أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد جمول - البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال














المزيد.....

البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 13:17
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لم تعد القضية الفلسطينية قضية واحدة، بل قضايا متعددة مع استمرار التناحر الفلسطيني وتحول الصراع من قضية تحرير وكفاح ضد عدو مغتصب إلى صراع بين الفلسطينيين الذين بات كل طرف منهم يسعى لتثبيت مواقعه في مواجهة الآخر وفي خدمة أهداف العدو عن قصد أو من دون قصد، وصرنا أمام غزة حماس في مواجهة ضفة السلطة. وبعد أن كان التحرير هدفا، صار الصراع والنقاش يدوران حول حق السلطة الفلسطينية في ملاحقة من يريد قتال إسرائيل، وهل هو مجرم جنائي أم مقاتل من أجل تحرير بلاده؟ وهل السلاح الذي يحمله سلاح مقاومة وتحرير أم هو أداة قتل وإجرام؟
كل هذا ينسجم مع ما تريده القوى العالمية التي ترى كل ما يخدم إسرائيل حقا ولو كان ذلك على حساب شعوب المنطقة جميعا. وهذا ما ينسجم مع شرعنة كل الجرائم الإسرائيلية والدفاع عنها، بل وإضفاء كل أشكال القدسية عليها. وعلى ضوء ذلك يجب أن نفهم غضب الشرعية الدولية، ممثلة بالدول الكبرى، من عدم تعاون سورية في موضوع المبنى الذي دمرته إسرائيل قرب مدينة دور الزور بحجة أنه مفاعل نووي، بينما لم يخطر ببال هؤلاء أن إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية خارج كل الشرعيات ورغما عن أنفها، انتهكت سيادة دولة واعتدت على أراضيها من دون أي تفويض معلن من جانب ما يسمى" الشرعية الدولية". وبدلا من محاسبة المعتدي، تستمر هذه الدول في تهديد الضحية ومطالبتها بما تريد إسرائيل تحقيقه.
الأمر ذاته ينطبق على الفلسطينيين المطالبين دائما بتحقيق ما تريده إسرائيل. لكن المأساة أنهم وصلوا إلى المرحلة التي صاروا يقدمون فيها أكثر مما كانت إسرائيل تتخيل وسط انقسام العرب بين من يرى أنهم فرطوا وبالغوا في التنازلات وبين من يلومهم على تقصيرهم في تقديم ما يجب عليهم تقديمه. والقضية هنا باتت تتعلق بالمستقبل بالنسبة لشعب لم يعد لديه ما يقدمه لإسرائيل و" الشرعية الدولية". وبالتالي صار مطالبا بتقديم آماله وأحلامه ووعود تطال حقوق أحفاده : لاحق عودة ولا مطالبة حتى بحل الدولتين. وبات الجميع يهلل للنجاحات التي تحرزها العملية السلمية التي كانت دائما تتقدم على جثث الفلسطينيين. بدأ هذا التقدم بتجاهل كل القرارات الدولية التي تبقي على شيء من حقوقهم، ومنها قرار التقسيم الشهير وصولا إلى اتفاقية أوسلو التي لم تبق لهم شيئا مما وعدتهم به، على الرغم من رداءتها.
وامتد هذا التقدم ليجتاح ويبتلع عددا من المحطات التي بات مؤكدا أنها كانت مصممة لتكون حفل "ستربتيز" فلسطيني لم يكن أوله تعديل ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية ثم طرح شعار" الأرض مقابل السلام"، الذي تحول في فترة حكومة نتنياهو الأولى أواخر التسعينات إلى السلام مقابل الأمن. وها هو ذا يعود الآن بمقايضة أخرى: السلام مقابل الدولة اليهودية وتجميد الاستيطان لبضعة شهور، وكأن الفلسطينيين قافلة عابرة لن تكون بحاجة إلى هذه الأرض بعد عدة شهور.
تتصرف إسرائيل وكأنها انتهت من قضايا حقوق الشعب الفلسطيني، ومضغتها جيدا وهي الآن في طور الهضم والامتصاص. وصارت جهودها منصبة على الأنظمة العربية المطالبة بتنظيف مسرح الجريمة وغسل بقع الدم وتقديم الماء والصابون للوحش الصهيوني كي يغسل يديه وشدقيه بعد الوليمة. واطمأن الحكام إلى أن كل شيء يسير بالشكل الصحيح وما عليهم إلا الانخراط في جيش إسرائيل لمتابعة حروبها على المنطقة ومن يقف في وجهها. ومن هنا صار الحديث عن التطبيع أكثر من الحديث عن فلسطين. ويبدو أن هؤلاء الحكام لن يقدموا شيئا من دون مقابل، كما كانوا دائما يقدمون لإسرائيل شيئا إضافيا فوق الشيء الذي تحصل عليه بالقوة. فهذه المرةـ وبعد غنج ودلال ـ سيقدمون لها الاعتراف بيهودية الدولة مع التنازل عن حل الدولتين. ولكن إسرائيل قد تكون كريمة لأول مرة في تاريخها وتمنحهم حرية البناء في بلدانهم مقابل حقها في البناء أينما تشاء في فلسطين وباقي الدول العربية. فربما يواجه نتنياهو وحكومته ـ أو أي حكومة إسرائيلية ـ أزمة قريبة. وعندها لن يستطيع أحد حلها إلا محمود عباس وبعض الحكام العرب بطلب من أميركا التي لا تريد لعملية السلام الميتة أن تتعثر. والحل لا يكون إلا بتقديم التنازلات التي لم تعد ممكنة إلا من حساب الأجيال القادمة.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد جمول - البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال