|
الأدراك الحسي الترابطي أل ( SYNETHESIA ) .. علم النافذة المقدسة !!
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 13:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(( كم هو طريق طويل وقاس ذاك الطريق الذي ينقلنا من الظلمـــة للضيـــاء )) "جون ملتون" – مســـــــرحية الفردوس المفقود الانتقال للضياء يحتاج لنافذة ولن أقول أن هناك نافذة وحيدة ولكن أني مؤمن بوجود مئات للنوافذ الأخرى التي أعرفها والتي لا أعرفها !! النافذة هنا التي سأتناول البحث فيها هي الروح ودراستها علميا دون خرافة أو دجل والابتعاد قدر المستطاع عن صولجان الكهنة ولتنويم المغناطيسي الجمعي وضيفته الرئيسية .. العلم الذي يدرس الروح البشرية هو البارا سيكولوجي ، علم دراســــــــــــــة النافذة !!!! يحاول الباراسيكولوجي يعلمنا أن نجد النور الداخلي وسط البؤس والظلمة التي نعيش فيها .. أحد الموضوعات التي يهتم بها هذا العلم هي الســــــــينيسثيزيا .. قبل دخول في مفهومها لا بد من المرور بهذه المقدمة البسيطــــــــة .. الوعي يعرف بأنه النظام العصبي الأعلى الموجود في الإنسان ويترادف مع العقل في اللغة الاصطلاحية النفسية.. والإدراك هو عملية انعكاس للأشياء ( تصوير ذهني للمدركات ) داخل الوعي يعتمد على الحواس .... تحفز مجمل الطاقة الروحية ( PSI ) ساي بالعديد من العوامل ، يندرج الفن كأحد تلك العوامل المحفزة .. الفن يحتاج لخاصية أدرا كية ذات خصوصية مميزة فكل الأعمال الفنية وخصوصا المتأخرة منها تحتاج لمستوى من الوعي الصاعد ، الأعمال السريالية والتكعيبية تعتبر احد أهم الأمثلة .. الإدراك الحسي المعتمد على أكثر من حاسة أو ما يصطلح عليه السينيسثيزيا .. الفن ليس بالضرورة قدرات حسية فائقة كما سنرى لكن في الإدراك المعتمد على أكثر من حاسة يكون الفن بمستوى ذهنية وأحساس دافينشي ، أي التحليق دون أجنحة ، التحليق على طريقة دافينشي !!! السينيسثيزيا ( SYNETHESIA ) وترجم للعربية لمصطلح غير حرفي بـــ ( الإدراك الحسي المترابط ) ومعناه أن حالة تترافق أكثر من حاسة واحدة في عملية الإدراك التي تجري الدماغ البشري ، كارتباط حاستي الشم والبصر معا في تشخيص الأشياء ، أو سماع أصوات محددة استجابة للبصر ، مثلا : أحدى معزوفات بيتهوفن تثير طعم السكر في اللسان ( السمع + التذوق ) ، واسم أحدى صديقاتي تجعلني أرى اللون الوردي محيطا بها كهالة ( السمع + بصر )، وهناك مستويات متدنية من السينيسثيزيا مرتبط بالمنطقة الغريزية عند البشر ، فمثلا الجائع الذي يشم رائحة الطعام تثير عنده رؤى بصرية عن صحون مملؤة بالطعام تقترب منه ( شم + بصر ) وفي حالة الشهوة الجنسية القصوى تكون العطور الجنسية تثير عاملا ثانويا في استحضار بصري لجسد أنثى ( شم + بصر ) .. كما نرى أعزائي أن ظاهرة السينيسثيزيا ليست مرتبطة فقط بظاهر الإدراك الحسي الفائق ولكن مرتبطة مع مناطق أكثر تخلفا في النظام النفسي كمنطقة النشاط الغريزي الذي يصفه فرويد في كتاباته المنطقة بأنها المنطقة الأقدم تكونا في المنظومة النفسية .. تتكون ألـــــــــــ (synesthesia ) كمصطلح من كلمتين هما : syn وتعني المترابط أو معا والكلمة الثانية هي Aisthesia وتعني الإدراك المسبق أو (perception ) وتصبح الإدراك الحسي المترابط أو الإدراك بأكثر من حاسة واحدة .. وينطوي الإدراك الحسي الترابطي على أي نوع من أنواع الحس، ولكن الحس الأكثر انتشارا من بين قائمة الحواس المعروفة عن طريق : الصورة الملونة للحروف والأرقام، عندما يرى الفرد بشكل دائم، لونا محددا بالاستجابة إلى حرف محدد أو رقم معين. أو الشم استجابة للمس، أو لشعور ما استجابة للنظر، وهناك أشخاص يمتلكون هذا النوع من الإدراك استجابة لثلاثة أو أكثر من الأحاسيس المعروفة، على الرغم من ندرة هذه الحالات.. العالم ( ريتشارد سايتوك ) وهو متخصص في جراحة الجملة العصبية كان من أوائل الذين كتبوا في هذا المجال وراحت مجموعة الأبحاث التي كتبها القاعدة لكل المتخصصين في الباراسيكولوجي من بعده .. وهناك مجموعة معايير ( غير متفق عليها !! ) في دراسة السينيسثيزيا : • غير إرادية: الأشخاص اللذين يملكون هذه القابلية، لا يفكرون بها بشكل جدّي أو نشط .. • اسقاطية: إن هذه الادراكات لا تحدث داخليا من خلال الفص الخلفي من الدماغ والتي تعتبر المنطقة المسئولة عن استلام وتفسير الإدراكات البصرية، كما عند توظيف عملية التخيل ، لكن الشخص الذي يمتلك هذه القابلية يرى الألوان وهي ساقطة خارج الجسد، كما ينظر إلى أي شيء أخر .. وبعبارة أخرى هي عميلة تحدث من الخارج للداخل • الأثر الدائم : أي أن هذا الإدراك، يبقى نفسه في كل وقت، فعندما تقرن بين طعم الشكولاته ومعزوفة لبتهوفن، فأنت تحافظ على هذا الاقتران الحسي دائما. • الذاكرة الشرطية : في عمليات تسجيل الذاكرة المثارة بمثير حسي ، غالبا يكون المثير أقوى حضورا من المنطقة المثارة في الذاكرة . أي عندما يربط الشخص بين اللون الوردي واسم امرأة (سعاد مثلا)، فهو يتذكر اللون الوردي قبل أن يتذكر الاسم،كون الاستجابة اللونية هي ثانوية للاسم. • انفعالية: يمكن أن تؤدي هذه الادراكات إلى ردود أفعال عاطفيه تتمثل غالبا بمشاعر السعادة والوجد والانشراح.
الادراكات الحسية المترابطة، تتميز بالتفرد للشخص الذي يمتلكها، أي بمعنى أن لكل فرد ممن يمتلكون هذه القابلية، نمطه الخاص به في تحديد نوع وطبيعة هذا النوع من الإدراك ، وهنا يكمن خطورة وتعقيد الموضوع بالنسبة لكل باحث في ظواهر ساي .. ومن الممكن أن نلاحظ أن الســــــــــــــــــــينيسثيزيا تندرج ضمن ظواهر الإدراك الحسي الفائق ( ASW ) وأما حين تكون معتمدة على حاســـــــة واحدة تفقد السينيسثيزيا قيمتها كظاهرة من ظواهر ســـــــــأي ..
(( رحلة الاستكشاف الحقيقية لا تستلزم الذهاب لأراض جديدة، بل تستلزم الرؤية بعيون جديدة )) " مارسيل بروست "
المصـــــــــــادر : - معجم المصطلحات الباراسيكولوجية - منشورات جمعية البحوث النفسية - جامعة بغداد - رسالة شخصية من الدكتور الحارث عبد الحميد ( رحمه الله )
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيلان .. مرة أخرى ( قصائد مذبوحة بوجع الوحدة )
-
وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الثاني ( عادل أمام كابريال السينم
...
-
الطوطمية الرائعة وأشياء أخرى بغيضة .. إله البراغيث !!
-
وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الأول
-
بغض الجنس البشري ( كوكب الذباب ) .. توليستوي يقدم الأدلة
-
ديانة الويكا .. ثم مقاربة رائعة مع فلسفة بن عربي والديانة ال
...
-
الثيوقراطية العاجزة .. تقييم لحكومة الكهنة
-
حوار مع سيدة تعشق الملائكة !! .. قصائد
-
حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا
-
مفهوم ال Gender .. الهورمونات الأنثوية التي صرخت : لا !!!
-
رئيس الملائكة ميخائيل يتحدث ؟؟ .. حكاية مزرعة القطط !!
-
فرجينيا وولف .. تفاصيل جنسية وتحليل نفسي
-
أوراق حب ل ( غايا ) .. قصائد
-
ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. المقال الأبيض !!!
-
ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. الأيات الرحمانية !!!
-
الجنس في الجنة .. رؤية أنجيلية
-
زواج سعيد على طريقة ماركس .. ما بعد ذئاب التخمة وعناكب الأني
...
-
مختارات ضوئية من ماقاله القصيمي !! شاي الساعة الخامسة الرائع
-
البخاري والكليني .. حكايات عن الدمى التي صنعت من القش
-
من تقويم العار الشرقي .. حين تبيع أم أبنتها !!
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|