جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 11:48
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
فقد العرب مجددا فرصة التواجد على مستويات التأثير القوي على الساحة الدولية .. بخسارة السيد فاروق حسنى وزير الثقافة المصري والمرشح القوي لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أمام المرشحة البلغارية بايرينا بوكوفا..
وان كان من المنتظر ان تعيد هذه النتيجة للاذهان الذكريات الاليمة لخسارة مصر فرصة استضافة نهائيات كأس العالم 2010 ..وان نسمع بعض الشماتة بالخسارة من هنا وهناك..خصوصا من بعض قوى الاسلام السياسي التي عابت على الوزير منحه جائزة الدولة التقديرية للكاتب سيد القمني..ورغم عدم يقيننا التام ان السيد حسني هو افضل المرشحين المصريين او العرب لهذا المنصب..ولكن من الانصاف القول ان قوة التقاطعات اليهودية والأمريكية قد ساهمت في ضمان النتيجة للمرشحة البلغارية عن طريق التهديد والمساومة بالمعونات خاصة للدول النامية والأفريقية. الى الدرجة التي عد بها بعض المراقبون ان المنافس الحقيقى فى اليونسكو للمرشح المصرى هى أمريكا وليست بلغاريا، بالاضافة الى وجود توجه مسبق من قبل العديد من المسئولين بالمنظمة نفسها يفضلون أن تفوز بالمنصب سيدة. مما حدا بالسيد حسنى للقول أن موقف منظمة اليونسكو ضده يجعل المنظمة سياسية وليست ثقافية..
وان كانت لهذه النتيجة من فائدة.. فهي وجوب الادراك مستقبلا ان مقومات النجاح بالحصول على أى منصب او عنوان دولى لا تقتصر على حملة منظمة من العلاقات العامة فقط ، أو إلى بعض مقالات التملق في بعض الجرائد الحكومية ..بل تحتاج الى حشد محلي ودولي واقليمي واستثمار ذكي للعلاقات الدولية، واستنفار اجهزة الدولة من رئاسة ووزارات سيادية وجهد دبلوماسي وثقافي في اقصاه وفي اعلى مستوياته..
وفي حالة مصر..كان من المفروض ان يصاحب تحركها تحرك موازي من قبل جميع الدول العربية لاهمية هذا المنصب الى التنمية الثقافية العربية ..خصوصا مع الطروحات المتزايدة لافتقار العرب الى صوت قوي في المنظمات الدولية الكبرى..
ومع اسفنا الشديد للنتيجة وتمنياتنا بحظ اوفر للعرب في المنافسات القادمة..لا يجب ان نغفل ان السيد فاروق حسنى كان متقدما على مدى ثلاث جولات من التصويت ..ومتعادلا في الرابعة.. ولكن يبدو ان تصريحاته الشهيرة التى هدد فيه بحرق الكتب الإسرائيلية ..ورفضه التطبيع الثقافى مع إسرائيل طيلة 22 عاما قضاها فى وزارة الثقافة..كانت عصية على النسيان ولم يغفرها له البعض.. كما تمنى وتمنت معه مصر والبلدان العربية باكملها..
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟