أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كل عام وشهداءك يا وطني بخير














المزيد.....

كل عام وشهداءك يا وطني بخير


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 02:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


العيد جاء، وفي العيد ينتشر الفلسطينيون كما هي العادة لممارسة طقوسهم الاجتماعية، طقوس لا تتغير رغم المتغيرات التي عصفت بنا، ننطقها بشكل لا إرادي .... كل عام وانتم بخير، نقبل من نشاء ونصافح من نشاء، نتناول القهوة السادة وبعض قطع عند من نحب أو لا نحب وكفى الله المؤمنين شر "النضال".
كنا نقول لبعضنا مصافحين عيدنا يوم عودتنا، واليوم يفترض أن نقول عيدنا يوم وحدتنا، وكنا نتسابق مع الفجر لجمع بعض الورود من أشباه الحدائق في المخيم لتشكيل ما يشبه الإكليل الذي يفترض أن يليق بالأكرم منا جميعا الذين كانوا بيننا لحما ودما واختارهم الوطن ترابا مقدسا.
كنا فقراء .... ملاحقين ..... معثرين.....لكن موحدين على ثوابتنا وقيمنا وتآخينا، كان فقرنا كرامتنا وعزتنا لأننا شريحة متناغمة موحدة فكريا ووطنيا واجتماعيا، وكنا نعيش الجماعة في أفراحنا وأحزاننا، كنا فلسطينيين حقيقيين نقاتل من اجل ثوابتنا وما ر اكمنا من قيم دفعنا ثمنها ألاف السنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ما يقارب نصف قرن من الزمان وانأ أعايش العيد الذي يفترض أن يكون سعيداً، شاهدتهم يموتون وعيونهم شاخصة للغرب، للقرية البعيدة القرية للقلب، غابوا جميعهم، شيعناهم لما اصطلحنا على تسميته مقبرة، وتركونا مع صدى قصصهم ووصاياهم بالحفاظ على المفتاح الذي سيدور في الباب المهجور يوما ما.

هي القصص التي وحكايات عشق استولت على جيل بأكمله البعض منة ألان بسمي فلسطين، فهو جزء من تكوينها التاريخي وهم التربة الخصبة لحالة التواصل بين الأجيال التي لا زال البعض منها يجرؤ على قول لا كبيرة في وجه تسو نامي الهبوط .

جاء العيد، وجاءت معه فتاوى دينية ووطنية بين هلاليين لا تحبذ التوجه لمقابر الشهداء، دعونا منهم.... ولكن.... نحن نواجه ثقافة جديدة هدفها الدفع بنا للانعزال في ألانا والتقوقع داخل ألذات، هي ثقافة عفا الله عما مضى واللا داعي لهذا التقليد، لكنني والبعض القليل الذي تبقى منة القليل الذي مارس طقوسه الوطنية في مقابر الشهداء، هي ليست عادة، لكنة عرفانا واحتراما وتقديرا لهؤلاء امتشقوا الحجر وصنعوا منة ثورة.
في العيد وفي حضرة الشهداء توضع الأكاليل الجميلة على الأضرحة والنصب التذكارية، يعتبره البعض جزء من برستيجهم وتواصلهم مع الشعب، وفي العيد هناك شهداء ينتظرون الخلاص، إنهم شهداء الانقلاب والصراع الدامي، هم فلسطينيون استخدموا من أصحاب القرار"باشاوات المرحلة" من ينصفهم ويعيد الطمأنينة لأرواحهم التائهة ألمعذبة ألباحثة عن الخلاص.
وفي ليلة العيد تحلق أرواح الشهداء في سماء فلسطين، قناديل خضر تحكي قصة شعب وقرن من النضال لتحقيق المصير، ألشهداء يعودون في ليلة العيد يجوبون يقتحمون أحلامنا يجددون أمال الذين لفظتهم المرحلة، فالفجر قادم لا محالة رغم العتمة وفقدان البوصلة، فحركة الشعب المتجددة أكبر من كل المؤامرات، فهذا ألسيل الجارف من الشهداء يشكل الضمانة الأكيدة لحريتنا، فالحرية لا تقاس بالسنوات والقرون، هذا ما قاله لنا التاريخ.
يقول لنا الشهداء في الليلة المباركة تصبحون على وطن، ونقول لهم كل عام وانتم بخير فانتم الحاضر والمستقبل الأتي، أنتم خط دفاعنا الأول، وانتم زادنا الروحي في أيام الجوع الوطني، وأنتم أيها الشهداء أحياءُ عند شعبكم، عودوا للأرض، وكونوا حراس القضية المقدسة، وترددوا علينا بين الحين والآخر، أمسحوا عن جباهنا ما لحق بها من عار الفرقة والتفريط والاقتتال.
عودوا أيها الشهداء فما أحوجنا أليكم، عودوا من أرحام الأمهات فنييقاً يبعث الأمل في النفوس ويشرق شمسا على ألأرض فلسطين من بحرها إلى نهرها، عودوا إلينا وشقوا البحر بعصا المقدسة وادفعوا بثعابين المرحلة لجحورها.
كل عام وانتم بخير يا شهداءنا، كل عام يا قادتنا العظام وأنتم بخير، يا عز الدين القسام ويا عبد القادر الحسيني ويا أيها الكماليين ويا غسان كنفاني ويا أبو أياد وأبو جهاد وياسر عرفات ويا حكيمنا جورج حبش ويا ناجي ألعلي ويا أبو علي مصطفى، كل عام وانتم بخير يا شهداء النكبة الفلسطينية ويا من فارقتمونا في دنيا الشتات، ويا شهداء صبرا وشاتيلا أللعنة التي ستلاحق شارون وأحفاد شارون، وانتم يا شهداء حركتنا الأسير يا رمز حريتنا عساكم بخير انتم وعشرات الآلاف من شهداء الشعب الفلسطيني وقواه الناهضة وطنية وإسلامية، كل عام وأنت بخير يا شيخ احمد ياسين ويا رنتيسي، والخير كل الخير للشهداء الأحياء في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يأتي العيد أيها الشهداء ويذهب، ويبقي الشعار المقدس حاضرا.... عيدنا يوم عودتنا ..... وعيدنا يوم نشيع شهداء مقابر الأرقام ليلحقوا بركب رفاقهم.... وعيدنا يوم وحدتنا.... والخير كل الخير لأبناء شعبنا في قطاع غزة والشتات ومخيمات اللجوء.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنقرأ الفاتحة بالعربية الفصحى لتلفزيون فلسطين
- تنسيق أمني سكر زيادة
- قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟
- أريد قبراً في دولة الأمر الواقع
- افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة
- يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة
- رمضان والتخمة حتى الرقبة
- غزال الشيخ شيخ
- فلسطين-امارة في كل حارة
- حركة حماس: شيخوخة في عز الشباب
- نقيب الصحفيين الفلسطينيين: أنا النقابة والنقابة أنا
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين وتراكم الفشل الورقة الأولى
- عن صحافة البسطات ولحس الاحذية
- الشهيد احمد البلبول بكى في قبره وأبكاني
- يسار خمس نجوم
- المنهج التفاوضي الفلسطيني تكتيك أم تفريط
- سقطت المفاوضات سقطت المقاومة
- أحمد سعدات: مطلوب حيا
- ليئور شلاين والحقيقة المرة
- عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كل عام وشهداءك يا وطني بخير