أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - نزول الوحي في الجبل















المزيد.....

نزول الوحي في الجبل


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نلاحظ في قصّة موسى بأنَّ ألوحي نزلَ عليه في جبل سيناء وكلّم ألرّب هناك، كذلك فإنَّ أوّل نزول للوحي على محمّد كان في جبل ألنور وفي غار حرّاء، وفي ألأناجيل ورد مايلي: "ثم صعد إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فحضروا إليه. فأقام منهم اثني عشر، يرافقونه فيرسلهم مبشّرين، ولهم سلطان يشفون به المرضى ويطردون الشياطين..." (مرقص 3، 13؛ أنظر متى 10، 1-4، لوقا 6، 12-16). وفي مكان ألوحي، على الجبل، قام يسوع، وفي بادرة تُظهر منتهى الإدراك والتصميم، باختيار الاثني عشر لكي يكونوا معه شهودًا ومبشّرين بمجيء ملكوت الله.
هنالك مثل أنكليزي ذي دلالة ( إذا لم يستطعْ ألجبل أنْ يذهب إلى موسى، فإنَّ موسى يضطر للذهاب إلى ألجبل ). وألسؤال هنا: إذا كان ألله في كلِّ مكان (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) سورة ق، ألآية 16، فلِمَ تتَحقَّقَ أللقاءات وألوحي في أعالي ألجبال؟
أعتقدَ ألأنسان في ألقديم أنَّ ألآلهة تسكن في ألسماء، ولكون ألجبال أجزاء عالية جدا من ألأرض وقسم منها تناطح ألسحاب لذلك أعتقدوا بأنّ الصعود إلى ألأماكن المرتفعة تُقربّهم من مواضع ألآلهة، إنَّ ألزقورات ألّتي بناها ألعراقيون ألقدامى بنيت لنفس ألغرض وكان معبد ألآلهة في قمة ألزقورة، كما أنّ ألفرعون وحسب ما ورد في ألقرآن أراد أن يصل إلى مكان وجود إله موسى بتشييد بناء عالي جدا (( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))...سورة ألقصص، ألآية 38.
إنَّ ألله إنْ أراد أنْ يوحي إلى بشر، يستطيع أنْ يوحي إليه في أيِّ مكان يتواجد به بدليل انّه أوحى إلى محمّد في أماكن أخرى غير ألجبل، فموسى لا يحتاج إلى تجشّم مشاق ألسفر إلى جبل سيناء وألأقامة هناك أربعين يوما ليكلّم ألله ثمَّ يرجع حاملا قطع مِنْ ألحجر منقوش عليها ألوصايا ألعشر، والجدير بألذكر أنَّ غياب موسى عن قومه لهذه ألمدّة ألطويلة أفرزَ نتائج سلبية، فبعد رجوعه وجد ألعبرانيين يعبدون ألعِجل ألّذي صنعه ألسامري، فلو كان موسى حاضرا بينهم لمنعهم من هذا ألأمر لأنّه كان مهيب ألجانب وعصبيا ويخشاه ألجميع.
ألسبب ألمنطقي لعملية ألوحي في ألجبل هو أنَّ إلإنسان عندما يختلي بنفسه يبتعد عن ألمؤثرات ألّتي تحيط به ويتفرّغ عقله للتأمل، إنَّ ألأصوات وألمشاكل ألشخصية وألأجتماعية ألّتي تحيط بنا تمنع عقولنا مِنْ ألتأمّل وألتفكير بكفاءة، لذلك فإنَّ أقطاب ألصوفية وشعرائها كانوا يعتكفون بين فترة وأخرى في صوامعهم ولذلك أستطاعوا مِنْ تأليف أروع ألأبيات ألشعرية ألصوفية أثناء أعتكافهم وكمثال على ذلك ألمتصوّف مولانا جلال ألدين ألرومي ألّذي ترك لنا آلاف ألقصائد وألأبيات ألشعرية ألفلسفية ألّتي حازت على إعجاب ألناّس في جميع انحاء العالم وتُرجِمت الى العديد من اللغات.
أ. نور الدين عزات محاجنة، مدرس في الفقه والاصول- كلية غرناطة في مقالته (فلسفة مهبط ألوحي) يحاول إصباغ رموز تجريدية على عملية ألوحي في ألجبل حيث يقول:
( فمهبط الوحي كان بين دائرتين، دائرة الثبوت والشموخ التي عبر عنها بالصعود المضني الى الجبل، ودائرة الاستقرار والملاذ الى الكهف فوق رأس الجبل. فالدائره الاولى هي اشبه ما تكون بدائرة السعي الحثيث فكراً وعملا للبلوغ الى الآفاق. والدائرة الثانية، هي دائرة الاستقرار النفسي، والملاذ الروحاني بعد سلسلة السفر الطويلة. وعليه يكون مهبط الوحي جامع لدائرتين، دائرة الفكر والمادة، المتمثلة بالعمل الحثيث والطلب بعد الجدّ والعناء ودائرة الروح والاستقرار بالولوج الى الكهف حيث السكينة والطمأنينة، بعيداً عن صخب الدنيا من متاعٍ وغرور ومال وجاه وعرضٍ قليل او كثير.هنالك قد آوى الله محمداً بعيداً عن القرشيين، وبعيداً عن مومسات المجتمع وزينة الحياة.. ليجد نفسه يأنس بقلبه، ويعيش بفكره في معية الله، حاله كحال اخوته من قبل اصحاب الكهف )...أنتهى.
وهنا أود أنْ أذكر تجربتي ألشخصية حول ألموضوع، بعد كتابتي لقصيدة أو مقالة، أُلاحظ بأنَّ افضلها هي ألّتي كتبتها في هزيع ألليل أو في ألفجر وعندما اكون في غرفتي وحيدا وألكون من حولي في سكون سرمدي.
عند ألنظر مِن قمة جبل أو برج عالي ألى ألأسفل ستشعر بضآلة قيمة ألدنيا بما فيها مِن تكالب وجري نحو ألشهوات وستشاهد ألنّاس ألّذين في ألأسفل كألنمل والسيارات ألفارهة كألصراصير تجري في جميع ألأتجاهات وبدون هدف، فألنظر مِنْ قمة ألجبل يسوق ألمرء إلى ألشعور بتفاهة وعبثية ألحياة كما يسوقه إلى ألتأمل في أسئلة ألوجود ألفلسفية... لماذا خُلِقنا؟ وكيفَ خُلِقنا؟ ومتى خُلِقنا؟ ومَنْ خَلَقنا؟
في ذكر وصف نزول الوحي على محمّد: ( أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فينفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا ).
كتبت إحدى ألقارئات تعليقا على مقالة نشرتها، ولعلاقتها بموضوع ألوحي في ألجبل أنقلها بألنّص، تقول ألقارئة في رسالتها:
( إنَّ العائلة الابراهيمية مُصابة بنوع مِن الفصام يُصاب به نسلها وتظهر عليهم اعراض النبوَّة حين تكون الحاجة ماسة الى وجود حل لمشاكل بدو لا يعرفون سوى الإغارة على بعضهم، وقد وجد في الدراسات النفسية عند اخضاع المصابين بالهلوسة الى أجهزة خاصة يُظهرون نشاطا في منطقة السمع في دماغ الانسان وكأنهم يسمعون صوتا حقيقيا،وهناك حقيقة علمية اخرى تقول أنَّ ألهلوسة يُصاب بها مَنْ ينقطع عن الناس لفترة طويلة لدرجة ان دماغه يقترح الاصوات كنوع من الدفاع عن آلية عمل الدماغ القائم على وجود الانسان كحيوان اجتماعي،وهذا ما حدث للرسول حين انقطاعه في الجبل ).



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلق الانسان
- عراق اه يا عراق
- نوح وقصة الطوفان
- هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
- الجنّة والجحيم
- الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم
- شجار / قصّة قصيرة
- الوحي والايحاء وألأطار ألفكري للإنسان
- ألشمّاعيّة- قصّة قصيرة
- الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم
- جدول الضرب / قصّة قصيرة
- عدالة السماء وتناسخ الارواح
- يوسف وتفسير الاحلام
- ثورة الشّك- هل كان موسى يهوديا ام مصريا؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - نزول الوحي في الجبل