أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!














المزيد.....

هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 23:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



"في الإجابة على تساؤل: إذا كان الإيمان بالله "الإلوهية "شكلا ً و طريقة تشكل , فماذا يكون الإلحاد و إنكار الإلوهية؟"

الإلحادatheism في أبسط تعاريفه هو إنكار وجود الله أو الآلهة, أي إن الله تبعا ً وفقا – للملحدين- غير موجود.
و الإيمان faithعلى النقيض منه يقوم على التسليم بالإيمان بناء على أسباب شخصية ذاتية بوجود الله .
و إذا سلمنا أن الإيمان بالله ليس جوهرا بل هو شكل/ طريقة تشكل للإيمان , و هو كذلك صيرورة حركية احتمالية نسبية, و أن هناك طرائق تشكل تختلف بين إيمان و إيمان آخر , و أنه لا يوجد إيمان شخص يطابق إيمان شخص آخر ,بل إن هذا الإيمان يختلف بين لحظة و لحظة عند نفس الشخص.
فإن الإلحاد يمكن اعتباره إحدى طرائق تشكل الإيمان, و هو طريقة تشكل بالنفي , فإحدى الاحتمالات الممكنة للإيمان بالله هي نفي الإيمان, مثلما أن إحدى طرائق التشكل الكمّية للتفاحات هي وجود تفاحة واحدة – اثنتان- صفر تفاحة.
و هو يتمائل مع الإيمان في كونه شكل و طريقة تشكل ,و صيرورة حركية احتممالية نسبية ,فلا يتطابق الحاد شخصين في الوجود, مثلما لا يتطابق إيمان شخصين في الوجود,
فالإلحاد صيرورة تاريخية ,فلا يولد الإنسان وهو ملحد , و علينا تفهّم الإلحاد ضمن سياقات طرائق تشكل الكينونة المختلفة, و المؤمن قد يتحول لملحد و العكس كذلك
و أحد أكثر الأدعية في العقد الفئوي الإسلامي تكرارا على لسان المؤمنين يؤكد الصيرورة التاريخية للإيمان و الكفر.
"اللهم يا مقلب القلوب قلب قلوبنا على دينك و أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطل و أرزقنا اجتنابه"
و كذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس
"....فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )
*
و هو كذلك أي الإلحاد - مثله مثل الإيمان- أمر نسبي فالنظر للملحد يختلف بين إنسان و آخر و مجتمع و آخر.
و مفهوم الإلحاد بحد ذاته متبدّل تبعا للبعد الزمكاني و سياقات التشكل الثقافية.
و ينبغي التمييز هنا بين الإلحاد كإنكار لوجود الله أو الآلهة, و بين طرائق التشكل المختلفة التي ينظر بها البشر إلى الله,رغم أنه على نطاق واسع و شعبي يتم الخلط بينهما.
فمن ينكر وحدانية الله هو مشرك
و من ينكر قدرته هو معطّل
و من ينكر انفصال الله عن خلقه هو قائل بوحدة الوجود
و كل ما سبق ليست سوى طرائق تشكل للإيمان.
إن الإلحاد هو إحدى طرائق التشكل الكمية لله" الآلهة"
بينما الشرك و ما يوصف "بالكفر" هو إحدى طرائق التشكل النوعية "صفات و خصائص"
و لكن كلاهما ليسا سوى طرائق تشكل للإيمان بالله, و ليس لله
و كل معلوماتنا –نحن البشر- عن الله و الإلوهية تقوم على مبدأ قياس الغائب على الشاهد , و لا يخفى القصور الذي يعتري هذه النظرة.
و الإلحاد في اللغة هو "الميل عن القصد و العدول عن الشيء", و كثيرا ما يلتبس على الصعيد الشعبي بين الإلحاد و الكفر
فيتم نعت على سبيل المثال كلا من سقراط – أفلاطون- أفلاطون – ابن رشد- ابن سينا- أبو العلاء المعري- السهر وردي- الحلاج بالإلحاد؟!.
و الإلحاد تحول في الثقافة العربية الإسلامية إلى حكم قيمة, و ليس إلا حكم وجود فقط, رغم أنه بحد ذاته ليس أكثر من توصيف"لمنكري القول بوجود بالله " الآلهة""
فربط الإلحاد بحكم قيمة سلبية هو تعميم لمرجعية غير برهانية
و الإلحاد كموقف معرفي غير ملزم للآخرين برهانيا و منطقيا ,مثلما أن الإيمان كذلك. و قد ميز المعجم الفلسفي بين الإيمان و اليقين
فالإيمان" تسليم النفس بالشيء تسليما راسخا لا تقل قوته من الناحية الذاتية عن قوة اليقين, و الفرق بينه و بين اليقين, أن اليقين مستند إلى أسباب موضوعية ,في حين أن الإيمان مبني على أسباب شخصية ذاتية, و ما كان اقتناعك به مبنيا على أسباب ذاتية فإنه من الصعب عليك أن تقنع به غيرك"
المعجم الفلسفي – جميل صليبا- دار الكاتب العربي ص187
و في ورقة لاحقة سوف نقوم بمقاربة صلاحيات الإيمان آخذين بعين الاعتبار كون الإلحاد إحدى طرائق تشكل الإيمان ليس إلا.







#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجد العويد في الليلة الثانية بعد الألف
- شعرية العاطفة.... بين الشعبي و الثقافي
- قراءة للخطاب الاسلامي المعاصر في كتاب جديد - أضاحي منطق الجو ...
- هل الكاتب العربي متهم حتى يثبت العكس؟ وجهتي نظر
- قراءة في نيرمانا, و محاولات اصطياد الشاعر شريف الشافعي لكائن ...
- مقالة في الشكل الالهي؟
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج2/2
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج1/2
- الاسلام بأل التعريف/ و كيف نحكم بازدواجية المعايير
- اسلام بلا مذاهب قصيدة شعرية و أحلام هاربين
- بداهة رفض الظلم؟!
- أنا.. و الكومبيوتر.. و ذرة الأكسجين
- سبعة تساؤلات عن البداهة؟
- ردا على زهير سالم.. و احتكار الكلمة السواء
- الشكل السمكي ..و طرائق تشكل الحب بين البشر؟
- قديم جديد : بين العلم و الدين
- ما الجدوى - قصيدة
- قديم جديد: العقل أم الدين؟
- زهير سالم, و احتكار الكلمة السواء
- تساؤلات حول التكفير و الكافرين؟


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!