|
ماتريكس الايدلوجية الرعوية
محمد غانم
الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:43
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الاهداء الى : زهير كاظم عبود ..الدكتور عبد الرضا الفائز .. داوود الحسيني ..الدكتور ابراهيم الداقوقي ..علي الاركوازي .. وجهاد نصرة ..وصوت العراق ..وموسوعة النهرين ..والبديل ..وكتابات ..واوراق عراقية.. والى الاحبة زملائي في هيئة تحرير مرآة سوريا .. والاخوة في موقع رزكار .. بعضا من الكلام ، وكثير من المحبة رغم انف هذا ( الماتريكس ) ........ مرة اخرى نحن و (نحن ) هذه تعود علي أنا وحدي لاني لا اتشاطر اكتشاف مصطلحاتي مع احد ، لذالك ابتليت بالكتابة بإسمي الحقيقي ، لذالك ادفع الثمن دائما . حتى لوكان دفع الثمن يأتي على حساب اسرتي المسكينة ، والاكثر ابتلاء زوجتي السيدة العلوية ام المهلب عجان الحديد ( والسيدة العلوية هنا هي انتماء لآل البيت النبوي الطاهر المطهر نسبا ، رغم ان مذهب السيدة العلوية ام المهلب عجان الحديد هو مذهب من مذاهب اهل السنة والجماعة وهي على مذهب الامام الشافعي رضوان الله تعالى عليه ) .ثم انعكاس الاذى على ولدي المهلّب وطفلي المثنى . فكرت ان اختفي خلف اسم او غيمة او عمامة سوداء او بيضاء ، ولكن على رأي المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب . طبعا ولان الكذب حرفة النصابين على المستويات السياسية والايدلوجية والعلمية والدينية والنفسية والاقتصادية . والكذب هو اول الخطايا البشرية ، ومفتاح الكبائر الانسانية . لذلك نحن سكنة هذه البلاد المقدسة وقعنا تحت نظام من المراقبة الشديدة ، نظام من السيطرة الاستبدادية المرتبطة بالمقدس ، سواء كان هذا المقدس سماوي او متسامي في سماويته بحيث أن مداركنا الانسانية لا تستطيع استعياب نقطة انطلاقه ، او مركزه او قاعه .بالتالي نحن امام نظام يسيطر على المكان ، ويتحكم بدورانه الكروي .وبالتالي هو المحدد لفصول المكان ولونه .بل هو المتعاقب على انسانيتنا ، هو ذاك الذي اصطلح عليه اسم الليل والنهار بلغة اهل العامة .والظلمة والنور بلغة اهل الخاصة واصحاب الاحوال ، ومن مرت عليه طوال القرون الاربعة عشر الماضية الاهوال . هذا النظام الذي حدد لك ولي ولاطفالك وأطفالي نوع الحذاء ولونه ، انتهاء بتحديد ساعة الولادة والموت والهتاف والتمجيد لثلاثياته الخالدة خلود العفن ذاته على المربى ، او عفن على زعاف السم الذي اسموه ( الايدلوجية )بغض النظر ان كانت هذه الايدلوجية ثلاثية الابعاد ( وحدة - حرية - اشتراكية ) وهو المثلث الطوباوي لهذه الايدلوجية ، والتي كان تجسيدها الثلاثي الواقعي اليومي المعاش ( الجيش - الامن - العشيرة ) حيث الشق الاول والثاني من هذا البناء ( الامن والجيش )هما المتحرك والمتغير ، اما الضلع الثالث للمثلث اليومي ( العشيرة ) هي الثابت ، وبالتالي هي الاصل . حالما تكتشف خفايا هذا المثلث الذي اخذ اسماء مختلفة في العراق اطلق عليه اسم ( المثلث السني ) ، حيث الايدلوجية العشائرية الرعوية استبدت بجزء من المورث المقدس فقامت بإبتلاعه وهضمه ، وبالتالي تبرزته على شكل مذابح وحرس جمهوري خاص وعام ، وبنت للنهاية قصرا ( كان من زواره الدائمين الموت نفسه ) . وتجلت هذه الايدلوجيا كهتاف عند فريق من الرعويين ( دم - حديد - نار ) ، وقام فريق ولد من رحم المتغير العسكري بقلب بعض اضلاع المثلث الرعوي ليتشكل مرعى جديد للخنزير الايدلوجي الرعوي ( حرية - اشتراكية - وحدة ) . ومن بين هذه المثلثات الرعوية انبثق مثلث صغير كانت تضعه الراقصات على فروجهن ، وقد اكتشف هذا المثلث الجاسوس الاسرائيلي ارام نوير حيث كان آخر مثلث تخلعه الرفيقة ( سهير زكي ) في سرير ارام نوير لتظهر حقيقة النظام كله من خلال تلك العورة الحرام ، التي لطالما اشتهاها المؤمنون قبل العلمانيون ودعاة تحرير او تعهير المرأة . أنه المثلث الخالد ، مثلث الشبق الذي خلفه. كانت طائرات أمة تحترق عند الفجر .. آخذة مع احتراقها دفء احلامنا ، وكل هذا الحنين الذكوري بفحولة مخصاة على يد النظام ، والسيطرة ، حيث الجميع تحت السيطرة قبل اكتشاف بمبرز ال سعود ، ومتعة افتضاض الفرنسيات دون الثامنةعشر ، وذوات العيون المثلثة ( زرقاء و وخضراء و وحمراء ملونة بلون السا ئل الذي سوف يسيل من بين فخذيها بعد ان تخلع مثلثها الكاثوليكي او الارثوذوكسي او البروستني مقابل مبلغ عشرين الف فرنك فرنسي ) ليستمتع نبلاء النظام والسيطرة بالفحولة والتوبة في موسم الحج القادم . انه ماتريكس الايدلوجية الرعوية العربية ، في اعظم تجلياته وأحلامه . أن هذا النظام ( الماتريكسي ) قادر على ان يخترق كينونته ، فنكون نحن الكتلة البشرية الانسانية المستلبة كونه ، وهو جرمنا ومدارنا وشمسنا وقمرنا ورغيفنا وعشقنا وفرحنا وانتصابنا و.و.و.و. الكثير من قدرة هذه الايدلوجية الرعوية سواء كانت ايمانية ( بحملة او بدون حملة ،كحملات جرذ العوجه وتكريت والبيجات وسائر زوايا المثلث الطائفي العراقي ) او ايدلوجية فياغرية المنحى والمضمون تدعو الى ضغط غير الممكن في صحن شوربتها الايدلوجي المعبأ بترهات الكلام ، والمرسل الينا عبر صخب وضيج مثلث الفضاء الايدلوجي الرقمي ممثلا بـ ( الجزيرة - ابو ظبي - العربية ) هذا النظام الذي نحن خرافه ونعاجه ومعزه وجدياه ، الذين ( نمعي ) في زربائه ، ونرعى في حقوله تحت حراسة كلابه ونباحها الاعلامي والعوائي . نحن ابقار هذه الايدلوجيا الرعوية التي تشرب حليبنا كله ، وتضع الفائض في ثلاجات تحرسها انظمة العيون الزرقاء والشعر الاشقر . كلما عرّس منها واحد اخترنا للذبح ، واذا حل فحل اختيرت ( انثانا من نعاج ومعزة ..وعذرى من فطيمات ، وسخلات ) ليستمتع بهم الفحل الضيف . والجميع ضحايا هذا النظام ، نظام السيطرة الكونية على الاحلام والاحاسيس والحركة والرغبة في الانعتاق ، انه نظام الايدلوجيا الرعوية العربية التي تلوث كلامها بالدماء والانين والصرخات للملايين الذين تم استئصالهم في السودان ( من قبائل فور ، وافارقة الجنوب ، والوسط ، والشمال ، ومن النوبيين احفاد توت عنخ آمون .. 5% من العرب استأصلوا خمس مليون افريقي ..هكذا يرد الجميل للنجاشي ملك الحبشة الصالح ) انها الايدلوجية الرعوية التي تحمل توحشها ، ولا تكتفي بإلغاء الآخر ، بل تستأصله من جذوره ، من حياته ، لانها تضع نفسها بمثابة الله الخالق ، او الاب الكوني . هذه الايدلوجية الرعوية ذات المخالب المثلثة ، والتي تتلطى خلف مثلثاتها المقدسة ، تستأصل بعضا من ذاتها ، من نفسها ، من روحها ، إن احست ان هذا ( أل ، أن )يمكن أن يفكر لحظة بالتعاطي ببعض الانسانية المترسبة عفويا هنا او هناك ، وليس شكلا من اشكال الوعي او استيقاظ الضمير المقتول او المحنط . قبائل تغزو قبائل ( وما أنا الا من غزية إن غزت ....) ، ( وإن لم نجد نغزو أخانا ) .هذي هي حقيقة النظام الايدلوجي الرعوعي وقد تجلت تحت شمس جوعها او في لحظة افتخارا او نشوتها . هو ذات النظام الذي بلع قبائل الامازيغ في ليبيا وتونس والجزائر ومراكو او كزبلانكا .. هو ذات النظام الذي تاجر بالرقيق وباع واشترى بني البشر حتى بداية السبعينات من القرن العشرين .( في رسالة من ديوان الشيخ زايد في ابو ظبي الى المحكمة الشرعية في رأس الخيمة تنص على أن المتوفى فلان بن فلان هو عبد مملوك لرئيس الدولة لا يرث ولا يورث ..وأن جميع أملاكه هي ملك لسيده صاحب السمو رئيس الدولة ... يوم من ايام ماتريكس الايدلوجية الرعوية من اواخر التسعينات من القرن المنصرم ) هو ذات النظام الذي تكاد ان تختفي فيه الاصول لتحل محلها ربابة الايدلوجية الرعوية التي لن يدخل الجنة احد سواها . ابتعلت هذه الايدلوجية المضافة وأهلها اين ( الاشوري - السرياني - الماروني - الكلداني - الصابئي - الايزيدي - اليوناني - الحثي - الفرعوني - السومري ..السوري - ) و( الكردي والأرمني والشيشاني والشركسي والألباني والتركماني ...الخ ) كم شربت هذه الايدلوجيا من دماء الاكراد .. وكم قتلت من اطفالهم ... وكم اغتصبت وتاجرت بنسائهم ، ( عشرة الاف من العذروات اللوريات الفيليات ساقهم هذا النظام الايدلوجي الرعوي الى قصور النفط وملاهي القاهرة جاريات وجواري وسبايا ) اكثر من نصف مليون كردي سحلوا وذبحوا على يد ايدلوجيا الرعاة في عصر الانفال وما قبل الانفال وما بعد الانفال ... الايدلوجية الرعوية جيل وراء جيل تستأصل المستحيل . ناهيك عن عشرات الاف التركمان والاف الصابئة المغتسلة ، والاف الايزيدين ... وأبناء وبنات وحفيدات حمورابي . هذه الايدلوجية الرعوية البائسة استأصلت بني جنسها بالملايين لانهم على غير ملتها .. وفعلت العار الذي هو تاج ترفعه على رأسها . وفي كل مكان كانت الايدلوجيا الرعوية تخترقه تقتل فيه الحلم والامل اخترقت النظام ( التعليمي والتربوي ، اخترقت الثقافة ، اخترقت السوق واقتصاده ، اخترقت نظام الملكية والارض والزراعة والرعي والخدمات .اخترقت الرسائل والهاتف ، اخترقت طوابير الرغيف ، اخترقت الكلام وعلم الجمال ، اخترقت العشق ومحراب المؤمنين ،اخترقت الطفولة واخترقت الشباب والرجولة .. وتركت المجتمع الانساني حطام يتأكل بالأنين والخوف والالم .) الايدلوجية الرعوية تركت كل شيء حطام الامل والحلم ، حتى صيرورة الحياة تفككت .. تجذرت الايدلوجية الرعوية في المجتمع والوطن والانسان ، فتفككت الرحمة ، وغادرالله الرحمن الرحيم هذه البلاد الى الابد ؟؟!! ارجو من الله ان يخيب ظني !!!!!! نعم انه نظام المثلث بوجهه القبيح ... انه نظام سيطرة اولاد سلب ونهب وسفك . انه تجليات الشبق بين متعة انتهاك الفرج ، وحرمة الدم . انه النظام / البرنامج فلا يختلف الامر بين رعوي او رعوية او رعووي او رعوجي او راع . لافرق لان المطلح هو التيه بعينه ، لاننا اولا واخير بنظر الماتريكس الرعوي العربي الشوفيني الفاشي المؤدلج لاننا مجرد خراف في حقله الايدلوجي نهارا ، وحيوانات في زريبته ليلا ، سنبقى نرتعد كلما عوا ذئبه الايدلوجي ، او علا نباحه السيكلوجي . هل حقا نتملك القدرة على مواجهة هذا النظام ؟ نظام ماتريكس الايدلوجيا الرعوية العربية . ********************************* * كاتب وصحفي سوري ..مستقل
#محمد_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تم الإفراج عن الكاتب العربي السوري محمد غانم
-
مقتطفات من بعض مقالات الكاتب المعتقل محمد غانم
-
انهم يذبحون الكرد... اللهم فاشهد إني قد بلّغت
-
يوم الثامن من استبداد
-
نعال ابو تحسين ثروة وطنية قومية انس انية
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|