|
عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 16:05
المحور:
الادارة و الاقتصاد
منتصف هذا الشهر مرَ عام كامل على انفجار الازمة المالية العالمية المتشعبة و العديدة الاوجه و الاصناف و التي بدات من امريكا و مؤسساتها الاقتصادية و المالية بالاخص، و امتدت و سالت و جرفت معها الدول الاخرى في كافة بقاع العالم و اثرت بشكل مباشر على الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية العالمية بشكل كبير. و ما يهم العالم الثالث ما شاهده هو انخفاض اسعار النفط و افلاس بعض البنوك و الشركات الاممية التي تشارك فيها دول النفطية في المنطقة، و الركود الناتج عنها و انقطاع المساعدات المالية او انخفاض نسبتها لهنا و هناك من الدول التي تنتظر الهبات من الدول الراسمالية، و هي تمنحها على اساس سياسية استراتيجية بعيدة المدى، لقد اثر على حياة الناس ايضا و ازداد الفقر العالمي و تخلخل النظام الاقتصاد العالمي كثيرا ، و كان العقار كاولى ضروريات المواطن الغربي اكثر تاثيرا في الغرب و المعاملات البنكية و الاسهم اكثر تاثرا في الشرق . و منذ البداية اهتزت العديد من الدول و اعلنت بعض منها افلاسها الكامل و انعقدت المؤتمرات و الاجتماعات الاستثنائية و اتخذت قرارات و خطوات لم تنجم عنها شيء في البداية و استمرت الحالة الا ان الاضطرار الى اتخاذ الخطوة الهامة و هي تدخل الدولة بشكل مباشر اثبت بعد مدة قصيرة نجاحه و الذي انتقده المنظرون الراسماليون على انه التوجه اليساري او الاشتراكي بشكل خاص، و هذا ينقض ما اعلنوها من ان الاقتصاد الحر اساس تقدم الدول و التنمية في جميع المجالات و بنوا نظرياتهم الراسمالية المصلحية الخاصة عليه و فسروا فلسفاتهم و استندوا على المباديء الراسمالية في تحليلاتهم و بان الخطا، و لم يتمكنوا من ايجاد الحلول الراسمالية لها و هذا ما اثبت لهم قبل غيرهم مدى نقص النظريات و الافكار التي اعتمدوها في النظام الراسمالي العالمي ، و اعتبروا اتخاذ مثل هذه الخطوات تراجعا فضيحا عن الراسمالية التي روجوا لها و تشدقوا بها و اعلنوا انتصارهم بها على الفكر المقابل، بعد انهيار المعسكر الشرقي و كانهم اثبتوا نجاحهم الاقتصادي و السياسي و الثقافي و الاجتماعي بمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي، و لكن لم يكن باليد حيلة فاتكئوا على المبدا المضاد لمبادئهم و ادعائاتهم و افكارهم المصلحية . الخطوات الاولى تضمنت التوعية و المساعدات المالية للبنوك و الشركات الاستراتيجية الكبرى و استندوا على خطط مدروسة و استراتيجية و بآليات ملائمة و ضرورية لمواجهة الازمة و احتمال امتدادها فترة طويلة، و في حال توسعت تاثيراتها السلبية على العالم باجمعها . اما في منطقة الشرق الاوسط و الدول النامية بشكل عام، ماعدا الواردات المالية من انخفاض اسعار النفط، لم يتاثر الوضع الاقتصادي بشكل جذري او مشابه لما حصل في الغرب ، و هذا لا يدل على قوة الاقتصاد بقدر ما هو عليه المنطقة من الاقتصاد غير منظم الذي هو خارج اطارو معدل تنمية الاقتصاد العالمي الطبيعي التي تحصل باستمرار في العالم . و في ظل انعدام المعلومات و الاحصائات و الشفافية المطلوبة ، فان معرفة المواطن بمدى تاثر المنطقة بالازمة قليل جدا ، على الرغم من الدروس الهامة التي اتخذتها الدول من هذه الازمة و اعتبروا منها ، مما اضطروا على اعادة النظر في خططهم و فلسفة عملهم و استراتيجياتهم الاقتصادية، و بدئوا بسد الفجوات الموجودة في استراتيجياتهم الاقتصادية من اجل عدم تكرار الازمة و منعها ، و لكن هنا في هذه المنطقة لم نسمع باتخاذ اية خطوة تذكر . على الرغم من تطبيع و تهدئة الاوضاع اقتصاديا لحدما الا ان الخطوات الاحترازية مستمرة لحين الاستقرار في الغرب فقط ، و تتعاون الدول هناك من اجل الاطمئنان على مستقبل اقتصادهم و ازاحة المسببات و محو اثار الازمة نهائيا بالطرق و الخطط العلمية المناسبة و اعادة تقييم الفلسفة السياسية التي يؤمنون . بما ان الازمة لم تشمل الاستثمار فقط، و انما تضررت بها عملية التنمية الشاملة التي تهم دول الشرق و العالم الثالث بالاخص ، وما حدثت من الكبوات و الركود الجزئي في بعض المناطق و الكامل في اخرى ، لابد ان تفكر هذه الدول في مستقبل علاقاتها الاقتصادية و مصالحها و ضمها في خططها و الاعتماد على الاسس و المباديء الواجب اعتمادها و الخطط الواجب درجها في الاجندة الاقتصادية و طبيعة العلاقات لهذه الدول مع الدول الاستثمارية الكبرى . و حسب تحليلنا و نظرتنا الى الافكار و الفلسفات الاقتصادية المختلفة في العالم و نقاط الضعف و الفجوات الموجودة في كل منها، و مدى تاثرها بالوضع السياسي و الايديولوجيا الخاصة المعتمدة و بكل فكر ، لابد من العمل و الاصرار على اعادة النظر بالشكل الكامل و الشامل في السياسة الاقتصادية العامة لكل منطقة او دولة من اجل صياغة الخطط الاستراتيجية المناسبة في تطبيق النظريات المسلَمة علميا و التي تخص المجتمع بجميع فئاته و ليس طبقة معينة او توجه بعينه . و ربما يحتاج كل بلد الى التمعن و التمحص في واقعه و خصوصياته و مستوى تطوره الاقتصادي كي يلائم الفلسفة الاقتصادية العامة الناجحة و يوائمها و يلائمها و يكيٍفها مع ما يتصف به لحين اقتراب المستويات و الانتقال الى المراحل التي نحس فيها بالمساواة التقريبي بين معيشة ابناء البلدان المعتمدة على الاستراتيجيات المتشابهة ، و هذا هو جوهر اليسارية الواقعية و حلولها العلمية و ما تضمها من الفلسفة الاقتصادية العامة ، و كيفية اتباع آلياتها تحتاج لدراسات و بحوث و مؤتمرات ، و النجاح على الارض ضمان لنجاح الفكر و النظرية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي
-
التغيير يبدا من النفس و يؤثر على المجتمع عموما
-
الانتخابات النيابية تجمع بعض القوى المناوئة لبعضها ايضا
-
موقف اليسار الملائم ازاء الازمة الايرانية الداخلية
-
تجسيد ثقافة المعارضة الصحية اهم من الحكومة
-
أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
-
ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و
...
-
كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
-
كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا
...
-
العمل المؤسساتي يضمن التنمية السياسية بشكل عام
-
لم تتكرر الاعتداءات على امريكا منذ 11سبتمبر الدامي!!!
-
للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها
-
مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
-
استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
-
اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
-
الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
-
الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
-
ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
-
من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
-
الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
المزيد.....
-
ولادة مرتقبة لشركة نفط ديالى: خطوة إستراتيجية لتعزيز الاقتصا
...
-
أسهم أوروبا تتراجع لكنها تتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي
-
ماذا سيجني الاقتصاد المصري من استئناف الطروحات الحكومية؟
-
نتفليكس تحقق نموا أكبر من المتوقع في قاعدة مشتركيها
-
تصاريح بناء المساكن الجديدة في ألمانيا تستمر في التراجع
-
وزير التموين المصري: لا مساس بسعر الخبز المدعم
-
توقعات فوز ترامب تدعم الدولار لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث
-
-آيفون- يعطي دفعة لمبيعات التجزئة البريطانية في سبتمبر
-
رئيس الوزراء الإثيوبي عبر منتدى -بريكس- للأعمال: حررنا قطاعا
...
-
قمة قازان.. إلى أي مدى انتقلت بريكس من الشعارات إلى الأفعال؟
...
المزيد.....
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
المزيد.....
|