قطعاً لل (وتر) ..

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 20:05
المحور: القضية الفلسطينية
    

كمجتمع ، لم نصعد يوماً حيث الأمام ، أدمنّـا لغة الوراء ، وحفظنا حروف الماوراء ، من الألف حتى اللام والميم .. أتقنّـا لعبة الهبوط بغير مظلةٍ وطنية ..!
"مبدعـو" المرحلة اختزلوا الوطن بـ سطر ، أقعدوه على وتـر ، ونبشّرهم بالخـازوق ..
الكبارُ لن يضيرهم تطاول الصغار ، مع أن كباراً صغروا ، وجبالاً ما عادت جبال ، ونفاذُ رصيدٍ لكروتٍ كانت تحمل شَحنَ مُناضـل ..!
مُحَمـدٌ الأسود لم يكن يتيماً ، طَرَّز سواده بـ خيوط حيفا ، وتوشّح كوفية جيفارا بـ غـزّة .. الخالد أبي عيشة له قصةٌ تقال ، وحكايةٌ رواها العمصي بالدماء ، وحايـكٌ لشرايين الوطن بغير أوتـار ، وما زلنا هنا بالانتظار ..! نقـرأُ وجـوه الحاضريـن ، هل حقاً خذلنـاك يا معيـن .. أم أنها طبيعـة المرحلـة ...؟
يا أيها الرماديـون .. كنفاني الغسان ، في خلوته الصوفية ما زال يقرأُ تراتيل الوطن على أرواح الغائبين ، ريشة ناجي ترسم صورةً للأرض تشبه وجه الحكيم ، وصورةً لوجوهٍ قبيحة تلعب على وتـرٍ مشبوه .. رائحة تواضع المصطفى أبا علي تهب بأخلاقٍ ثورية على عرّابه ، معتدلـه ، بسرعة صاروخٍ أمريكي .. صوتُ انفجارٍ هناك ، خبرٌ عاجل ، أشلاءٌ على المكتب وبقايا عينٍ باكية على قسمة التركة ، وتوزيعٍ لاشرعي لـ ميراث الوطن في منتصف حزيران .. وعلى الأبواب المحروقة بقايا شفاه تشهد قول الحق أمام التاريخ المسكوب أكاذيب على "وتـر الوطن .." .
أقسم بالتـراب أنَّ تزويراً حلّ بأوراق التاريـخ ، هل حقاً أنَّ الجبهة خرجت ولن تعـود ...؟ الجمعُ هنا بانتظار تأخير عقارب الساعة سنواتٍ إلى شام يوسف العظمة والحصري ، وبيروت زريق ، والعروة الوثقى ، وناصرية مصر ، ليعود التوقيت يسارياً قومياً من جديد ، إيذاناً بتحقيق حُلُـمٍ كان في رأس الحكيـم ...
يا أحفاد وديع .. الغائب يوماً سيعود ، وإن كان الطريق بعيـد ، ليس الزمان زمانكم ولو كنتم ملح الأرض .. هذا زمان العبيـد ، إفرازاتُ مَدحَلَـةِ المَرحَلَةِ على الطريق الثالـث ورصيف عبد ربّه ودهاليـز المستقلين وجموع المهروليـن في عتمة النهار ..
مظفّـر ، في قراءته لدفتر المطر ، يقرأ حاضرنا .. "أخيـراً ... صافح قادتنا الأعداء ، ونحن نحارب ، ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر ، والجيش يحارب ، والآن سأبحث عن مبغـى ، أستأجر زورق ، فالليل مع الجيل المكسور طويـل .." .

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات