أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فينوس فائق - حديث الروح رقم -1















المزيد.....

حديث الروح رقم -1


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 845 - 2004 / 5 / 26 - 05:28
المحور: القضية الكردية
    


فينوس فايق من هولندا
نحن القادمون من تلك المنطقة الموبوؤة بالحروب و أزيز الرصاص ، و أنا القادمة بالذات من ذلك الركن الموبوؤ بالألم و الجراحات المزمنة ، ماذا عسانى أن أكتب فأقترب به من أرواح القراء ، لقد علمتني التجارب أن أصادق الألم بدلاَ من أن أعانيه ، و تعلمت أن أحبه بدلاَ من أن أحاربه ، فعندما نتصفح هذه الأيام صفحات الجرائد و نطالع المواقع الألكترونية ، كأننا نطالع و نتصفح حقول الألغام ، و كأننا نتفقد أرضاَ مزروعة بالقنابل الموقوتة ، فهنا من فجر نفسه هذا اليوم و قتل فلان ، و فلان قضى نحبه أثناء مواجهة بين قوات (س) مع قوات (ج) و فلتان مر صدفة بحي فمات من الحسرة على أطفال يموتون من الجوع أو من البرد .. و هكذا ... الخ...
راودني الكثير من المواضيع لأكتب عنها ، فكتبت عناوينها و أردت أن أختار ، هل أكتب عن الدستور العراقي المؤقت الذى لم يخص الكورد بأي حق و لم يذكره ببند من بنوده و لم يضف إلى دستور النظام المقبور "فيما يخص القضية الكوردية" بنداً أو سطراًَ نلمس فيه بصيص أمل ، أم أكتب عن (الرفراندم / أي الإستفتاء) حول أهم مسألة و هو نظام إدارة الحكم في المستقبل ليس فقط للكورد و إنما للعرب أيضاً ، فبقدر ما يريد الكورد الإستقلال يريد العرب الإنفصال عن الكورد ، أم أكتب عن قضية مدينة كركوك التي أصبحت عقدة العصر ، أم أكتب عن مجلس الحكم نفسه الذي لا يحكم أحد في واقع الحال و هو محكوم من قبل الأمريكان و هذه حقيقة مرة يعرفها العراقي البسيط قبل أعضاء المجلس نفسه ، أم عن العلم العراقي الذي جاء ليتوج الدستور و يقضي على الوجود الكوردي و وجود أرض إسمها كوردستان ، أم أكتب عن شعب صار في حالة غروب ، شعب صار يتلذذ المأساة و لا ينام إلا على ترانيم الرصاص و أصوات المدافع و فرقعات الرمانات ، شعب أدمن الحزن و أضحت أيامه قصة دراماتيكية فندامنتاليزمية لا نهاية لها ، أم عساني أكتب عن ذلك الجندي الذي لم تكن أمه لتحلم يوماَ يأنه سيموت تلك الميتة الرهيبة و لو حلمت لكانت ماتت من الفزع لعلهم يتعلمون ، أو عن تلك الصور التي أقاموا بها الدنيا و أقعدوها في سجن أبو غريب و ما أدراك ما سجن أبو غريب و كأنه كان على أيام الطاغية دار إستراحة الشعب العراقي أو فندق خمسة نجوم من الطراز الرومانى الراقي أو كان منتجعاَ للسواح و أنه لم يكن رمزاَ الرهبة و الطغيان و الدم ، أو أكتب عن تلك الشجاعة السحرية التي نزلت بقدرة قادر بفئة من العراقيين فجأةَ و كأن من حكمهم قبل الأمريكان كان ملاكاَ و ليس صدام حسين و لعلهم يتذكرون ، أو تلك الحرية التي جاء بها الأمريكا معبأءة في القنانى دون أن يكلف العراقيين حتى طلقة رصاص و لا حتى حبلاَ و مدرعة كذلك الحبل الذي شده الجنود الأمريكان في عنق تمثال صدام حسين بدلاَ من العراقيين و أما هم فلم يكن بمستطاعهم سوى التصفيق للأمريكان حتى تعبت أيديهم لذلك ترى فئات عديدة ترفض تلك النعمة لأنهم لم يتعبوا و يضحوا من أجل نيلها لعلهم يفقهون ...
لم أستطع في الحقيقة أن أهتدي إلى الموضوع الذي سأكتب عنه ، ليس لسبب و إنما لأنها كلها في النهاية مسلسل من طراز المسلسلات المصرية التي كان صدام حسين يخدر بها الشعب المسكين لينفذ خلسة جرائمه الشنيعة ..
إلى أن إهتديت في نهاية المطاف لأكتب عن نقابة الصحفيين الكورد و المطلب الذي تقدمو به لنيل العضوية في المنظمة العالمية للصحفيين ، و أبدأ الموضوع بتحية إجلال للدكتور و البروفسور (عبد الإله الصائغ) رئيس منظمة أدباء بلا حدود وإستقالته من إتحاد الصحفيين العرب و شجبه لتصرفات الإتحاد و موقفه السلبي إزاء إتحاد صحفيي كوردستان ، و أبارك في الوقت نفسه كل عربي شريف ينطق بكلمة حق ، و كل عربي أضاف إسمة على قائمة التضامن مع إتحاد صحفيي كوردستان ، و قبل البدء بكتابة ما سأكتبه ، كنت قد تحدثت مع صديق في الموضوع و سألته عن رأيه ، فرد علي مع سبق الإصرار و الترصد للسؤال: ماذا يريد الكورد أكثر مما نالوه : أليست وزارة الخارجية في الحكومة العراقية الحالية بيد كوردي ؟ و كأن وزارة الخارجية نهاية المطاف و تاج المطالب الكوردية ، أو كأن الكورد أساساً يفخرون بأن وزير الخارجية العراقي كوردي ، من قال أن منصب وزارة الخارجية في الحكومة العراقية هو جُل ما يحلم به الكورد ، أنا شخصياَ و أعوذ بالله من (أنا) رئيس وزرير الخارجية العراقي الكوردي الأصل لا يمثلني و لست فخورة كون أن كوردي أو أي كوردي كان يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة العراقية ، بل بالعكس تماماَ ، فوجوده و هو كوردي و يتكلم كعربي في قاعة الجامعة العربية ممثلاَ العراق يهينني كمواطنة كوردية ، كان الأجدر به أن يرفض المنصب و لا يقبل بأقل من رئاسة وزراء حكومة كوردية نحلم بها نحن الكورد و أن يمثل الكورد في منظمة الأمم المتحدة و ليس الجامعة العربية التي لا ننتمي إليها ..
مع هذا عجيب أمر الجار العربي ، إذا ضربونا بالأسلحة الكيماوية و أنفلونا و تحدثنا عنها قالو أنتم تبالغون و تضخمون الأمور ، و إذا تحدثنا عن تأريخنا المأساوى على يد محتلي أرضنا قالو لا تشبهوا أنفسكم بالشعوب الأخرى و خصوصاً فلسطين ، و إذا طلبنا الإستقلال قالو أنتم عراقيون و بمطلبكم هذا تعملون على تقسيم الأرض العربية الموحدة و كأن العرب أصلاً موحدون و الكورد هم الذين يقسمونهم ، إذا قلنا نحن عراقيون قالو انتم تبالغون في المطالبة بالعراق الموحد و لستم صادقون ، و هكذا....
عن نفسي لم أسمع يوماً بمكسب لنقابة الصحفيين العرب و حتى أن إسمه لم يمر علي طوال عملي كصحفية.. إذ أن وضيفة المنظمات و المؤسسات التي من هذا النوع تظهر مع الأحداث و القضايا الكبيرة ، فأنا لم أسمع صوت عربي عن طريق هذا الإتحاد في الثمانينات يدين و يرفض ممارسات النظام العراقي المقبور لا أقول فقط ضد الكورد ليقال عني أني أمارس التعصب القومي و إنما كل الممارسات الشنيعة التي كان يمارسها ذلك النظام الفاجر ضد أبناء جلدته من العرب و الكثير من العرب غير العراقيين من مصريين و فلسطينيين و غيرهم ، لا من داخل العراق و لا من خارجه ، لا من العراقيين و لا من غير العراقين ، كلهم صفقوا لصعود صدام الحكم و كلهم بكوا لسقوطه ، لأن صدام حسين هو الوحيد الذي كان يعرف كيف يشتري الذمم ..
إنه من المخجل حقاً و نحن في هذا العصر المتطور و في ظل كل هذه التكنلوجيا و العولمة و تلاشي الحدود و تحول العالم إلى قرية صغيرة و لا نزال نتكلم بهذه اللهجة العدوانية ، إذا تكلم الكوردي باللغة الكوردية بصوت عالً أمام عربي قالو أنه يمارس العنصرية ، و إذا عمل على تأسيس منظماته الإجتماعية و طور مرافقه الحياتية قالو أنه يدعو إلى الإنفصال ، مع أن الإنفصال حق مشروع و ليس من حق أحد أن يمنعه ...من المخجل و نحن نعيش زمن ما بعد صدام حسين و مازال تراب الدكتاتورية الأصفر يلف أراء البعض من مثقفينا و يخنق الحقيقية في حناجرهم..
سمعني أحد الأصدقاء العراقيين و أنا أتناقش حول بعض المواضيع السياسية التي تملتلئ بها حياتنا اليومية و إلى أن وصلنا إلى الموضوع الأزلي الأكثر حساسية هذه الأيام و هو موضوع أو حلم الدولة الكوردية ، فأقحم الصديق العراقي المخلص نفسه بالقوة و قال: و لماذا الإنفصال ؟ ثم أليس هناك موضوع أخر تتكلمون عنه ، أنتم الأكراد تتكلمون بمناسبة و بدون مناسبة عن الدولة الكوردية ، ألستم عراقيون ؟ ماذا تريدون ، لماذا أنتم هكذا جاحدون ؟؟
لم يفاجئني الصديق هذا في واقع الحال بل أذهلني بسذاجته اللامتناهية !! فقلت له ملاطفة جو النقاش : و هل تحبوننا إلى درجة أنكم لا تريدون الإنفصال؟؟ فسكت ، ثم بادرته : ثم لماذا نحن جاحدون ؟ ماذا فعل لنا أو بنا العرب لنكون جاحدين أم لا ؟ نعم نحن جاحدون أمام كل ذلك القتل و أشكال الإبادة و القتل الجماعي و...و ... و... معك حق يا صاحبي فحسناتكم لنا لا تعد و لا تحصى و لكنني أكثر إنصافاً منك و لا أحملك ذنب أسيادك المقبورون ، لكنني أحملك ذنب جهلك و غباءك ...
و هكذا فأنا لا أحمل إتحاد الصحفيين العرب ذنب صدام الذي كان يشتري الأقلام و الذمم و نساء أزلامه و السلاح والأعراض و يهدرها في ليالي السمر في أحضان الغرواني لدرجة أنه لم تكن له الجرأة و الشخصية بأن يختلط بالمجتمع الدولي لجهالته و عدم إتقانه حتى اللغة العربية السليمة ، سوى لهجة أهل العوجة .. بل أحمل الإتحاد ذنب جهلهم الأدبي و قصر نظرهم الثقافي و الصحفي و عدم قدرتهم على إحقاق الحق و إبطال الباطل ...



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نسأل الله


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فينوس فائق - حديث الروح رقم -1