|
المطلوب فضح حرابي السياسة
جواد وادي
الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 17:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعلنا نظلم الحرباء حين نقارنها بسياسيي الكتل بشتى مشاربهم لأنها قد تكون أكثر وضوحا في حركاتها وتلونها من لوذعيي السياسة الجدد لكثرة الألوان التي تصطبغ بها هيئاتهم وسحناتهم الثقيلة على المشاهد العراقي لكونها باتت تثير التقزز وراح العراقي يعزف تماما عن مشاهدة أي منهم حين ظهورهم على الفضائيات والتي هي بدورها عادت كالحسينيات بتمويل من أموال العراقيين بعد أن حولوهها حكرا عليهم و لخزائنهم في هجمة سطو في عز الرؤيا وكأنها (ملك الخلفوهم) لكون العراقي بعد أن خبر النفاق البعثي من قبل واكتوى بناره، على دراية بقدرة هؤلاء على النفاق السياسي والتلون بألوان باهتة ومخزية وبوقاحة وقلة (زوء) وهم يصولون ويجولون في اتجاهات الوجع العراقي وباتوا نقمة التغيير بدل أن يكونوا نعمته لتعم على العراقيين الذين خاطروا بأرواحهم وبكل مشاربهم وانتماءاتهم وأعمارهم وجنسهم وهم يتوجهون لصناديق التصويت أملا منهم بان اختيارهم لهؤلاء الحرابي الجدد قد بكون هو الاختيار الأصح وبالتالي يسعى السحالي ببذل قدرات وطنية هائلة للقضاء على بؤس العراقيين ومعاناتهم، إنما الأخوة المنافقون ما أن اجتازوا محنة الانتخابات بطرق لا يعلم أسرارها إلا الله والراسخون في دهاليز الألاعيب السياسية، وما أن استلموا زمام الأمر وتمكنوا من اتخاذ القرار غيروا الاتجاه بالمطلق وراحوا (يستكتلون) على الاستحواذ ما أتيح لهم من الإمساك بمصادر الثراء غير المشروع واللا أخلاقي والاستحواذ على مكاسب شخصية هائلة لهم ولعوائلهم وكل من يدور في فلكهم وهنا انأ لا استثني الا الوطنيين الغيورين الذين بقوا أمناء على التزاماتهم وعهودهم ومنهم الشيوعيون وقوى اليسار وبعض الوطنيين الانقياء لكن الحرابي حجّمت من نفوذهم بوسائل عديدة منها القمع وتشويه السمعة واستغلال البسطاء من (اللطامة) دون أن يعرفوا لماذا كل هذا السوء والانحراف الأخلاقي بعد أن كانت الألسن أطول من نهر الكارون في الوطنية وتوفير الطرق المفروشة بالأزاهير لكل من يدلي لهم بصوته، ووقع الفأس في الرأس وانكمشت السنة مرابي السياسة وانسدت كل الآفاق وانطفأت آمال المسحوقين وهم بأمس الحاجة للتغيير وكل هذا بحجة العمل وفق الدستور الذي بات يافطة ما فتئ المراءون إطلاقها بين الفينة والأخرى. إذن ما العمل وما المطلوب من العراقيين أفرادا ومنظمات مجتمع مدني ومثقفين وأصحاب الضمائر ممن تضرر وأهلوهم من سلطة السياسيين الجدد الغاشمة والملفعة بالدين وهو براء منهم؟ هذا السؤال بات ملحا والجميع يبحث عن الإجراءات الكفيلة بتصحيح مسار العملية السياسية إذا ما أريد للعراق إن يستعيد عافيته ويبدأ بخطى حثيثة كبداية لانطلاقة صحيحة وعلى أسس وطنية للنجاة من الغرق الذي بات قاب قوسين إذا ما استمر الصمت لأي سبب كان إزاء التخريب الممنهج الذي يكرسه ممارسو لعبة السياسة الخبيثة اليوم ولتصحيح ما يمكن تصحيحيه بعد عبث ساسة العراق بالمشهد السياسي والأخلاقي والفكري من معممين وغيرهم، وحمدا لله الذي كشف للعراقيين خطورة دولة الملالي قبل أن تصبح امرأ واقعا شبيها بدولة الفقيه لجارتنا الدون كيشوتية ويقع المحضور (وتعال يا عمي شيلني)، حيث لا ينفع الندم. في البداية ينبغي على العراقي ومن باب الحرص على بقاء العراق متماسكا وقبل الانهيار وهذه من اخطر المسؤوليات أن يعيد حساباته بالكامل ويراجع بطريقة حساب فاطنة وشديدة الحرص على هذا الوطن الذي بدا يتآكل وعلى أيدي خراف السياسة وثعالبها وذلك بكنسهم من سلطة القرار باستغلال الفرصة الذهبية القادمة ألا وهي الانتخابات التي بات الإدلاء بالصوت والتفكير بوطنية حريصة على تصحيح أخطاء الانتخابات السابقة وبفعل أخلاقي وتربوي يعرف جميع المراقبين والمتتبعين لشهامة العراقي حين تشتد الأزمات أن ذلك الصوت سيذهب لمستحقه لا لمن خبرناهم من مراوغين ومرائين ومتلونين حولوا وبأصوات العراقيين العراق إلى ساحة مهاترات ولصوصية ونهب وارتشاء ولا ذكر للخدمات لعراق مخرب ولا يمكن مقارنته بأفقر بلدان العالم. تصبح إذن مهمة الناخب العراقي أخلاقية وبدوافع وطنية صادقة لا أن يلدغون من جحورهم ثانية عندها سيفقدون حتى الإيمان بقدسية الفعل الوطني الخير والذي هو من المقدسات التي لا يجوز المساومة عليها. فقط نريد أن نذكّر المكتوين بنار السياسة وأفعالهم ما فعله البعث من كوارث بسبب ا ن السواد الأعظم من العراقيين انخرطوا في صفوف ذلك الحزب الفاشي لأسباب شتى أهمها الخوف من البطش أو لمغريات ببيع الذمم وحين تمكن بلطجية البعث من ذلك بسبب ضعاف النفوس ويعرف الجميع بقية سيناريو الكارثة وقع ما وقع والتهمت المحرقة الأخضر واليابس. وحتى يعيد العراقي توازنه الحياتي والمجتمعي والفكري ويترك خلفه كل الماسي عليه أن لا يكرر نفس المأساة بمنح صوته (لزيد وعبيد وجرار الخيط) مهما كانت المغريات والهبات والاستمالات والمنافع والضحك على الذقون كاستغلال الاندفاع الديني والانتماء للمذهب او الطائفة وما سواها من ألاعيب يقينا قد خبرها العراقيون واكتشفوا شرورها ونتائجها الكارثية. يشكل الآن المشهد السياسي العراقي الهزيل ألوانا من الطيف الحزبي الذي لا يعدو كونه طيفا ينتمي الى الطائفة قبل انتمائه للعراق الذي عانى الأمرين من مهاتراتهم وضيق أفقهم المقيت وأفعالهم التي تتنافى تماما وما يدعون من انتماء للدين والوطن والشعب ولا نريد أن نرى العراقيين بهذا القدر من نسيان ما فعله الساسة بهم وببلدهم وكيف استفادوا من استغفال سواد الناس كونهم لعبوا على نغم المذهب والطائفة والعرق ولا ذكر للعراق في أفعالهم إلا الزيف والبهتان وجعلوا من العراق الجريح سوق هرج لكل من هب ودب لدول الجوار وبات كل يغني على ليلاه، فهذا يدافع عن سوريا الشئيئة وبراءتها من إهدار الدم العراقي براءة الذئب من دم يوسف المغدور، وذلك يدافع عن أفعال دولة المعممين الخرقاء بالتدخل السافر في الشأن العراقي، وآخرون يراءون هذا وذاك، ومنهم من برّء دولة الوهابين وتمويل طقوس نحر العراقيين. المهم عندهم أن يحتفظوا بأوثق العلاقات مع هذه الدول التي يقينا ينالون من بركاتها وما تدر عليهم لقاء خيانة الوطن من كرامات مالية ورضي الأحبة. أما الدم العراقي عند هؤلاء الجرابيع فلا أهمية له وليذهب جميع الضحايا والمتشككين إلى حيث الفناء. لا نريد أن نذكر هنا ما فعله ثلاثي الرئاسة الموقر وغير المرح بالموقف العراقي برمته من ضعف وهوان حتى سمح لقتلة العراقيين بالتشفي وعبر وسائل الإعلام وبوقاحة ولكنه ليس ذنبهم بل ذنب إمعات السياسة الأشاوس في عراقنا الجريح حين بات الخطاب متنافرا وزرعت في ثناياه قوى مغناطيسية طاردة بعضها للبعض الآخر. وظل المسكين نوري المالكي وبعض الحريصين على إيقاف مهرجانات دم الأبرياء هم وحدهم من يتهم ويدين والبقية الباقية من ساسة العراق يلعلعون بعلو أصواتهم ببراءة الغالية سوريا وانه مجرد تجني وحقد لا مبرر له وكل الأدلة تثبت تورط سوريا العروبة بإهدار الدم العراقي شانها شان بقية دول الجوار ولا غرو أن نرى ذلك الصعلوك صالح المطلك يغرد على سيمفونية البعث الأجرب ولم ينس أبدا انه كان ساعي خضر وملابس سجوده بنت خير الله سيء الذكر وذلك هو الوفاء بعينه للمعدوم صدام ولحاشيته وأزلامه وجزاريه ليأتي أخيرا هذا المطلك الكريه ويعلن حتى وان استتر موقفه الواضح الانتقام من العراقيين. فهل يصح أن يصوت علي انتخابه وهو بهذه المواقف الخطيرة حتى سكنة مجاهل الغابات ودوابها فما احراكم بالعراقيين الأباة؟ اللهم إني بلغت فاشهد
#جواد_وادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
-
صور من العراق الجديد
-
هكذا نريد المالكي
-
حاميها حراميها
-
التابوت - اخر اصدارات القاصة صبيحة شبر
-
هل هذا وزير ام روزخون
-
الشاعر جمال بوطيب يورث اوراق وجده لمن عاشوا ومن رحلوا
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|