ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 19:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اسم (طريق الشعب )..
الاسم وحده يثير في الخافق لسعة كتلك التي يثيرها فيك (اسم ) أول صبية أحببت حتى وان لم تكن المعنية هي بل سميتها..:
ما مررنا بدار (زينب ) إلا
فضح الدمع سرنا المكتوما!!
وأي (دار )لأي (زينب ) هي فضاحة بالدموع مهما تقادم عهد أو وهن عظم أو طفرت روح
فهي (دار زينب ) يا لائمي!!...
وحيث إنني منقطع عن تصفح (طريق الشعب ) الحالية ..لأنها تؤجج عندي شوقا ل(طريق الشعب )التي عرفت وتأدبت وتانسنت فيها زمانا ..ولبعد المشرقين الذي رايته بين ما كان وما صار... .
.قال(بيني وبينك بعد المشرقين فباس القرين )...
وما ظل من الذكرى الا صدى يتردد كتردد صدى شاعر سكران في زقاق يلطم ذا الجدار وذا الجدار:
ف(لا أنت أنت ولا الديار ديار )...........
ولكن واش قد ألقى على خاتمة موضوعي (عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات-1) المنشور في الحوار المتمدن بعدد يوم 16-9-2009 وفي حقل التعليقات (افتتاحية طريق الشعب ) ولم يذكر لها تاريخا فأخذتها –صائبا أو مخطئا-على إنها افتتاحية آخر عدد صادر من الجريدة ..
يبقى أن أشير:
أن لا علاقة لموضوعي بمضمون الافتتاحية...فيكون من أرسلها إما سيء النية على اعتبار إنني سارد كعادتي على ردود المعلقين ويأتي عليها ردي ضمنا (فيستثمر الرد ) لبناء سجال يقولني فيه قولا (يحرفه ) من اجل استعداء (أهل ) الجريدة ومريديها ..و(بعضهم ) من التوتر إلى درجة قد (يستبيح ) كرامتك الشخصية على الظنة لا أكثر ..وهي صفة حزبية من بقايا الأصولية الدينية الراكسة في أعماق كل منا مذ هومت أمام عينيه سبابة منذرة ..(لا تكفر )!..
أو يكون من ألقاها حسن النية ظن ما ظن في موضوعي وحسب إنني من الغافلين فأراد تنبيهي إلى أن (حزبه ) قد حسب ألف حساب لما ذكرته في موضوعي المنشور بصدد (مزاد الانتخابات )...فقلت في نفسي (يا ريت !!...وألف يا ريت!)...على الرغم من إدراكي بان (كلمة ياريت ..عمرها ما كانت تعمر بيت )..
وان حسبتم هذه الفرية هي من (تخرصاتي ) فتيقنوا قبل أن تشتموني ..لأنني (تخرصتها ) من خالد الذكر (فريد الأطرش )..
وانتبهت إلى العنوان (ففي تعليقات الحوار المتمدن يكون مع اسم المعلق عنوانا يوجز مضمون التعليق ) فإذا بي أقرا أن العنوان الذي منحه المعلق لافتتاحية (طريق الشعب )التي تكبد عناء إرسالها كتعليق على موضوعي هو :
(أصوات مبحوحة , يتيمة , متناثرة )
فتعجبت من هذا العداء السافر الذي يتجرا صاحبه فيسمي موضوعا معبرا عن رأي حزب عريق بهذه التسمية الحقودة التي إن دلت فهي تدل على أن صاحبنا (حسن النية ) هذا هو من (أذكى ) أعداء الشيوعية ..
أما إن كان (حسن النية )هذا شيوعيا ...فهو لعمري (أغبى ) شيوعي رايته في حياتي ...
ولأجل أن أتبين (الواشي ) من (حسن النية ) وغبيها من ذكيها قررت أن اقرأ (التعليق- الافتتاحية ) لأحكم بعدها بأنصاف..
ولكن أمرا متعبا هو ما سيمنعني من الحكم على (كل الحكاية )...
فمن الشيوعيين قوم بلغ عندهم التحسس من (الاغيار )..أي الآخرين من غير المنتظمين حزبيا معهم حدا من التخوين والتشهير لا يوفر على قائل رأي مهما كان ..من أسباب المهاجمة والتقريع والاستهانة ما لم تعد تطيقه روح نزفت آمالها وأحلامها حتى ما عادت تطيق صوت جهول...
وكنت قد قرأت قبل أيام رأيا ليس فيه من الإساءة أو الغمز أو اللمز أو حتى الملامة ..بل هو رأي ونصيحة لا غير (لقوى الديمقراطية واليسار ) عامة ...والرأي صادر من شيوعي مخضرم عاش لنصف قرن من حياته وفيا لحزبه وبلغ مركزا قياديا ..ثم ترك طوعا العمل الحزبي ولم يبدر منه بعد ذلك إساءة لتاريخ من عاش معهم ...فإذا به ينال على (رأيه ) هذا ...ردودا اقل ما يقال عنها إنها متشنجة ..إن لم تكن متجنية وموتورة ..
فكيف بي وأنا الذي لم اعمل في الحزب عشر مدة خدمته ..ولم اصل لعشر المواقع التي وصلها .. فلم أكن غير هامش حذفه (المصححون ) ..أو حذف نفسه لعدم قدرته على تفسير (المتون )!...
ولكنني يجب أن (اقرأ ) افتتاحية طريق الشعب :
فأولا-هي تعليق (جاء ) لموضوعي فصار (واجبي ) قراءته
وثانيا- هي افتتاحية (طريق الشعب ) التي إن مررت بدار (زينب ) فضح الدمع سرك المكتوما..
ولكل (الحجج ) التي سعيت لتبريرها في سابق القول لتجنب إغضاب من أحب من أهل (زينب ) وكلهم عزيز على القلب .... فقد ارتأيت أن (اقتبس )بعضا من قبسات الافتتاحية واكتفي بطرح سؤال اثر كل (قبس ) يغشيني ..علي أجد مجيبا (ترتد ) إليه الأبصار ..ولك ما قبست وما سالت :
1-(ادخل الحزب الشيوعي العراقي منذ مؤتمره الخامس في 1993 الكثير مما هو جديد في سياسات وآليات عمله)..
.أيكون الجديد هو ضم ولم –النطيحة والمتردية -إلى بيت الحزب بعد أن كان عالي الجدار لا يدخله إلا المتوثبون ؟؟؟
2-(وربما بدا ذلك غريبا للبعض وكان هنالك فراقا مع الأصول والمنطلقات )...
أيكون إذن المتسائلون عن الأصول والمنطلقات التي –غودرت وخولفت وحيد عنها في باب (المعاملات ) مع المحتلين والرجعيين الكهنوتيين -..أيكون إذن هؤلاء هم البعض ممن بدا لهم الأمر غريبا ؟؟؟
3-(قراءة ملموسة جديدة ,لعراق تاريخي جديد ولمهمات جديدة باعتماد المنهج الماركسي إياه بعيدا عن الجمود وترديد مقولات شاخت )..كيف يكون-اعتماد المنهج الماركسي إياه- بعيدا عن –ترديد مقولات شاخت -؟؟؟...وهل إن كل الذي جرى فيما مضى كان بسبب –عدم- اعتماد المنهج الماركسي إياه وبسبب ترديد مقولات شاخت ؟؟؟....اهذه إذن هي أسباب الانكسارات ؟؟؟...أهي انكسارات –رؤوس فجل- أم انكسارات –رؤوس أناس ابرار-؟؟؟؟
4-(ويرسم من خلال الدروس المستخلصة معالم طريق بلادنا الخاص إلى الاشتراكية مجددا فهمنا لها وإدراك ارتباطها الوثيق بالديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية وتحقيق القيم الإنسانية وكرامة الفرد).
.أيكون هذا الطريق –الخاص- إلى الاشتراكية مصحوبا بتجديد الفهم هو طريق –الاشتراكية الديمقراطية-؟؟اهو إعلان عن –التخلي –عن غاية الشيوعية ؟؟فلم إذن الغضب الرافض لإبدال اسم الحزب من (حزب شيوعي ) إلى (حزب اشتراكي ديمقراطي ) طالما النية واضحة والنهج محسوم ؟؟؟ولم التشبث بصفة (الشيوعي )؟؟اهو شباك الكاظم يا (زينب ) أم شباك الكاظم ؟؟؟؟
5-(وبفضل حكمة الحزب ورجاحة مواقفه وسياسته الواقعية فانه يمثل اليوم رقما هاما على الساحة السياسية العراقية بغض النظر عن النتائج التي حصل عليها في الانتخابات ولأسباب معروفة )............
عن الحكمة لن أتحدث فقد أمضى العراقيون خمسا وثلاثين عاما تحت ظل (قيادة حكيمة ) أوصلتهم إلى ما لم تصل إليه سبايا الطف –واهون الشر ما ترى- ولكن عن (الأسباب المعروفة ) للنتائج التي حصل عليها في الانتخابات أقول .... ماهي ؟؟ولم لا تعلن طالما هي معروفة ؟؟؟وهل تمت دراسة هذه الأسباب طالما هي (معروفة ) وهل ستتم معالجتها لأجل تغيير النتائج إيجابا في الانتخابات القادمة ؟؟؟؟ طالما إن الحزب كما تذكر الافتتاحية :
6-(هو جاد في مراجعة عمله وأدائه على الدوام ) ..فهل ستعني المراجعة خوض الانتخابات القادمة بالتحالف مع اتجاهات معادية (للديمقراطية السياسية وتحقيق القيم الإنسانية وكرامة الفرد )بالإضافة إلى (الاشتراكية ) التي ذكرت الافتتاحية إنها رسمت معالم طريقها والتي يعاديها جميع من هم في العملية السياسية الان؟؟ أم بالتعفف عن المشاركة في –مزاد الانتخابات –والانشغال لأربع سنين قادمات بالمراجعة على صعيد التنظيم وعلى صعيد الفكر –الاشتراكي الديمقراطي-؟؟ اهنالك مراجعة في العمل والأداء أكثر اهمية من هذين الصعيدين ؟؟؟
7-(سنكون مع الناس بعيدا عن الشعبوية الفارغة والتهريج اللفظي ودغدغة المشاعر ).
.ألا يعني الابتعاد عن كل ذلك هو الابتعاد عن العملية السياسية برمتها ؟؟ اوليست مظاهر العملية السياسية متجلية تماما فيما تريدون أن تكونوا بعيدين عنه ؟؟؟أم إن هذه الصفات لا تخص تيارات العملية السياسية بقدر ما تخص من يبدي رأيا لأجلكم فيجزى بمثل هذه الصفات ؟؟
8-(ولن تخذل هذه المسيرة المتصاعدة في عطاءها أصوات مبحوحة , يتيمة , متناثرة هنا وهناك ,مقطوعة عن نبض الحياة ) ..حسنا , اوليس هذه الأصوات التي توتر كاتب الافتتاحية في توصيفها هي –من الناس الذين ستكونون معهم -؟؟؟ كما ذكرت الافتتاحية أم إنكم أكثر عداءا لها من حلفاء لكم كانت وعلى مدى أكثر من نصف قرن ....كانت هذه الأصوات المبحوحة اليتيمة المتناثرة ضحايا لهؤلاء الحلفاء من يمينهم إلى يسارهم ؟؟ فمن الأولى بسماع الصوت , الاقربون فكرا أم القتلة والمكفرون وسراق مال (الشغيلة والفقراء والكادحين )؟؟...
9-(إننا نمتلك الجرأة الكافية لتشخيص النواقص والعثرات في عملنا ونمتلك الجراءة ذاتها في الإعلان عنها )..
.فهل شخصتم العثرات التي تواترت عثرة اثر عثرة منذ نكبة شباط 1963 حتى نكبة المشاركة في مجلس الحكم الطائفي في 2003 مرورا بكل الجراح والشهداء خلال أكثر من أربعين من أعوام العزاء ؟؟وان شخصتم فلم لا تعلنون؟؟ ..وان شخصتم –فقط- وأبيتم الإعلان لان فيها من مواضع الأسرار الذي وصلته التشخيصات ما استوجب أن تقولوا لها ...(قفي )...وان أوقفتموها وقفا على قدر أهل العزم .....فهل استنتجتم واستخلصتم علاجا لما سيأتي ؟؟ وهل هذا العلاج على قدر الآلام والجراح ؟؟ وهل سيرى الناس الذين أبيتم إلا أن (تكونوا معهم ) شيئا من النقاهة ؟؟
.....................................................................................................
وبعد
فعذرا يا (دار زينب )...فمنذ عهود وأنا أناشد ذا الجدار وذا الجدارا ..سعيا لرؤياك ...فان وصلت المدينة تاه الزقاق وان وصلت الزقاق تاه البيت ..(بيت زينب )!!..
أسكران أنا أم دار (زينب ) يا طريق....؟؟؟؟
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟