أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - هاتوا برهانكم -(3/3)















المزيد.....


هاتوا برهانكم -(3/3)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 17:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


والتفكّر أيضًا في هذه الآية:
" قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا". (سورة الاسراء آية 100).
تعطي هذه الآية نظرة جديدة للذين يفكّرون أن رسائل الله سبحانه وتعالى مقتصرة على مجموعة من البشر الذين هم ينتمون إليها. إن الآية المذكورة موجّه إلى اليهود الذين لا يدركون كيف يكون ممكنًا أن يرسل الله رسالة أخرى لمجموعة أخرى من الناس (غير اليهود). ولكن هذا التفكير ليس مقتصرًا على اليهود فقط بل هو واسع الإنتشار. إن كل فئة من الناس سواء كانت لأسباب عنصرية أو قبلية أو حضارية تظن أنها هي الفئة المختارة والتي لها الوصاية لرسائل الله، وأن خزائن رحمته خاصة بفئتهم فقط وليست للبشر أجمعين. إن خزائن رحمة الله ليس لها من بداية أو نهاية وليست لفئة أو مجموعة معيّنة بل هي تمطر على جميع مخلوقاته. إن البخلاء فقط هم الذين يتمسكون بما عندهم من رسائل الله وينكرون أي رسالة أخرى تنزل من رحمته على البشر أجمعين. والنتمعُّن في هذه الآية أيضًا:
" وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا". (سورة الفرقان آية 51).
إن الآيات التي تشير إلى أن رسائل الله السابقة عديدة، فقد ذكر القرآن الكريم:
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ.........".[ (سورة غافر آية 78) - الرعد آية 38)].
" قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ". (سورة آل عمران آية 137-138).
وفى نفس سورة "آل عمران" وبعد الآيات السابقة بقليل يذكر القرآن الكريم:
" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ........". (سورة آل عمران آية 144).
تدل الآية السابقة على أن سيدنا محمد عليه السلام مَثَلُهُ مثل الرسل السابقه، بمعنى آخر فهو ضمن سنّة الله، وإذا كان القرآن الكريم يعني أن بظهور سيدنا محمد عليه السلام قد انتهت سنّة الله في إرسال رسله ولم يأتي أي رسول آخر بعده، فلماذا لم يذكر القرآن الكريم أي شيء يدل على هذا المعنى أو عن صفته الاستثنائية بوصفه آخر رسل الله؟ نجد العكس، تدل الآية السابقة أنه ليس هناك أي شيء إستثنائي بخصوص سيدنا محمد عليه السلام فهو رسول مثلهُ مثل الرسل السابقة.
ولننظر الآن إلى الآية التاليه:
"قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ ...........وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ". (سورة الأحقاف آية 9).
تشير الآية السابقة على أن سيدنا محمد عليه السلام ليس رسول مُرسل بمهمّة جديدة فقد سبقه آخرون مثله. وتدل الآية التالية على ذات المعنى:
" شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا .......وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى". (سورة فالشورى آية 13).
إذا كان الاسلام مثلهُ مثل الديانات السابقة، والديانات السابقة مثلُها مثل بعضها، فلماذا تعدُّد كل هذه الديانات ؟ذلك لأن الناس مع مرور الوقت والزمن يبتعدون عن الله وينسوا تعاليمه وأحكامه ويكونوا بحاجة إلى نذير ومبيِّن كل عدّة قرون حتى يعطيهم الله سبحانه وتعالى الأمل وينذرهم بالنتائج الوخيمة في بُعدهم عنه. وبما أن كل دين هو مثل الديانات الأخرى فعلى ذلك يمكننا القول بأن كل دين هو الأوّل والآخر! ولنتمعّن في هذه الآية:
"...... هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا.......". (سورة الحج آية 78).
إن الآية السابقة موجّهة إلى المسلمين الأوائل المعاصرين لسيدنا محمد عليه السلام، فسمّاهم بالمسلمين كما كانوا الأولين أيضًا مسلمين. وبالطبع فهذا تعبير رمزي ويشير إلى أن أي مؤمن حقيقي في أي عصر من التاريخ يمكن أن يقال عليه مسلمًا حتى ولو لم يسمع كلمة "مسلم" من قبل. ومن ناحية هذه الآية المنزلة،نجد أن كلمة إسلام تتجاوز أو تسمو على عالم الزمان وعالم الأسماء. إذًا فأي دين ظهر أو سيظهر سواء أكان في الماضي أو المستقبل يمكن أن يسمّى بالإسلام. وإذا كان هذا هو العُرف مع أديان الله سبحانه وتعالى فلما لا يكون أيضًا صحيحًا مع رسله المؤسّسين برسالاته؟ إذًا فكل رسول من عند الله ظهر أو سيظهر يمكن أن يسمّى بمحمد.
هل أنزل الله على سيدنا محمد(صلعم) آية تقول إنه سوف لا يبعث رسول بعده؟ هل هناك أي آية في القرآن الكريم تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سوف ينهي سُنّته بعد سيدنا محمد؟ لا، لاتوجد أي آية في القرآن الكريم تشير إلى هذا المفهوم حتى ولو من بعيد. على العكس، يشير القرآن الكريم مرةً بعد آخرى باستمرار "سنّة" الله في إرسال رسله ورسالاته للبشر:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ... لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ". (سورة الرعد آية 38-39).
ولنتمعّن في هذه الفقرة: "لكل أجلٍ كتابٌ..." أنزل الله من زمن بعيد التوراة، وعند مجيء السيد المسيح عليه السلام بدّلت بعض التعاليم (مثل قانون الطلاق) وثبتت تعاليم أخرى. وكذلك بمجيء سيدنا محمد عليه السلام لم تتغير سنّة الله في تبديل أو تثبيت ما يشاء. فأنزلت بعض التعاليم الجديدة وثبتت بعض تعاليم الرسل السابقة. فهذه هي سنّة الله من بداية التاريخ المعروف وكما ذكر في القرآن الكريم: "لكل أجلٍ كتاب" ومثلما نقول: هناك كتاب أطفال لعُمر التاسعة وكتاب آخر لعُمر العاشرة ومثال ذلك. فاستمرارية وحي المعرفة والتعاليم الإلهية لا توقف، كما ذكر في القرآن الكريم:
" ....... وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ.......". (سورة فاطر آية 24).
" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً........". (سورة النحل آية 36).
يمكننا فهم معنى كلمة "سنّة الله" بمفهوم أوضح إذا ما قارنّا العالم الروحي بالعالم المادي. فعندما خلق الله السموات والأرض أقام ترتيب أو نظام عام يسير عليه عالم الطبيعة أو العالم المادي، فوضع قوانين ثابتة لم تتغيّر منذ بداية الخليقة. كذلك "سنّة الله" للنظام الروحي فهي لم تتغيّر "ولن تجد لسنّة الله تبديلاً". فهل بدّل الله النظام أو القوانين التي تسيّر العالم المادي؟
فليس فقط إن سنّة الله لم تتغيّر وكذلك أيضًا طبيعة البشر لا تتغيّر:
"..... فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ......".(سورة الروم آية 30).
إذا كانت فطرة النّاس لا تبديل لها وإذا كانت سنّة الله لا تتغير فلماذا نظن أن صلة الله بخلقه سوف تتبدّل؟ فالإدّعاء بأن صلة الله بمخلوقاته سوف تنقطع فهذا شيء غير معقول أو غير واقعي مثل ما نقول أن البشر سوف لا يتكلمون مع بعضهم!
إن سنّة الله التي لا تتبدّل والتي ليس لها من أوّل أو آخر فهي ذو مغزى في غاية الأهميّة حتى إنها تكرّرت ثلاثة مرات في القرآن الكريم وبمعنى متطابق في كل مرة. أنظر إلى الآيات التالية المقررة ثلاثة مرات وكيف يؤكد القرآن الكريم على هذا المعنى المفهوم وباسلوب قاطع:
"...... فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا". (سورة فاطر آية 43).
انظر أيضًا:-
" مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا".(سورة الاحزاب آية 38).
" سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا".(سورة الاحزاب 62).
" فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ".(سورة يونس آية 102).
" فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ".(سورة غافر 85).
ِوانظر أيضًا كيف يصف الله نفسه في الآية التالية:-
".... "إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ... إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ...". (سورة الدخان 3-6).
تفيدنا الآية السابقة أن الله سبحانه وتعالى يبعث إلينا من رحمته منذرين ومرسلين. هل نظن أن رحمة الله سوف تنقطع؟ هل يغيّر الله سنّته ومحبته لخلقه وإرساله المرسلين لإرشاد وهداية البشر؟
وبإختصار، عندما خلق الله الكون وخلق الإنسان، كان خلقه بأكمله كامل. فكما وضع القوانين لسير الطبيعة، كذلك وضع القوانين والعلاقة التي تربطه بخلقه.




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاتوا برهانكم -كمال الخطّة الإلهية الأصلية- (2/3)
- هاتوا برهانكم - (1/3)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(3) ...
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(2)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟ -(1 ...
- عدة الطريق إلى السلام
- مشكلة الأرهاب وعلاجها
- تحرِّي الحقيقة وترك التقاليد
- لن يصل العالم إلى مستوايات النضج بدون القوة الخلاّقة للدين ا ...
- التأليف بين قلوب البشر و الترفُّع على النزعة السلطوية و الأن ...
- بناء مدنيّة دائمة التقدم
- يكفي قرن ونصف من الاضطهاد والسكوت!
- أنّ المعايير الاقتصادية والماديّة الّتي توجِّه بشكل رئيسي نش ...
- العلم والدين والإنسان
- (هناك نفوس موفّقة للأعمال الخيرية ومُحبة الخير للعموم ومكارم ...
- أين الله -حوار مابين مؤمن وملحد
- أحد روّاد النّهضة العربيّة في مصر يُعرّف عبد البهاء والبهائي ...
- وحدانيةُ الله من المنظور البهائي
- نداء إلى أهل العالم من صغيره إلى كبيره
- الأدب والدين


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - هاتوا برهانكم -(3/3)