|
الصراع الهوياتي في المغرب الاٍسلامي .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 13:34
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الأمم الغازية بعد هيمنتها عسكريا ،واٍخضاعها للأرض والسكان تعمد اٍلى الهيمنة الدينية واللغوية والثقافية ، لاٍثبات شرعيتها وأحقيتها في ضمان التواجد والهيمنة والاٍستئثار ، وهو ما فعله كل الغازين لبلاد نا شمال اٍفريقيا منذ القديم اٍلى الآن ، وقد نلمس أعذارا للغزاة لأن ذلك من نوازعهم وشيمهم ، وما تقبلناه عن الغزاة الآخرين ، لا يمكن تقبله على يد المسلمين ، لأن الاٍسلام جاء للتحرير العقيدة من الزيغ، واٍرساء مباديء الحق والعدالة ، ولم يأت لمحاربة اللغات وطمس الهويات واستعباد الناس . ،وكل عمل لا يتوافق مع مباديء الاٍسلام يعد مردودا وخاطئا ، ويحسب على أنه استقواء بالاٍسلام في اٍخضاع الشعوب لهوى في النفس ، وزيغ في فهم العقيدة . وهو ما نلمسه في مجتمعنا المغاربي الذي حوربت خصوصياته الآٍثنية واللغوية والتراثية ، لحساب خصوصيات الوافدين ، وطمست كثير من التسميات الجغرافية والبشرية ، فتحولت على سبيل المثال بقايث اٍلى بجاية ثم بوجي ، وثوبيرت اٍلى بويرة ، وثيزي الخميس اٍلى ثنية النصر ، وايث ورثيران اٍلى بني ورثيلان .. وهلما جرا ، كما حوربت كنية الناس ألأمازيغية باعتبارها تسميات جاهلية ، واختفت ججيقة ، وغيلاسة ، واٍكسل ، وميسرة ، وديهيا ، واستبدلت بمايسة ، و عدنان ، والشنفرى وقيس ، وتأبط شرا....واستبدلت جاهلية بجاهلية أشد .
**الإنشطار الهوياتي في شمال افريقيا : اٍدرك الانشطار الهوياتي يبدوا جليا خلال نظرتنا لأنفسنا ونظرة الغير لنا ، فعندما نسأل أنفسنا من نحن نضطرب الاٍجابات وتأتي متناقضة متابعدة ، فمن قائل يقول بأننا عرب ، وآخر يصر على أنا من أبناء مازيغ ، وثالث باننا خليط من الأقوام الوافدة ، فالذات غائبة ولا يرى اٍلا الموضوع من خلال عيون المركز ، وهنا قد تصدق تسمية الخليع والخلعاء، أو الهجين والهجناء على تسمية أهالينا ، أو كما يقول شارل أندري جوليان بأنها أمة لقيطة من أمم مختلفة ...؟ وقد لا يتفق الغرباء والأجانب في النظرة اٍلينا ، وقد لا تخلوا النظرة من نوازع ذاتية أو هوى في النفس ، لذا تجد صراعا بين المهيمنين في اٍثبات جدارتهم وأحقيتهم في ضمنا وانتسابنا اٍليهم لا حبا فينا ، واٍنما رغبة في استمالتنا والٍاستفادة من خيراتنا وأرزاقنا ، وهو الصراع الذي يتجلى في ابتكار أصولنا الحميرية اليمنية السامية ، أو الأصول الحامية ، أو ألأوروبية بفعل تواجد بقايا الأثر الروماني والبزنطي والوندالي . بالرغم من تواجد أدلة أركولوجية وانتربولوجية تثبت قدم التعمير البشري في شمالنا الاٍفريقي.
**السلالة للحصان ، والأرض للاٍنسان . العناية بالقيم السلالية مدعاة للنكوصية والرجعية ، والاٍنسان في شمال اٍفريقيا أمازيغي بأرضه وتاريخه وتراثه ، وهو متميز ومتفرد في كثير من مناحي الحياة ، وامتاز عبر حقب التاريخ بحبه للآخر ، وفتح أبواب الاٍندماج لغيره ، وكان براجماتيا في التعامل مع لغات الآخرين : من اغريقية ورومانية ووندالية وعربية وفرنسية ، حتى وصف بالمطاوعة وسهولة الاختلاط مع الوافدين ، ولا يهم البحث في الإثنيات وتشعباتها ، واٍن كانت الطروحات المنصفة ترجح العمل بالرأي القائل بذوبان الوافد في الأصيل ، أي بمعنى أن جميع الأقوام الوافدة يجب أن تذوب في القوم المستقبل ، فهو الخزان الذي يؤي الجميع ويصبغه بصبغته المحلية ، كما أن الاٍنتساب للجغرافيا أكثر البدائل انصافا وعدلا ، فقولنا شمال افريقيا لا عنصرية فيها ، على عكس قولنا المغرب العربي أو لاٍسلامي ، فهما يحملان ضمنيا معاني الشمولية والطمس للذين لا تشملهم تلك الهوية . **المغاربيون .... و حقيقة الهوية العربية الاٍسلامية ...؟ من أكثر الهويات تمكنا ورسوخا في مجتمعنا هي الهوية العربية الاٍسلامية ، لتشابه في الملامح الجسدية مع العرب ، ووحدة في الدين واللغة التي تعد الوعاء الحامل للثقافة الاٍسلامية ، وبالرغم من انضمام بلداننا اٍلى جامعة الدول العربية بفعل التهميش الهوياتي اٍلاأن الدور بقي متواضعا وهشا ، لأن المركز الهوياتي( دول الخليج واليمن) يكون جابذا عندما يحتاجنا لحل أزماته ، وطاردا عندما تغيب الحاجة اٍلى ذلك ، فهو ينظر اٍلينا نظرة السيد للمسود ، أو الولي للمولى . لذا أصبحنا صورة نمطية للشرق العربي ، بهوية هامشية ترنو دائما لتقليد المركز ( المشرق العربي) بفعل الخواء الثقافي والسياسي ، وغدت عقولنا وألبابنا سلة لرمي نفايات الشرق العربي وشذوذاته وتلويناته . وأجدادنا يتبنون بسهولة ثقافة ألاخرين ولغاتهم بفعل الهجرة والدراسة ، فيعودون محملين بالذخيرة اللغوية أمثال الفضيل الورثلاني ، وابن باديس الصنهاجي ، والبشير الاٍبراهيمي ، وهم الذين تحولوا اٍلى عبارات ( بتشديد الباء وفتحها) لنشر اللغة والثقافة العربية ، بدعوى الحفاظ على مقومات الاٍسلام واٍصلاح المجتمع . واستكمل النهج باٍرساليات تعليمية غداة لاٍستقلال قوضت ركائز الثقافة المحلية لحساب ثقافة العرب ، وأصبحنا عربا أكثر من عرب شبه الجزيرة العربية بربعها الخالي . اٍن الشعور بالدونية والجفاء تجاه هوية المركز الممثل في دول شبه جزيرة العرب ، يؤدي اٍلى اٍفراط أهالينا في تركيزهم على العرق العربي ، فهم دائما يرددون عبارات : نحن عرب ، القومية العربية ، لدينا شجرة نسب عربية ، الجزائر عربية ، بجاية عربية ، المغرب العربي شئت أم أبيت ، نحن عرب قوميا وثقافيا ، كل ذلك على لسان النخب السياسية والثقافية ، ولا غرو أن الناس على دين ملوكهم ، مادام أول رئيس لجمهوريتنا الجزائرية قال ذات يوم ، في بداية استقلالنا تماهيا مع الفكر الناصري : نحن عرب ،( نحن عرب ، نحن عرب) . ؟ فكان الموقف السياسي متناقضا ومغايرا لحقائق التاريخ والجغرافيا والتراث بعمقها وصدق تجلياتها . ** خصائص سهلت دمج العرب في الأمازيغ . من أبرزالخصائص التي سهلت اندماج العرب في الحضيرة الوطنية المغاربية : ** التركيبة الأبوية المتشابهة بين قبائل الأمازيغ الأصلية وقبائل العرب الوافدة ، والتي تجعل المرأة الأمازيغية مزرعة والحصاد هو حصاد الرجل ، والمرأة هي حرث الرجل ، مثل ما وقع في عهد الأدارسة ، وادريس العربي ، وكنزة البربرية ، وكانت النتيجة بروز جنس من المولدين خليط من الأمازيغ والعرب ، وهو ما يعرف عند العرب بالهجناء . ** خاصية التبعية والولاء ، الضعيف يتبع القوي ، العبييد يستجيرون بالأسياد ، الاٍستلحاق ... وهي أمور ساهمت في ارتقاء البعض والتقرب نسبيا من مركز الهوية العربية الاٍسلامية . ** مركزية مفهوم النقاء والطهارة ، وهو هبة من الله لآل البيت [ اٍنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ويطهركم تطهيرا ] أي كلما كان المرء الأمازيغي المسلم قريبا من أهل البيت ، كلما كان أفضل ، والأفضل كثيرا انحدار المرء نسبا من فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، فقطرة دم عربية كافية لتطهيرنا نحن وذريتنا جميعا ..؟ وهي الركيزة الأساس التي جعلت أقوامنا تبحث لنفسها عن مكانة تقربها لمنصب الشرف ولو بالاٍنتساب والتبني الذي يخالف تعاليم الاٍسلام . النبي محمد عربي ، والاٍسلام انتشر بمجهود العرب ، لغة القرآن عربية ( بلسان عربي مبين ) ، جعلت من جنس العرب أفضل الأمم في عيون الأمازيغ ، وجعلت اللغة العربية مقدسة ، وانصهر العرق ،( العربي ) والديانة (الاٍسلامية) واللغة (العربية) في شيء واحد لا يقبل الانفصال والاٍنقسام . وكل مس بعنصر يتداعى له بقية العناصر بالسهر والحمى . وهو ما جعل الأمازيغ يقبلون على التماهي باحثين لأنفسهم عن شجرة النسب تقربهم من مركز الهوية العربية ، وهم في حقيقة الأمر على الهوامش يرتعون . **واستمر تشكيل المُشكل : واستمر تشكيل الهوية العربية الاٍٍسلامية عبر الأزمنة ، منذ أيام الغزو العربي لشمال اٍفريقيا اٍلى يومنا هذا ، باٍرادة العرب ومشاركة طوعية للأمازيغ ، حتى في أيام استقلال دولهم كالمرابطين والموحدين والصنهاجيين والحماديين ...... ولعبت الديانة الاٍسلامية دورا بارزا في ترسيخ قيم العروبة ... حتى الفرنسيون ساهموا في تنمية الفكر العروبي وتغذيته ، وتعاملوا مع ما يسمى بالمكاتب العربية كواسطة بينهم وبين الأهالي ، و عمل نابليون الثالث على التمهيد لانشاء المملكة العربية ؟ لا المملكة الأمازيغية . ودفعوا بالعربية اٍلى الأمام ، وتعاونا على قهر الأمازيغية وطمس وجودها اٍلى أبد الأبدين ، ولولا الجدات والاٍنعزال لما بقي لها وجود في الذاكرة الجماعية للأمة . وكانت ظاهرة تمجيد العربية، والتراث العربي ، والدين الاٍٍسلامي باعتباره قيما جوهرية للوطنية ،وكان منطق الاستيعاب ( استيعاب المؤيدين والمنسلخين وطالبي التقرب من هالة العرب ، ومركز الهوية ) والاٍستبعاد ( استبعاد العناصر الهوياتية المنافسة للفكر العربي وتراثه ) ، وتجلى الاٍنسلاخ الهوياتي بارزا جليا لفائدة هوية دخيلة على حساب هوية أصيلة ، وأصبح ألأصل فرعا ، والفرع أصلا ، واستكمل رواد الاٍصلاح ومدرسة المصلحين المهمة بسذاجة منقطعة النظير ، وألحقها جهد البعثيين من مدرسة ميشيل عفلق وساطع الحصري على يد سياسين أبههرتهم مهرجانات جمال عبد الناصر ، وطموحات العرب المزيفة والتي جعلت من بلداننا نسخا باهتة لكل ما هو مشرقي . **على نفسها جنت براقش : ساهم ألأجداد ولأباء والأبناء في طمس الذات المحلية ، والاٍنية الأمازيغية ، وذبنا ذوبانا كليا في هوية نتقاطع معها ، لكنها لا تعبر بصدق عن أصولنا وثقافتنا وتراثنا ، وما يحز في النفس ، هو انسلاخ أبنائنا وذوينا من أصلهم ، وسايروا طروحات الغرب أحيانا ، والشرق دائما ، في تبني قومية غير قوميتهم ، فكان جهابذة الفكر عندنا ميالون اٍلى الاٍندماج الطوعي والاٍرادي في ثقافة الشرق ، على حساب خصوصية المغرب . حتى بلغ الرأي عند البعض أن نهضة العربية وثقافتها لا تتم اٍلا باٍمحاء كل ما له علاقة بالثقافة الأصلية الأمازيغية ، وبرز مثقفون يحملون هذا التوجه بكل معانيه أمثال محمد عابد الجابري ، وعثمان سعدي ، والخشيم والعرباوي وغيرهم ، وقبلهم البشير الإبراهيمي ، وابن باديس ، وأحمد بن نعمان ، ومولود قاسم نايث بلقاسم ، وانغرست قيم العروبة لدى قبائلنا الأمازيغية في بلاد الميزاب وبلاد الأوراس الذين حملوا راية الدفاع عن العروبة أكثر من العرب ، ووصفوا كل من خالفهم بالمروق والعمالة والكفر . **تفكيك المفكك ، وتليين المتصلب : التلاحم القائم بين الاسلام والعروبة واللغة ، هي السمة الأبرز في تثبيت الفكر العروبي في بلداننا ، حيث أن المعتقد السائد عند أهالينا هو أنه لا يمكن أن نكون مسلمين بدون اللغة العربية والعرب ...؟ غير أن التطور العلمي والفكري أثبت الفروق الجوهرية بين المعتقد ، واللغة ، والسلالة ، واتضح من خلال ذلك أنه يمكن أن نكون أمازيغيون ، مسلمون ، وبلغتنا الأصلية ، مثل غيرنا من مسلمي العالم في باكستان واٍيران وتركيا والهند والصين . وحتى بلغة الكوريول ... لأن الاٍسلام لم يأت من جل طمس الهويات واٍلغاء الأصول ، و محق اللغات الأصلية ، بقدر ما جاء لتصحيح المعتقد ، واستبعاد مظاهر الحيف والجور بين البشر . كن بأي هوية شئت ، وتحدث بأي لغة أردت ، فأنت بمعتقدك واٍيمانك تعد من المسلمين المؤمنين . لافرق بينك وبين الآخرين اٍلا بميزان التقوى . ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم) . واٍن طوعنا لساننا للعربية ، فذاك لا يعني بأننا من سلالة العرب ، واٍنما من أجل فهم ديننا والغوص في أعماقه لا ستخراج لآلئه وكنوزه الدفينة ، التي لا يقوى على استخراجها اٍلا المتضلع والمتسلح بلغاد الضاد . وفي تقديري أن أساليب الٍانتماء للغير لا تنفع في انبعاث أمة أصيلة متجذرة بفعل التراكمات التراثية المتعاقبة ، لأن الذوبان الٍاثني والثقافي في الغير مدعاة لنكران الوقائع ، وسبيل للاٍنمحاء الكلي ، لكل ماهو أصيل في بلداننا ، والحكمة تقتضي أن نكون كما أراد الله أن نكون ، وبالخصائص التي كان عليها الأجداد منذ الأزل ، وكثيرا ما لبسنا لبوسا ثقافيا متنوعا ومزركشا عبر حقب التاريخ ، لكننا حافظنا على أجسادنا سليمة من عبث العابثين و تزوير المزوين . وكل محاولات الطمس المنتهجة أثبتت خسرانها أمام جدار صد منيع مستلهم من الاٍنية الأمازيغية باٍنسانها وطبيعة أرضها . والأمم التي اعتمدت على ذاتيتها ومقدرات أرضها ووطنها ، هي الأمم التي وجدت لنفسها مكانة في سلم الرقي الحضاري الذي بلغته الإنسانية اليوم ، وأكبر محك لذلك ما بلغه الفراعنة بقدرتهم على استغلال أرضهم ، وتحويل حجرها الأصم اٍلى حضارة مازالت محل اعجاب وتقدير ، وهو الشيء ذاته فعله أبناء الرافدين مع الطين الذي تحول بأيديهم اٍلى حضارة قل نظيرها في ذلك الزمان ، والحجر والطين آيتان للعبرة ...؟ والعبرة فيهما قدرة الاٍنسان على تحويل الثروة النظرية اٍلى ثروة فعلية تفيد العباد والأوطان . اٍذا أردنا كأ مة أمازيغية أن نبني لأنفسنا مجد ا، ونقيم لأنفسنا وزنا ، فبالعودة اٍلى الذات ، والٍايمان بها كمقوم أساسي ، تنبني عليه بقية العناصر المشكلة للجامعة الهوياتية ، لأن ما نلحظه في زماننا من ترقيعات هوايتية زائفة لا نفع يرجى منها ، لأنها تشبه تجميل عروس بأصباغ وتلوينات واٍكسوسوارات ، سرعان ما تنكشف حقيقة البدن بعد انقشاع تلك الأصباغ والتلوينات ، أو كمحاولة تجديد أجزاء سيارة بهيكل مهتريء ، لا ينفع فيه التلميع والتزيين الخارجي ، أو كمحاولة تبطين زمردة بأنواع القماش لتظهر بلون غير لونها الحقيقي الطبيعي ..... فنحن معشر الأمازيغ مقتنعون بأنفسنا وذاتيتنا ، ومؤمنون بأن الثقافة الوافدة الجاهزة لا تنفع فينا اٍذا لم نكن طرفا فاعلا في صنعها ، وأحسن حضارة ، وأجمل ثقافة هي ما يبدع بلغتنا الأصلية ومن تراثنا ، ومن آهاتنا ومآسينا ، من أفراحنا واقراحنا، وأمجادنا لا أمجاد غيرنا ، من طبيعة أرضنا بتنوعها وثرائها وصفاء عطائها ، تلكم هي الوطنية الحقة التي لا نقبل عنها بديلا . خاتمة : اٍن مظاهر التقليد الهوياتي عن دراية أو جهل أمر يدعوا اٍلى الغرابة والاٍستغراب ، و هو شعور بالدونية ، والخواء الروحي والحضاري ، وقد يكون ذلك مرده اٍلى انبهار بالغير أو رغبة لتقليد مظاهر دون اللب ، وهي سمات تبعث على الأفول والذوبان في الغير رغبة أورهبة ، والحقيقة الناصعة أثبتت بأن لا حضارة ، ولا تطور ، ولا ثقافة ولا ازدهار لأمم اٍلا بما تنتجه وتصنعه بمجهودها الخاص، وتصبغه بلونها المتميز ، و الذي توجهه الوجهة التي ترتضيها ، لا وجهة التي يرتضيها غيرها ، ولا عيب في الاستلهام والاٍقتباس ، لأن الحياة أخذ وعطاء وتعاون وتبادل ، والمستلهم والمقتبس لا بد من اخضاعهما للمزج والتركيب مع المحلي والأصيل لاستخراج حبا متركبا من البدائع الموسومة بالطابع المحلي ، الذي يبرز هويتنا الحقيقية بصدق وجلاء ، بعيدا عن الزيف والتلفيق . وبذلك تتحسن نظرات الأمم الأخرى اٍلينا ، وننعم بما ينعم به غيرنا من الاٍيمان بمقدرتنا ومقدراتنا في تحويل ثرواتنا النظرية اٍلى ثروات فعلية .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولي والمولى ( العرب والموالي )
-
الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .
-
وجوه متعددة ... بغاية واحدة
-
ثورة المظلوم على الظالم .
-
هل الصحابة معصومون من الزلل؟
-
لبنى والبنطال
-
الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
-
الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
-
المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .
-
هوية الاٍنسان أم هوية اللسان ؟ (3)
-
هوية الجزائر/ لغة أم لغات ..؟( ج3)
-
هويةالجزائر/ انتماءات وليس انتماء.
-
لماذا يكره بعض العرب ابن خلدون .؟
-
التاريخ بعيون أمازيغية .
-
الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
-
قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|