|
القمة العربية: قرارات دون الطموح
أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أيمن الدقر: سوريا لم يعد خافياً على أحد أن انعقاد القمة العربية لا يقدّم ولا يؤخّر خاصة ضمن الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، ورغم ذلك فمن الإيجابية بشيء انعقاده، فهو، على الأقل، يمثل أملاً ولو كان صغيراً جداً بأن العرب لازالوا يجتمعون ولازال بعض الرؤساء العرب يحاول جمع شمل الأمة التي تفرقت، عسى ولعلّ أن يخجل البعض أو يشعر بأقل حدٍّ من الخجل مما يدفعهم لاتخاذ موقف ولو كان صغيراً، لكنه في النهاية أفضل من اللاموقف.. لم تعد المقررات العربية بحاجة إلى تأن خلال قراءتها، لأنها (ماركة) حفظها الشعب العربي من محيطه إلى خليجه، ويتجلى ذلك في البيان الختامي للقمة والذي كان واضحاً قبل أن يصدر، فمن الالتزام بمبادرة السلام العربية واعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل ورفض المواقف التي تتعارض معها ومع الشرعية الدولية، إلى تكليف لجنة على المستوى الوزاري بالتحرك لجمع التأييد الدولي، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وياسر عرفات، إلى إدانة جميع العمليات العسكرية والعمليات التي تستهدف المدنيين دون تمييز، ومطالبة الرئيس الأمريكي بالالتزامات الواردة ضمن (رؤيته) لقيام دولة فلسطينية، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل على أساس المبادرة العربية وخطة خارطة الطريق، ورفض المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، والحفاظ على عروبة القدس وإدانة الجدار العنصري ودعم قرار المجتمع الدولي بإعادة كامل الجولان إلى خطوط 4 حزيران 1967، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الاحتلال في العراق، الخ... الغرابة في البيان هو كأن من صاغه لا يدري بأن ما ورد فيه قد حفظته الشعوب العربية عن ظهر قلب، وكأن شيئاً جديداً قد ورد فيه؟! لقد حوى البيان جميع المصائب العربية التي استعصت على الحل، وكأن اللجنة المكلفة على مستوى (وزاري) والتي ستحمل هذا الكم الهائل من الشجب إلى قمة الدول الصناعية في 8 حزيران ثم إلى قمة الحلف الأطلسي في الثامن والعشرين منه، لا تدري والذين أرسلوها لا يدرون أن الأوروبيين والأمريكيين جميعهم يعرفون أن هذا الكم الهائل من الشجب والاستنكار ناتج عن الكم الهائل من المصائب التي لم يجد لها العرب حلاً بسبب تشرذمهم، وإلا بماذا يفسّر غياب وتغييب بعض القادة العرب عن المؤتمر؟ وما الحل الآخر الذي تحمله اللجنة إلى دول العالم في حال لم تستجب هذه الدول إلى المطالب العربية؟ وبناء عليه، ماذا يعني التزام العرب بالمبادرة العربية في قمة بيروت إن رفضته إسرائيل مجدداً؟ ألم تستقبل إسرائيل القمة العربية باجتياح رفح وتدميرها تماماً كما ودعت قمة بيروت باكتساح جنين؟ وماذا يعني إدانة جميع العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين دون تمييز؟ أهي مقدمة لوصف المقاومة الوطنية الفلسطينية بالإرهابية؟ ولماذا لم يرد لفظ المقاومة أصلاً في ذلك البيان..؟ وماذا لو استمرت إسرائيل بتصفيتها للشعب الفلسطيني، كيف سيدعم العرب المقاومة الفلسطينية؟ وماذا يعني مطالبة الرئيس الأمريكي بالالتزامات الواردة ضمن رؤيته (هو) بعد أن أعطى وعداً أخطر من وعد بلفور لشارون؟ هل هذا اعتراف بالوعد؟ وماذا يعني تحقيق السلام العادل والشامل وأحد أسسها خارطة الطريق؟ فهل هذا يعني أن الخطة أصبحت مقبولة؟ وماذا لو استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم إسرائيل في احتلالها للجولان وإقامة حصار اقتصادي على سوريا بعد قانون محاسبة سوريا؟ هل سيمد العرب سوريا بما تفقده نتيجة حصار محتمل؟ أسئلة لا إجابة عربية عنها إلا بغياب أو تغييب البعض بهدف تعميم الحالة الهلامية رغم أن جميع القادة العرب يعلمون تماماً أن لا فائدة من أي دبلوماسية لا تساندها القوة، ولا وجود لقوة عربية دون تضامن على الأقل، والتضامن هو من دفع بعض القادة للعمل على إنجاح القمة، والتضامن ذاته دفع آخرين للغياب عن نفس القمة. لانريد أن تكون رؤيتنا سوداء قاتمة، لكن ضغط التحديات وحجمها، وطبيعة المصائب التي ابتلي بها العرب تجعل الإنسان يطمح إلى موقف يتناسب معها وهذا ما لانراه في قرارات القمة لكننا نسجل أيضاً أن عقد القمة والقرارات الصادرة عنها تمثل على الأقل عدم انهيار النظام العربي ومحاولة لوقف المزيد من التشرذم، وسعي باتجاه توحيد الموقف أملاً بتصعيده إلى المستوى المأمول.
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زحفاً أم حبواً
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|