من آى المسلمين أنت ..؟؟!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

انه من المؤسف حقا ما وصل إليه حال المسلمين من تفرق وتشرذم واختلاف .. في الوقت الذي يتوجب علينا الوحدة و التعاون .. فأعداء المسلمين ما زالوا يتربصون لنشر الفرقة و الاختلاف..في كل فرصة و مناسبة ...
منذ عدة شهور اتصلت بهيئتين حكوميتين لمتابعة معاملات حكومية خاصة .. وكانت كلتا المعاملتيين في ثناياهما نقد وتقصير و بيان ضعف في الأداء الحكومي .. المفترض فيه الجودة و الكفاءة .. علي الأقل حسب ما يصرح به من قبل المسئولين .. !!! فعند المراجعة الهاتفية تم طرح أسئلة متشابه .. من المتكلم .. اسمك وبالكامل .. أين تسكن .. وفي آى فريق أو حارة تقييم .. ؟؟!! وفي ثنايا هذه الأسئلة كان القصد منها واضح وواضح جدا .. !!! هل أنت من المذهب ... ؟؟! أو المذهب.... ؟؟!!! من المؤسف حقا أن يعامل الإنسان أو المواطن أو المقيم علي أساس مذهبي .. بالرغم من هذا التمييز الممقوت والمسيء الذي يعاقب عليه القانون عالميا تحت " بند التمييز " و المتحفظ عليه .. علي حسب اعتقادي .. محليا .. !!!
وهنا مجرد سؤال .. ما هي العلاقة بين معتقدي أو مذهبي في متابعة معاملة حكومية عادية..؟؟!! من المؤسف حقا أن يصل الحال إلي هذا المستوى في الدوائر الحكومية المختلفة .. !!! اعتقد انه من حقي إقامة دعوة قضائية ومخاطبة النائب العام ضد هذه الوزارة أو تلك بتهمة التمييز والتطرف المذهبي ..!!!
مع عهد الإصلاح .. عهد الديمقراطيالمساواة ودالة و المساواة و عدم التمييز ( مع التحفظ الشديد ) قد ركزت هذه الظواهر الشاذة في مجتمعنا الصغير و البسيط و المسالم .. فقد عاش آبائنا و أجدادنا كأسرة واحدة متكاتفين و متعاضدين.. فرحنا واحد و حزنا واحد .. لم يخطر علي بالنا يوما معرفة من نعاشرهم و نصاحبهم و نلعب معهم إنهم من مذهب مغاير عن مذهبنا أو معتقد مغاير عن معتقداتنا .. ببساطة لم يكن يشكل هاجسا ذو أهمية .. !! ولماذا يشكل هاجسا في الأصل ..!!! البعض له أصدقاء و زملاء ورفقاء في الدراسة أو العمل لم يخطر علي باله مجرد طرح سؤال .. أن يسأل صاحبة أي المذاهب أنت و ما هو معتقدك ..؟؟!!! فالإسلام هو ما يجمعنا ...!!! حتى أصحاب الديانات الأخرى لم تشكل عائقا للتعامل معها و الاختلاط بها ...!!! فلنا الكثير من الأصدقاء المسيحيين... وحني اليهود بالرغم مع تحفظنا بما يختص بفلسطين المحتلة .. فالكثير منهم ينكر ما يقوم به الصهاينة من احتلال وقتل و تدمير .. وهناك أيضا زملاء لا دينيون ...!!! .
إن الحال اليوم يدعو إلى الحزن و الألم وخاصة نحن في البحرين .. فهناك من يستغل اختلاف المذاهب و المعتقدات لأغراض سياسية ومن المؤسف أن يكون هذا التوجه مرتبط ببعض الدوائر الحكومية..!! بالرغم من توقيع المعاهدات و الاتفاقيات العالمية التي تنبذ مثل هذا التوجه أوان صح التعبير هذا الانحراف ..!!!! فالبحرين دولة مسلمة ودينها الإسلام .. بالرغم علي الرغم من بعض التحفظات ...فنحن نؤمن بوحدانية الله ونؤمن بان محمد رسول الله ونؤمن بأركان الإسلام و أركان الإيمان ونؤمن بان القران كتاب الله ونؤمن بسنة نبيه الكريم .. وهذه الأصول الثابتة.. نعم هناك فروع واجتهادات .. ولعلها تكون رحمة للمسلمين جميعا ..

عندما يطرح احدهم عليك سؤال ... من آى المسلمين أنت ..؟؟!! لابد وان هذا السؤال يبدو للوهلة الأولي في غاية الغرابة و الغموض..!!! وسيجر معه سؤال آخر هل هناك أنواع مختلفة من المسلمين في يومنا المعاصر ..؟؟!!! من المؤسف إن الإجابة ستكون نعم ..هناك مسلم متعلق بفرع أو مذهب أو اتجاه أو فرقة .. فهناك المسلم السلفي وهناك المسلم الأصولي وهناك المسلم المعتدل و هناك المسلم المستقل .. وهناك المسلم الصوفي وهناك الأباظي و اليزيدى وهناك السني و هناك الشيعي .. وهناك المحمدي وهناك الموحد وهناك الكثير و الكثير من الأحزاب و المذاهب والجماعات التي تنتمي للإسلام ..!! وهنا فقط ستدرك بأننا متفرقون وممزقون حتى النخاع ...!! وخاصة عندما يكفر بعضنا الآخر ..و من لم يكن علي مذهبه أو جماعته أو فرقته أو معتقداته ..!!! وعلي هذا الأساس فالعبد الفقير يعد كافرا عند غالبية أصحاب الفرق و الجماعات الإسلامية .. لكونه مجرد مسلم وبدون تصنيف ..!!!!
في الماضي كنا نضع اللوم علي الاستعمار الأجنبي .. لكونه خلق نظرية وقام بتطبيقها في الكثير من الدول وخاصة في المستعمرات ذات التعدادات الدينية “ فرق تسد " .
ولكننا اليوم مجازا نحن دول مستقلة سياسيا ..!!! ونحن اليوم أيضا نعيش تشرذما كبيرا .. نحن جميعا كمسلمين نشهالله.لا الالله.الله و إن محمد رسول الله .. ونؤمن باركان الإسلام .. ونؤمن باركان الإيمان .. فلماذا هذا الاختلاف ..؟؟!!
لقد طرحت هذا الموضوع علي عدة مواقع إسلامية للإفتاء لمجرد الحصول علي تعليق ما.. ولكن وحسب اعتقادي يبدو ان البعض يعد الموضوع ذو حساسية مفرطة ...فلم احصل علي إجابة .. وعليه أعتقد إن السؤال مازال مطروحا .. من آى المسلمين أنت ..؟؟؟؟!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات