أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب














المزيد.....

قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 04:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زخر العراق بالأسماء التي تعطي ولا تأخذ, مذ حطت الحروف الأولى آمنة على ضفاف الفراتين, ومنذ نضدت تلك الحروف لاح كلكامش, وحارس غابة الخلود, وخمبابا وأنليل وتموز, ومنها أيضا أعتلت مسلة الصوان بأسم حمورابي فوق جبين البشر. لم يك العراق يوما عقيما, مقتصرا على أنجاب الأنجاس والمأجورين واللصوص والقتلة.. فقد أنجب وأنجب من ذلك النوع من البشر الذين توجهت عقارب بوصلتهم نحو الشمس أبدا فكانت مآثرهم تقتحم عقول الناس فتتربع على وجدانهم لطهرهم وعفتهم, ومن بين ما أنجب في ثلاثينيات قرننا الفائت... قاسم عبد الأميرعجام.. هذا الذي من ثم صار مسحورا بكيمياء الحياة, فمنذ أن رمى وهو صبيا أول أضراسه الساقطة الى الشمس كعادة أطفال العراق, طلب منها واحدا من أسنان الغزلان. لم تبخل عليه شمس الحلة التي كانت قد أشرقت قبلا على بابل, وهبته الفطنة وحب الخيروشيئا من أناه. مذ ذاك أدرك الفتى أن الحياة أخذ وعطاء, وأنها بلا حوار تستحيل الى غابة.
كنت لما أزل شابا, تسحرني القصيدة والجريدة والكتاب, وتطير بي الموسيقى عاليا في رحاب الأنسانية الواسع, وتدخلني الحياة بمعمعانها وبكل تفاصيل ذلك المعمعان, عندما ألج مسرحا أو دارا للسينما, لأغرف من عطائهما.
كنت جذلا بمتعة الوجدود, استشرق من ايحآته اليومية نبض الحياة, ومن أصالة شخوصه الفاعلين, أنسخ الحلم الوردي الذي يرووه كل يوم, عبر عمود في جريدة, أوفي ديوان شعر أو كتاب أو مسرحية, أو ندوة في وكر من أوكار الثقافة التي ترصدها عيون وتقارير المخبرين.

في خضم الأوار السياسي والثقافي الذي أشعلته ثقافة الحلم الوردي التقدمية في العراق أبان السبعينيات من قرننا الفائت, تفجرت على سطح ذلك الحلم, أسماء تمثلناها ووشمناها في حافظات قلوبنا نحن شبيبة ذلك الحلم, وكان قاسم عبد الأمير عجام واحدا من فوارس ذلك الحلم, عبر ما كان يترشح من كتاباته من ملامح ومعطيات ماهية الحلم. وطيلة ما تعلمنا, منذ أن وضع غوبلز المصَنع, يده على مسدسه , لم نغرى أو نرهب أن ننسى أي من أسماء الذين مهدوا لأوان الورد, وأسمك واحد من تلك الأسماء أيها الأمير.
أيعقل أيها الأمير أن تستحيل صامتا بلا حراك في أول مسافات الوهج وبداية زمن المشتهى.. هل حقا قدح الزناد عندما تلازمتا على صدرك الفرضة والشعيرة.. أي اصبع من ثلج ذاك الذي أمر الرصاصة أن تكون دليل الموت أليك.. فيتخثر الدم في نسغك الصاعد النازل وتؤول الى محض حكاية حزينة على شفاه من أرادوا وأياك مشايعة الحزن المعشوشب بالشوك في حدائق وروضات فرحات أطفالنا المعدوده.

وأي مقاومة وطنية يدعونها أولئك الراقصين علة أشلائنا والكارعين كؤوس دمانا حتى الثمالة فيتلمضوا حتى على ما علق من ذاك الدم في زاويتي الفم وحوافي الأسنان, وكيف يدعيها صاحب ذلك الأصبع البارد.. وهل حقا انه يبسمل بمثلما يبسمل به أبوك وامك؟!أمنحني الحق في أن أشك أيها الأمير, وألا فقد صدق من قال" لعبت بالملك قريش..." الى آخرما جاء في القصيد.

كثار هم يا قاسم المقطوفين قبل آوان الورد ولحظة أن يكون الحلم, ولعل صاحب المرؤة الرحيم حسين مروه سيروي لك الحكاية منذ البداية, منذ أن سطر أبي مخنف سيرة الطف ووحشة ليل الكر والبلاء.. منذ عاقر القرمطي ,علي بن محمد, رمضاء السماوة وصباخها غير مبارح, حتى نهشته النسور حيا حين قوزقه جنود السلطان على أبواب المدينة, وستسمع يا أمير حكاية الحلاج من لسانه.. وستسمع كل حكايات المقتولين بسيوف السلاطين والأمراء وشذاذ الآفاق الذين تولوا علينا بسيوفهم وسنابك خيلهم, وجنون أناهم المعمدة بدماكم ودم من يغذون السير على خطاكم, وما أكثرهم.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب