أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين النجار - الحسين قتلته السياسة وحبه للزعامة 2















المزيد.....


الحسين قتلته السياسة وحبه للزعامة 2


علاء الدين النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحدثت في الحلقة الأولى عن الغاية النهائية التي دفعت الحسين عليه السلام إلى الخروج إلى العراق والتي بها كان مقتله كواقعة تاريخية. ولأنها تمثل صدعا كبيرا قسم المسلمين إلى فئات متعددة وكل فئة أضافت وألغت من الأحاديث النبوية والوقائع التاريخية ما يعزز موقفها وبالتالي فنحن هنا سنستبعد كل الأحاديث الواردة وما تضمنته كتب التاريخ من روايات. وسننظر إلى الآيات الكريمات خالية من آراء المفسرين من أي جهة كما سنخضع الأحداث التاريخية للمنطق ... ولكن ليس بمنطق أحد الذين علقوا على مقالتي الماضية بأن "انتقادك للحسين هو انتقاد لله". سنبتعد عن تعقيد المسائل ونبسطها إلى أقصى حد بحيث يستوعبها الشخص العادي والمثقف والكبير والصغير.

في جميع الآيات التي وردت في القران بشأن التكليف بالرسالة فإن الخطاب فيها كان فرديا أي لمحمد رسول الله فقط "وانذر عشيرتك الأقربين" "إنا أرسلناك بالحق" "ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك" وغيرها من الآيات وبالتالي فلم يرد فيها ذكر لآل البيت أو أحد منهم إلا في مواضع أخرى لا علاقة لها بالرسالة.. أي أن تشريف الرسالة يخص شخص النبي فقط .. "وأوحي إلى هذا القران لأنذركم به"

ومن البديهي أن اسم رسول يستلزم وجود شخص مكلف بمهمة معينة هي إيصال الرسالة.. فإن هي وصلت انتهت مهمته.. وكانت الرسالة الإلهية التي بعث النبي بها هي القران الكريم وبعد انتهاء تنزيله واكتماله اكتمل الدين وانتهت المهمه فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكان موته بعدها ... ومنطقيا فإن المهمة تتنافى مع تعيين النبي لأقاربه من بعده ليتولوا الخلافة والأمور السياسية فلا شأن له بهذا ولا صلة لهذا بطبيعة رسالته التي سُلمت إلى الناس كاملة غير منقوصة ..ومن المسلّمات أن النبي لم يأت لإنشاء ملكية متوارثة فهذا يتناقض مع مدلول كلمة رسول ... فأنت لو أرسلت شخصاً برسالة ما إلى شخص آخر فهل ستقول للشخص المرسل إليه بعد أن تسلمه الرسالة هؤلاء أقاربي وأنا امنحهم الحق في التأكد من إنجازك لمضمون الرسالة .. ستجد رده مباشرة: مهمتك انتهت ولا شأن لك بالتنفيذ "إن عليك إلا البلاغ" .. وما شأن أقاربك بالموضوع

وهذا المثال يبين عدم منطقية القول بأحقية علي بن ابي طالب أو أحد من أبناءه بالإمارة بل أن أمرها يعود للأمة تقرر الأصلح لها وليس من تكاليف الرسالة تسمية أشخاص بعينهم بأنهم الأفضل على مدى القرون وتعاقبها.. فهذا شأن دنيوي صرف وهكذا كان فهم الصحابة الذين اختاروا الخلفاء بتسلسهم التاريخي ... ثم ألا ترى معي كيف كانت مشاعر العراقيين تجاه صدام الذي كان يعين اقاربه من المناصب وكيف يثور العرب على قضية التوريث ... ونحن نطلق أشنع الأوصاف على هؤلاء الحكام لأنهم ينصّبون أقاربهم!! ثم نأتي ونقبلها من النبي صلوات الله عليه ... والمعلوم أننا ثرنا على من استطعنا من الملوك العرب وننتقد الحاليين بسبب استئثار أسرهم بالحكم واعتبار انفسهم صفوة دون غيرهم ونقبلها من أفضل الخلق...

ومما لا شك فيه أن الإسلام قد تعرض لكثير من المحدثات التي لم تكن جزءا من الرسالة الأصلية فيه تماما كما دخل الصليب على المسيحية مع أن المسيح لم يأت بالصليب ولم يحثهم عليه ولم يظهر إلا بعد ذهابه ... وينطبق نفس الأمر على قصة الحسين فلم تحدث إلا بعد عقود من موت النبي فما صلتها بالرسالة (الدين) ولماذا أصبحت جزءا أساسيا منه ولماذا يسعى الكثير إلى جعل الأشخاص جزءا من المعتقد؟؟

وأنا في هذه العجالة لا أخطأ أو أصوب أحدا في تلك الأحداث فالحسين ومعاوية ويزيد وغيرهم كل له وجهة نظر ولكل مجتهد نصيب ولكن ما نتفق عليه جميعا أن الصراع بينهم كان بعد عقود من موت النبي وانقطاع الوحي ولعل كافة المسلمين يجمعون على أن الحق للحسين وأن معاوية كان طاغية... إذا فالله يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ... لم يكونوا إلا مجرد أشخاص من البشر اختلفوا على الحكم وكون أحدهم من أحفاد الرسول لا يعني أنه قد ورث الرسالة (وطالما أنها وصلت فهي لا تورث) فلا صله لهذا بذاك

وتخيل معي لو أن الرسول بعث في وقت احتدام الصراع وجمع الناس وسأل يزيد: ما أحدثت من بعدي يا يزيد بن معاوية؟ يقول معاوية: ورثت الحكم عن أبي ، يقول النبي: فقد عزلناك وولينا الحسين وعلى الأمة السمع والطاعة له فهو أفضلكم، (ولأن الأمر شورى) سيسأل الناس: بم يا رسول الله علّنا نعمل مثل ما يعمل فنكون من الفائزين، فهل سيقول لهم: لأنه ابن بنتي اعتقد أن الأمر سيضعه في إحراج شديد ... فجميع الأديان السماوية منها والأرضية وحتى القوانين الوضعية تؤكد على أن الناس سواسية يجب أن يحصلوا على نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ... فإذا كان القائد يفضل أقاربه وأهل بيته على غيرهم من اتباعه تركوه وشأنه بل ربما ثاروا عليه والتاريخ مليء بمثل هذه التجارب... واعتقد أن الأمر ينطبق حتى على الصحابة فعندما يأتي أحدهم وهو من أوائل من آمن به وناصره فمن الطبيعي أن سيفضل ذلك الشخص على طفل صغير ولد في بيت مؤمن لم يتعرض لمكروه قط، فإذا استطاع ان يعد أو يجزل المكافأة سواء في الدنيا أو في الآخرة فستكون من نصيب أول الناس إيمانا به وأكثرهم استماتتا من أجله .. فكيف الحال إذا أعطى هذه المكافأة لواحد من أولاده ... هل ترى في هذه أي حنكة قيادية أم تصرف لا يرضاه لنفسه عاقل

ومن الطبيعي عندما تبرز شخصية عظيمة من أسرة معينة فإن أقاربه يبذلون الوسع لاستغلال ما أمكن من نفوذ قريبهم ... وهو تصرف بشري طبيعي محض... ولا يمكن لأتباعه أن يضفوا من هيبته قائدهم على جميع افراد عائلته لا لشيء إلا لصلة القرابة ... وتخيل معي لو جردنا الرسول من نسبه وجردنا الحسين او على من نسبه سيظل النبي نبيا لأن الرسالة شرفته وهي ليست موزعة على الأسرة وأما حال علي أو الحسين فلو جردناهم من نسبهم فسيعدون أشخاصا عاديين ربما لن يذكرهم التاريخ والحديث هنا لا يتصل بتقواهم لله أو نشاطهم الديني ... وهذه هي أحد أهم معايير الحكم يوم القيامة "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" ... وهو مبدأ عملي ناجح لو عملنا به في حياتنا إذا إردنا أن نحكم علي شخصية معينة وبالطبع فهذه القاعدة ستلغي كل ما يريد المدعون إلى آل البيت تشييده وربما تمنوا أن هذه الآية لم تنزل.







#علاء_الدين_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعدة .. براءة إليك يا بريئة
- الحسين قتلته السياسه وحبه للزعامة (1)


المزيد.....




- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين النجار - الحسين قتلته السياسة وحبه للزعامة 2