضيـة مقتدى الصـدر والربط ما بين الشهيد والده وبينه.

واخيرا أرجو ان لا يُـفهم اني من المناوئين للدكتور الجلبي، بل على العكس , اني من المساندين له ولكنه خيب أملي بمواقفه الاخيرة.. وعسى ان تكون غلطة وان كانت غلطة الشاطر قاتلة احيانا، وهذا ما لانرجوه.. ففضل الدكتور الجلبي كبير, وإن كانت قوى الانحطاط السياسي الفاعلة هذه الايام في الساحة السياسية والمتحكمة في الشارع السياسي قد اهملته قسرا وتعمدا , فسيذكر له التاريخ ذلك بعد انقشاع هذه القوى من الساحة السياسية وعودة نشاط الاحزاب الديمقراطية والليبرالية و المثقفين من الكتاب والفنانين ورجال الفكر والعلم من العراقيين المحيدين والمحارَبين حاليا، خاصة من احزاب الانحطاط السياسي الدينية الشيعية والسنية والتي سوف لن تجلب سوى الخراب والخراب وحده , لظلامية فكرها وافكارها وتخلفها وغبائها وابتعادها عما يجري في العالم.



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيشرق نيسان جديد على ربوع سوريا
- هؤلاء ليسوا منا... نحن العراقيون
- كلمة ونص... عصابة العصابات
- كلمة ونص - سمفونية وطني
- لنأخذ العبرة من ديون ألمانيا
- كلمة ونص
- كلمة ونص
- كلمة ونص
- رموزنـــا الوطنيـــة
- اليمين واليقين عند الفاشنازي
- الفاشنازيون خونة عهود
- الفاشنازيون وقطع الأطراف
- هل تعلم -3- 2
- دعاء البعثيون الفاشنازيون
- القرار 1441 والتضليل الإعلامي
- لا بأس بالموت إذا الموت نزل
- حكاية من اليوم الاسود
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر - 2
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر
- أهداف الجامعة ليست كأهداف أمانة العاصمة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - الدكتـور الجلبي والاسـتراتيجية الشـيعية