فلاح الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 12:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اثار انتباهي الرسالة الاخيرة للحاضر الغائب اسامة بن لادن وبالذات فقرة تحدث فيها عن قتل امريكا للاطفال والنساء والشيوخ وهي مسميات دأبت كل الحركات والقوى والمنظمات الارهابية والانسانية على تقديمها كضحايا لارهاب العدو المفترض دون ان يتوقف القتل من جميع الاطراف.
ان الخطاب الاعلامي المستهلك لمثل هذه الشخصيات التي في طريقها للانقراض انما تاتي كوجع رأس وصداع كلي واسهال مزمن لكل الذين الفوا تلك التصريحات والاكاذيب وان من يصدق مثل هذا الكلام الفارغ هو ليس بالضرورة غبيا انما نحيله الى الملايين من ضحايا القاعدة واشباهها في العراق وافغانستان وباكستان وفي جميع دول العالم وهم اغلبهم من المحرومين من الفئات التي ذكرت سابقا، وليس بالضرورة المطلقة ان يكون السيد بن لادن ان كان حيا في كهفه ان يكون واعيا حد الثمالة لكلماته التي تتداولها بعض الفضائيات والمواقع بين حين وحين ونحن لانطلب من الرجل ان يكون واعيا ومتنورا او متدينا على اقل تقدير ليرى وضع سنته السيئة في البلاد والعباد وان تزويق الكلمات والالفاظ والضرب على حساسية المشاعر من الاحتلالات والمحتلين لم يعد يجدي شيئا ولكن علينا ان نحذر من الادوات التي تحرك مثل هذا الخطاب وتوقيته وكأنه حملة تسوق في ظل الازمة المالية العالمية او دعاية لمادة لزجة لاتضيف شيئا الا السقم وتحويل القناة الى قناة غنوة المحترمة.
ان الخطاب الاعلامي الحديث هو سبب الكارثة الحقيقية في العالم العربي والاسلامي حصرا لنشره ببطولة فارغة تصريحات بن لادن وأشباهه وتقديمهم كابطال يمثلون الامة وهي حكايا عديمة المحتوى ولربما ان بن لادن نفسه لم يتصور ان ينفخ الى درجة الانفجار ويتحول الى بطل من ورق وحاله حال السابقين في الجحور الرطبة وصناديق النفايات وعودا على اهمية الخطاب الاعلامي في التربية والتوعية ونبذ العنف وكل الاهداف العظيمة التي خلق الانسان من اجل تحقيقها وتحويل الكائن العربي الاسلامي من مستهلك الى منتج ومن متفرج الى صانع ومن سلبي الى ايجابي وعلى الاعلاميين البحث عن مفردة تحمل الخير والحب والسلام ليلصقها بالانسان العربي والاسلامي بعيدا عن مصطلحات النضال والارهاب والحرب التي لاتحدث بالمناسبة الافي بلاد المسلمين وعلينا ان نفتش في القواميس والنواميس عن صفة لاتحمل الرعب للاخرين فالمسلم في البداية و النهاية من سلم الناس من يده ولسانه
#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟