أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حمزه الجناحي - الطفل العراقي.. بين عنف المجتمع وتجنيد القاعدة















المزيد.....

الطفل العراقي.. بين عنف المجتمع وتجنيد القاعدة


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 16:00
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


استوقفني كثيرا موضوع نشر في احد الاصدرات التي تعنى بالطفل وحقوق الطفل ومعاناته وسلوكه في مراحل حياته والموضوع عبارة عن دراسة مطولة تبكي على بعض اطفال العالم الذين يتعرضون الى العنف المجتمعي وقسوة لتقاليد التي تفرض على تلك الطفولة وخاصة الفتيات وما يتعرضن له من الالام في سنين مبكرة من عمرهن مثل الختان في بعض المجتمعات او تزويجهن وهن في سن الطفولة او حرمانهن من الذهاب الى المدرسة و تكليفهن باعمال لا تناسب اعمارهن الغضة ..
وكذالك في الموضوع نفسه حديث عن الاطفال الذكور في المجتمعات الشرقية اكثر من غيره في باقي المجتمعات الاخرى والمشاكل التي يمر بها تلك الطفولة في بلدانهم مشاكل اعتقد انها واقعية وليس غريبة على من يقرا ذالك الموضوع الذي غفل الحديث عن الطفولة العراقية بالمرة ولم يتطرق لما يمر به الطفل العراقي من مشاكل لا يمكن ان تقارن بما ذكر في ذالك الموضوع الذي كما يبدو لي نال استحسان الكثيرين من المتتبعين لشؤون الطفولة في العالم وعدم التطرق للطفولة العراقية .
الحديث عن الطفولة العراقية حديث له مرارة الحنضل وقاسي قسوة الظروف التي يمر بها ذالك الطفل الذي ولد في العراق ووجد نفسه مرميا في متاهات الطريق تتلاعب به تقلبات وامزجة من هم اكبر منه ليسخروه حسب مايرونه مناسب في تحقيق مأربهم ,,
الكثير من الناس يعتقد ان العنف الذي يتعرض له الطفل محصور في الضرب والتعنيف والحرمان من ممارسة العاب الطفولة او منعه من الذهاب الى المدرسة التي يجب ان يمر بها الطفل كتكوين مختلف كليا في بنيويته عن الكبار واي محاولة لأخراجه من ذالك العمر ووضعه في مسافة ابعد او عمر اكبر يعني عنفا وتحولا في تراكيب تلك لطفولة التي لا تستطيع الاستمرار في نهج اخر بعيد كل البعد عن صيرورة ذالك الطفل وتركيبته وكينونته وبالتالي يعني هذا بناء خطير ومؤثر على المجتمع ككل ...
لا اريد الحديث عن اطفال اشاهدهم يوميا وهم يتراكضون بين السيارات في تقاطعات الطرق وهم يبيعون المشروبات او يتسولون او يمسحون تلك السيارات لعمري هذه المناظر لقد الفناها وباتت لا تعني لنا الكثير فهؤلاء الفتية افضل بكثير من اولاد عراقيون في مناطق اخرى يتعرضون لأبشع انواع العنف ويمارسونه يوميا كما يمارس الاطفال لعبهم في مكان اخر اكثر تحضرا ..في بعض المناطق العراقية جند الاطفال في تنظيمات ارهابية مهمتها القتل والذبح والانتحار بين حشود الناس وتدريبهم في معسكرات تبذل عليها ملايين الدولارات لتخرج جيل يعرف كيف يذبح رجل كبير بسكين من الوريد الى الوريد والتنظيم هذا يسمى بتنظيم (عصافير الجنة)وهؤلاء يحملون السلاح والمدي والسكاكين ويتجولون في بعض المدن والقصبات وهم يتحدثون باحاديث لا يمكن ان تليق بطفل لايتجاوز عمره الثانية عشر ..
تعرض اطفال العراق لموجات من العنف لم يتعرض لها طفل اخر على وجه البسيطة فالحروب المتلاحقة التي مر بها العراق والتي ادت الى قتل مئات الالاف من الرجال والذين خلفوا وراءهم اطفال لم ينعموا بحنان الابوة وضنك العيش والحرمان من المعيل مما حدى بتلك الطيور الخروج الى الشارع للعمل ومادروا ان هناك من ينتظرهم ليحندهم كمتسولين او سراق او باعة مخدرات او ممرسة الاعتداء الجنسي بحقهم او جعلهم يعملون باعمال لا يمارسها الا الكبار والمتمرسين عليها وهذا يعني ابعاد تلك الطفولة عن عالما التي يجب ان تكون فيه ..
((يوجد العنف ضد الأطفال في جميع الأماكن التي يتواجد فيها الطفل فيحدث في المدارس، ودور الأيتام وغيرها من نزل الرعاية المقيمة، وفى الشوارع، وفى أماكن العمل، وفى السجون. ويعانى الأطفال العنف في البيت، وداخل أسرهم، ومن أطفال آخرين. وتفضى نسبة صغيرة من العنف ضد الأطفال إلى الموت، ولكن العنف في أغلب الأحيان لا يترك علامات مرئية. ومع ذلك، فإنه يمثل إحدى أخطر المشكلات المؤثرة على أطفال اليوم. إن قدرا كبيرا من العنف مستتر. وقد لا يجد الأطفال القدرة على الإبلاغ عن أعمال عنف خشية التعرض للعقاب من مرتكب الإساءة ضدهم. وقد لا يرى الطفل ولا مرتكب الإساءة أي شيء غير عادى أو خطأ في إخضاع الطفل للعنف. وقد لا يعتبرون أعمال العنف فى حد ذاتها عنفا على الإطلاق، بل ربما ينظرون إليها كعقاب ضروري له ما يبرره. وقد يشعر الطفل الضحية بالخجل أو بالذنب، معتقدا أن العنف كان مستحقا. وكثيرا ما يؤدى ذلك بالطفل إلى عدم الرغبة في الحديث عنه))
خمسة ملايين طفل عراقي يتيم هي الاحصائيات العراقية التي نشرت من قبل المظمات العراقية للطفولة ولليوم يتعرض الاطفال الى ذالك العنف فالعوائل المهجرة التي لا تجد لها ماوى والتي ملئت الشوارع والساحات خرج ابناءها من سيطرة تلك العوائل لتذهب الى مصيرها المجهول ,,وكذالك تعرض الاطفال الى عمليات الخطف المستمر ومقاضاتهم بالمال تركت هذه الظواهر اثرها على نفسية هؤلاء الاطفال في تعاملهم مع ذويهم القتل المستمر والذي استهدف الاطفال بالذات كما حصل في مرات عديدة في العراق واستهدافهم بالسيارات المفخخة كما حدث في منطقة النعيرية واودت بحياة ثلاثين طفلا وتوزيع الالعاب المفخخة والحلويات على الاطفال في الشوارع تعرض هؤلاء الاطفال الى القتل وهم سائرون في الشوارع بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والقنابل الموقوتة والاحصائيات تسير الى ارتفاع الاعداد من الاطفال في تعرضهم للقتل منذ العام 2004 ولغاية العام 2007 كما هو الجذول
السنة قتل جرح
2004 275 641
2005 316 535
2006 314 808
2007 374 2192
المجموع 1279 4176
والجدول هذا في ارتفاع مستمر لما يتعرض له الطفل في العراق ولا زالت بعض المدن العراقية يتعرض الاطفال فيها الى الخطف والقتل لاستمرار تواجد الارهاب فيها مثل محافظة ديالى ومحافظة الانبار .
من الواضح اني لحد هذه اللحظة لم اتحدث عن حقوق الطفل في العراق لأني وحسب ما عتقده ان الطفولة في العراق وفي كل مدن العراق لم تحصل على حقوقها كطفولة لأن حق الطفل في التنشئة في بيئة صحية ملائمة او تنشئته تربويا او اجتماعيا يكاد يكون معدوما في العراق وبالتالي فان كل اطفال العراق يعيشون هذه المعانات لكن الفرق او التفاوت بين منطقة او مدينة واخرى ليس الا فلنأخذ مثالا بسيطا التعليم هل التعليم في العراق هو اليوم ملائم لبناء جيل جديد يعده للمستقبل الجواب بدا لا يوجد لدينا تعليم جيد ولا حتى مقارب لدول الجوار العراقي المتخلفة منها وكذالك بالنسبة للصحة فالرعاية الصحية للطفولة والتي هي تختلف اختلافا كليا عن رعاية الكبار نجد الطفولة العراقية لا تحصل على حصتها من تلك الرعاية فالامراض السارية والجلدية والتلوثات المائية والبيئية كل تلك تعرض الطفل الى خطر الموت وفعلا فان منظمة الصحة العالمية لطفولة تعد العراق في ذيل القائمة في رعاية الطفولة وتعده على راس القائمة في عدد الاطفال الذين يموتون سنويا من بعض الامراض التي صارت في امكنة اخرى تاريخ قديم .
الحديث عن الطفل العراق يحتاج الى قلب جامد وعيون جافه عافتها الدموع وقلم يتمتع بالقسوة في الكتابة لكن ما باليد حيلة فالطفل العراقي اقل ما يقال عنه لم يعيش طفولته بتاتا..
لذا على الحكومة العراقية التوجه بجدية الى تلك الشريحة الكبيرة اللذين هم البناة المستقبليين وتوفر لهم حقوقهم وتحميهم من كل اشكال العنف وتجديد القوانين العراقية التي اصبحت بالية والتي تنظر لفئاة عمرية دون اخرى محاسبة من يجند الاطفال في اعمال كبيرة والضرب بيد من حديد على راس العصابات الارهابية التي عاثت بالطفولة العراقية . كذالك من الممكن الاستفادة من تجارب الشعوب التي سبقتنا في كيفية التعامل مع الطفولة ,,لا باس بالاهتمام بالاصلاحيات التي تضم اليوم العشرات من الاطفال واعتبارها مدارس تعد الاطفال للمستقبل مع الاخذ بعين الاعتبار تدريب الشرطة الاصلاحية في تلك المراكز تدريب خاص للتعامل مع الطفل .




#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل إن أحداث الأربعاء الدامي وحدها تستحق التدويل ؟
- من البصرة الفيحاء حتى قمة افريست ..مثقفي العراق ينشرون السلا ...
- الفتيات العراقيات ينهشهن مرض السرطان والجميع يتفرج على موتهن
- هل المواطن العراقي هو المسئول الأول عن الفشل في اختيار سياسي ...
- منتظر الزيدي يضع الديمقراطيات العربية على محك الأسئلة
- ما سر المفاجئة التي أذهلت ستيفا مان ناشطة حقوق المرأة الكندي ...
- حذار من إيقاف التدويل ...ورئاسة الجمهورية هي المسئولة عن الآ ...
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (3)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (2)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)
- انتباه رجاءا ..بعد ان فرقنا الساسة وحدتنا لعبة المحيبس
- ماذا قال البهلولو ..الأسد يخفف من لهجته التصعيدية
- الأرقام تتهاوى تحت أقدام النساء.. المرأة البابلية نموذج صادق ...
- الشيطان يفر من العراق ..آخر صيحات الاغتيال في العراق (1)
- في أي يوم كانت الجنسية المكتسبة عيبا ؟؟
- يفاجئني من تفاجأ بتصريحات بشار الأسد
- اليمين الدستوري ..فقرة كمالية لدى المؤسسات العراقية..مجلس ال ...
- ليس لدى العراق شيئا يخسره لو تعامل بالمثل مع جيرانه .... ترك ...
- ليس لدى العراق شيئا يخسره لو تعامل بالمثل مع جيرانه .... ترك ...
- سحب السفير ..خطوة متأخرة لكنها أفضل من أن لا تأتي ابدا


المزيد.....




- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...
- ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
- العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا ...
- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حمزه الجناحي - الطفل العراقي.. بين عنف المجتمع وتجنيد القاعدة