أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - عيد بأي حال عدت يا عيد














المزيد.....

عيد بأي حال عدت يا عيد


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 09:31
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تساؤلات برسم ليلة العيد

دائماً وعلى مرّ العصور، كان العيد فسحة فرح وأمل للطفولة..
فلا يكتمل ألق العيد وبهجته إلاّ بتحقيق ما يصبو إليه الأطفال من ثياب جديدة ملونة بألوان براءتهم ونقائهم، إلى عيدية ينتظرونها من الأهل والأقارب ترتحل بهم رحلات متنوعة ما بين الأرجوحة والأصدقاء ليكون لأيام العيد ذاكرة تتوهج كل حين...
فتغدو ليلة العيد ليلة حلم متيقظ متوثب بتلك الثياب المحضونة بين أيدهم أو أمام عيونهم، يسابقون خيوط الفجر لينطلقوا كالفراشات في ساحات العيد.
ولا يهدأ خاطر الأهل ما لم يلبوا احتياجات أطفالهم من كل ما يتطلبون حتى لو كان بالاستدانة من المحلات أو من الآخرين.
لكن، هل يتساوى الأطفال في العيد...؟
هل تتحقق أحلامهم جميعاً في تلك الليلة المفعمة بالسهر والحلم..؟
هل تذكّر أحد أولئك الأطفال المشردين في طرقات المدينة وزواريبها وحاراتها، أو أولئك الذين يغوصون في الحاويات بحثاً عمّا يسد رمقهم ورمق أسرتهم..؟
هل تذكّر أحد أولئك المتسولين يتشبثون بالمارّة لأجل بضع ليرات ثمن ربطة خبز أو ثمن دواء لأم مريضة..؟
هل تذكّر أحد أطفال مراكز الرعاية وهم خلف قضبان أحلامهم وأمنياتهم بوجود من يسأل عنهم ويحضر لهم لوازم العيد....؟
وأولئك الأطفال المقيّدين بسلاسل ورشة العمل لساعات متأخرة من ليلة العيد، هل عرف أحد كيف ينظرون للعيد عندما يتعاملون معه كالكبار لأنهم مسؤولون عن تلبية احتياجات الأسرة فتهرب منهم أحلام ليلة العيد.
وربما يكون هناك أطفال محتجزين في سراديب غرف التوقيف بتهمة ما، لا تدركهم أحلام ليلة العيد لأنهم دخلوا عالم الكبار لحظة احتجازهم مع رجال لا أحد يعرف ماهية أخلاقهم ولا كيف ينظرون لأولئك الأطفال..؟
هل تسلل أحدنا إلى أذهان كل أولئك الأطفال ليتعرف إلى ليلة العيد من منظورهم..؟
قد يكرهون العيد لأنه لا يحمل لهم الثياب الملوّنة بألوان قوس قزح... ولأنه لا يأتي إليهم بالعيدية التي يرغبون... ولأنهم لن يتذوقوا طعم حلوى العيد... ولأنه لا أحد يراهم كأطفال يستحقون فرحة العيد كغيرهم من الأطفال....
وربما ينظر إليهم باقي الأطفال شذراً أو استهتاراً أو قرفاً لأنهم متسخون ببويا الأحذية التي يمسحونها، أو بنفايات القمامة التي يجمعون...
أين هؤلاء الأطفال من اتفاقية حقوق الطفل..؟ وأين هم من الوثيقة العربية لحقوق الطفل...؟ أين هم من قانون قد طال نومه في أدراج المسؤولين..؟
أين هؤلاء الأطفال من قانون إلزامية التعليم غير المطبق بشكله الحقيقي..؟ لأنه لو طُبِق بالشكل الصحيح لما كان أولئك الأطفال يسرحون في شوارع المدن ولياليها بلا حسيب ولا رقيب.
قرأنا عن الكثير من ولائم الإفطار أقيمت لأطفال مرضى السرطان، ولأطفال يتامى، ولأطفال آخرين...
وقرأنا وسمعنا عن جمعيات خيرية قامت بواجبها خلال شهر رمضان تجاه الأطفال والفقراء وقد صُرف من المال الكثير الكثير...
هذا عمل إنساني بلا شك لأنه يدخل لأولئك الأطفال الفرحة والأمل من جديد إلى نفوسهم البريئة..
ولكن هل وقف أحدنا عند لحظة تأمل في شهر سينقضي سريعاً وتعود المياه إلى مجاريها الراكدة وربما الآسنة...؟
هل أمعنّا التفكير بكيفية تحويل هذه المبالغ المدفوعة في شهر واحد من العام ولو أنها وُظِفت بطريقة تعيد لأولئك الأطفال المشردين والمهمّشين براءتهم وأحلام ليلة العيد عبر مشاريع دائمة العطاء تجعل منهم أطفال أسوياء كغيرهم لهم أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم بدل أن تُنفق كلها وبشكل استعراضي خلال شهر يزورنا مرّة واحدة في العام..؟
فلو أننا علّمنا أولئك الأطفال كيف يمسكون بصنارة الصيد ليصطادوا أسماكهم بأنفسهم بدل أن نأتيهم بالسمك جاهزاً ألم يكن أجدى من الاستجداء وحمى الاستعراض الخيري..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راتب الزوجة... استقلال أم إذلال..؟
- مخطوبة لأكثر من مرة...يعني أنك ستوك..!
- إلى متى تظلُّ فتياتنا قرابين على مذبح جرائم الشرف..؟ مشروع ا ...
- نساء العالم تقتحم حصون البرلمانات
- نظرات تربوية في العلاقة الزوجية
- تمثيل مصطنع... وفاعلية مزيفة
- عرض كتاب المدينة في ألف ليلة وليلة ملامحها الثقافية والاجتما ...
- سبايا القرن 21
- أغار من نسمة الجنوب
- كم مرة ضربك زوجك...!!!!؟؟؟؟
- ثمن الأنوثة البخس
- شباب اليوم.. وعنوسة مرغوبة
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- الجزء الثالث والأخير-
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- - الجزء الثاني-
- المرأة العربية في الدين والمجتمع- عرض تاريخي لحسين العودات- ...
- دروب حريتكِ... معبّدة بإرداتكِ
- الصالونات النسائية عبر التاريخ
- أسرار ما قبل الولادة.؟؟!!
- الأطفال والهاتف النقّال منذ المرحلة الجنينية
- تربية الطفل وثقافته


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - عيد بأي حال عدت يا عيد