أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امين يونس - لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟














المزيد.....

لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غنيٌ عن القول ، الأهمية القصوى للإحصاء السكاني المُنتظم ، لكل مَرافق الحياة ولكل المواطنين بدون إستثناء . الولايات المتحدة الامريكية كانت اول دولة في العالم أجْرتْ إحصاء سكاني حديث شامل ومباشر في سنة 1790 . وتجري بريطانيا إحصاءات منتظمة كل عشرة سنين منذ عام 1801 " عدا سنة 1941 بسبب الحرب العالمية الثانية " ، فرنسا أجرتْ اول إحصاء في 1836 ، وبلجيكا في 1846 ، وايطاليا في 1861 ، والمانيا في 1871 ، والهند في 1881 ، وروسيا في 1897 ، واليابان في 1920 .
أول تعداد سكاني شامل حسب الاساليب العلمية الحديثة ، جرى في العراق في 19 / 10 / 1947 . وتم هذه الإحصاء بطريقتين ، الطريقة الآنية في المدن اي طريقة التعداد " الفعلي " ، حيث يتم تسجيل السكان في المكان الذي كانوا موجودين فيهِ في ذلك اليوم ، وطريقة الهيئات اي طريقة التعداد " النظري " وذلك في مناطق الاهوار والمناطق النائية . ومع ذلك اعتبر هذا التعداد غير شامل لجميع السكان في القرى والارياف والعشائر الرحالة والجاليات العراقية في الخارج . جاء إحصاء 1957 أكثر تطوراً ودقةً ، على الاقل بسبب تطور المواصلات والاتصالات والاجهزة والخبرات . ثم اعقبها أحصاء 1967 و1977 و1987 واخيراً 1997 .
ادناهُ بعض الملاحظات على الإحصاءات السكانية السابقة بصورةٍ عامة :
- المآخذ على تعداد 1947 ، كانت واقعية ، حيث ان حوالي " 700000 " من سكنة الاهوار والقرى الجبلية النائية والقبائل المُتنقلة والعراقيين المقيمين في الخارج ، لم يُدرَجوا في الإحصاء .
- في إحصاء 1977 ، كان هنالك عشرات الالوف من الكرد الهاربين بعد إنتكاسة 1975 والمقيمين خصوصاً في ايران ، لم يشملهم التعداد السكاني .
- في إحصاء 1987 ، كان هنالك اعداد مهمة من ابناء العراق وخصوصاً في الجنوب والوسط ، الذين فَّروا من إضطهاد وقمع السلطات الجائرة ، الى ايران ، وكذلك كانت مناطق حدودية كثيرة من كردستان العراق بعيدة عن متناول الحكومة ، ولهذا اُستبعِدَ كل هؤلاء عن التعداد والاحصاء السكاني .
- في إحصاء 1997 ، كانت ثلاثة محافظات كردستانية وهي السليمانية واربيل ودهوك ، منفصلة عملياً عن باقي العراق ، ولم تكن للحكومة العراقية اي سيطرة عليها ، لهذا لم تُشمَل بعملية التعداد . يُضاف اليهم اكثر من مليون ونصف عراقي آخر من الذين نفذوا بجلدهم بعد القمع الوحشي لإنتفاضة 1991 ، والذين توزعوا في مُختلف المنافي ، في سوريا وايران والاردن واوروبا وغيرها .
- في الإحصاءات الثلاث الاخيرة ، اي 1977 ، 1987 ، 1997 ، تمت عمليات تلاعب كبيرة ، من ناحية التبديل القسري للقومية ، بالنسبة لكثير من الكرد والتركمان ، في كركوك والموصل وبعقوبة وغيرها، وتحويلهم الى " عرب " ، وكذلك الضغط المتواصل على الإيزيديين والشبك في الموصل من اجل التخلي عن قوميتهم الكردية . لم تكن هذه السياسة عفوية او فردية بل كانت وِفق خطة مدروسة من قِبَل السلطة البعثية الشوفينية . لهذا لم تكن هذه الإحصاءات دقيقة وموضوعية .
................................................................
لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟ ومَنْ هم المتخوفون ؟
الإحصاء لايعني فقط تعداد السكان ومعرفة عددهم بالضبط ، بل كذلك الذكور والإناث والفئات العُمرية والامية ومستوى التعليم والدخل وساكني المُدن والريف والعاملين والعاطلين والقومية والدين والطائفة والمذهب ...الخ . اي ان الاحصاء هو الخطوة الاولى والصحيحة والضرورية ، في عملية ( التنمية ) بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والبشرية .
معظم الإختلافات والمشاكل الحاصلة بين مكونات الشعب العراقي ، متأتية من عدم توفر إحصائيات دقيقة وصادقة في مختلف جوانب الحياة . فلتجري عملية الإحصاء في موعدها بعد شهرٍ من الان ولتكن برعاية الامم المتحدة وجهات دولية محايدة ذات مصداقية وخبرة في هذا المجال ، لا سيما وان الجهة الرئيسية المُلقاة على عاتقها هذه المُهمة الكبيرة ألا وهي وزارة التخطيط قد أعلنت مراراً انها جاهزة ومهيئة للإضطلاع بالأمر .
دعونا [ نُواجه ] الحقائق وجهاً لوجه ، كفانا ( نتهرب ) ونؤجل شهراً بعد شهر ونُفاقم المشاكل . لا احد مُخلص يريد التقسيم او التهميش او الإقصاء ، ولكن لنعترف جميعاً بشجاعة بأن مجتمعنا [ متنوع ] قومياً ودينياً ومذهبياً . ماالعيب في ذلك ؟ بالعكس انه مصدر غِنىً وثراء . لنقطع الطريق على غُلاة الشيعة الذين يَّدعون انهم اكثر من 75% من نفوس العراق ، لِنقنع متطرفي السنة بأنهم ليسوا اكثر من نصف السكان ، ولنُثبت لمُتَحَمسي الكرد بانهم لايشكلون اكثرية مطلقة في كركوك والمناطق المتنازع عليها ولنُثبت لهم بالإحصاء الدقيق بأن حصتهم من الميزانية ليست 20% ، ولنقول لِغُلاة التركمان بالحقائق ونتائج الإحصاء بأن عددهم ليس اربعة ملايين ونصف في العراق . لِتُعلَن على الملأ أعداد المسيحيين والإيزيديين والصابئة المندائيين والشبك . لِيُحصى العراقيون في دول الجوار والمنافي الاخرى البعيدة . بهذا نكون قد وضعنا اللبنة الاولى " الحقيقية " لحل المشاكل المستعصية الحالية .
الهند لا تتردد في إجراء إحصاءات سكانية كل عشر سنوات ، وتتضمن القومية والدين والطائفة والمذهب ، وبريطانيا العريقة في الديمقراطية لاتتوانى في إحصاء الكاثوليك والبروتستانت بدقة . لايوجد الان اي مُبرر لكي نخشى ونتهرب من الإحصاء السكاني العلمي والدقيق ، وليس عيباً وليست بُدعة ان يتضمن الإحصاء حقول القومية والدين والطائفة والمذهب ، المُهم هو [ الهدف ] من معرفة هذه المعلومات ، فإذا كان الهدف هو توفير أرضية صلبة وحقيقية للتعايش والإعتراف المتبادل بالآخر ، وهو المُتوقع والمَرجو بعد كل هذه التجارب والمحن ، فما الضير في إجراء إحصاء سكاني في موعدهِ المُحدد ؟



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جو باين للعراقيين : يصير خير إنشاء الله !
- إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
- - المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
- مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
- وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
- هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
- فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
- تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
- إئتلاف دولة القانون العشائري
- الموصل .. هل ثمة أمل ؟
- أحداثٌ مُخجِلة وثقافة الإستقالة
- بازار منصب - الرئيس - العراقي
- شخصيات عراقية مؤثرة (1)
- حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
- نظرةٌ على اللوحة السياسية في العراق
- آفاق زيارة المالكي الى اقليم كردستان
- ألسواح الأمريكان والجُغرافيا الحدودية !
- الحَمير والإنتخابات الأفغانية !
- إضاءة على إنتخابات أقليم كردستان العراق
- إنتخابات اقليم كردستان ، قوائم الأثرياء تحصل على اصواتٍ أكثر


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امين يونس - لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟