|
حكام المسلمين لا يتفقوا على شيء غير الاستبداد
رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 13:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وهذا ما جعل المسلمون يقتربون من بداية النهاية، ودول العالم يتقدمون في العلم إلى ما لا نهاية ولهذا نسأل ونقول لماذا لم يسأل أحد من المسلمين عن عدم تقدمنا، وما هي العلة بعدم التقدم، هل يوجد أيدي خفية وراء ذلك؟!.. أم أن تكويننا الخلقي والعقلي أقل من باقي شعوب الأرض؟!.. مما جعل هذه الدول تبقى على ما هي عليه الآن، أم ما هو السبب في عدم تقدمنا؟!.. ولكي نعلم السبب الحقيقي لعدم تقدم الدول الإسلامية لا بد أن نبحث في التاريخ وننتقد الجوانب السلبية من تاريخ المسلمين في الماضي أما الحاضر فهو معروف وسوف نتطرق لهذا الموضوع فيما بعد.
من المتعارف عليه بين المسلمين ولا أحد يشكك في ذلك أو يجادل أن الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها الرسول عليه السلام كانت نموذج في العدل والحوار والإحسان حتى مع غير المسلمين، وهذا ما جعلها تنجح بكل المقاييس، رغم قلة الموارد في ذلك العصر، ولا ننسى أن الرسول كان يسكن في بيت مثله مثل غيره من المسلمين، هذا على الجانب الشخصي، ولم يأمر ببناء قصر أو قلعة له حتى يتميز عن غيره وهذا يعني أن المسلمين أو الدولة في ذاك العصر كانت عبارة عن بيت واحد لا يتميز فرد على فرد آخر من الناحية المعيشية.
وانتهى العصر الذهبي في تاريخ المسلمين ولا أحد يجادل في هذا أيضاً، وتتالت العصور بعد ذلك على عكس ما أسسه الرسول من عدل لم يجود الزمان بمثله، وأنا هنا لا أذكر أسماء ولا أتهم أحد ولكن أنتقد الذين أتوا بعد الرسول حيث قاموا ببناء القصور والقلاع والمساجد ونحن لسنا ضد بناء المساجد، ولكن نكشف عن حقائق يظهر فيها التناقض الغريب في كتب التاريخ أن أمير المسلمين فلان على سبيل المثال كان يقيم عدل في عهده ليس بعده عدل، في نفس الوقت الذي كانت تزخرف فيه بعض المساجد والقصور بالذهب والفضة، ونفهم من ذلك أنهم كانوا يتسابقون على تشييد المباني حتى يذكر أن الأمير أو السلطان الفلاني قام ببناء شيء لم يسبقه أحد إليه، ولو كان هذا الكلام كذب لماذا ذكر في كتب التاريخ؟!.. وهم من كتبوا وقالوا في تلك الفترة أيضاً من وقت لآخر كانت تحل فيه المجاعات في تلك الحقبة حقبة أهل العدل كما قالوا على أنفسهم وما زال بعض من هذه المباني شامخاً إلى الآن في بعض الدول الإسلامية مثل مصر وبلاد الشام وغيرها من الإمبراطورية الإسلامية، وليس في الإسلام إمبراطورية أصلاً، في أماكن ما كان يعرف بالإمارات الإسلامية في عصر ما بعد الرسول، وكما قلت أنا لا أتهم أحد ولكن أنتقد في تاريخنا لعل وعسى أن نتعلم لكي نتقدم كما يتقدم العالم من حولنا.
ونحن نقول أن القرآن تحدث عن التقدم أو العلم الذي وصلت إليه الدول المتقدمة في عصرنا الراهن، وهذا شيء جميل، ولكن وفي نفس الوقت يعد عار على المسلمين بما أن القرآن موجود بين أيدينا إذا كان فعلاً القرآن كتاب علوم، أم أن ذلك حجج لا تمت إلى الحقيقة بشيء، وأن الحقيقة من وجهة نظري بعدم تقدم المسلمين هو استحواذ السلطة والمال في أيدي أشخاص ليس لديهم أي رؤى إلى مستقبل بلادهم، ويبدو أن ما حدث في الماضي يحدث الآن ولا نظير له في أي مكان من العالم، حيث أن المسلمين في الاستبداد والتعالي على بعضهم البعض يعدوا رقم واحد وهذا ليس من صفات الإسلام مع الأسف الشديد، وكان ذلك سبباً أن لا يتقدم المسلمين في أي شيء، طالما لم يغيروا من ثقافة الاستبداد والتسلط بحق أو بغير حق، أضيف إلى ذلك أن المسلمين حتى هذه اللحظة لم يتفقوا على مذهب واحد أو معتقد يجتمعوا عليه، بل أصبحوا بحكم الأعداء بما يحدث من قتال بينهم وصراعات، وعن فشلهم الذريع من الناحية السياسية أي فشل في التقدم وفشل في احتواء أزماتهم أو الخلافات الإقليمية، على سبيل المثال ما يعرف من خلافات بين العرب وإيران، على ماذا لا ندري، وليس هناك سبب مقنع يجعل إيران والعرب يقدسون ويشترون أسلحة بالمليارات، ويوجد في هذه الدول ملايين لا يجدون قوت يومهم، هذا هو وضع المسلمين في عام 2009، والسبب أن الحاكم في الدول الإسلامية يملك الأرض ومن عليها، أي من الممكن أن تباد أي دولة أو تدمر اقتصادياً أو عسكرياً ولا يسأل الحاكم في هذه الدولة، فهل ننتظر أن تتقدم أي دولة؟!.. أشك في ذلك.
ثم إذا كان المسلمين يتربصون ببعضهم البعض فماذا تبقى للآخرين، وكل عام وأنتم طيبين يا مسلمين ومن هنا أذكر حكام المسلمين، لا حكم لكم بدون الشعوب، وليس عيباً أن تغير هذه الأنظمة سياسة الجوع والاستبداد التي لم تجلب غير العنف والصراعات على مدى تاريخنا الحافل بذلك، وأن استقرار أي دولة وأمنها وتقدمها لا يكمن إلا أن يكون هناك شيء من التكافل الاجتماعي، مما يجعل أي حاكم يستمد حكمه من الشعب، أي الناس هي التي تطالب ببقاء هذا الحاكم، لأنه لم يدخر وقت لكي يكون المجتمع قائم على التكافل أم إذا استمد الحكم بالظلم والاستبداد والقمع أو الذين وقع عليهم الظلم في فترة حكمه، يكفي هذا الحاكم أن تدعو عليه الناس أن ينتقم منه الله فأتمنى أن يكون بين حكام المسلمين حاكم لم تدعوا عليه الناس.
فباعتقادي بما أن المسلمين لم يتفقوا على شيء وكان ذلك له أثر على تلك الدول بعدم النهوض الصناعي والحضاري في عصرنا الراهن فمن الأفضل أن تستقل كل دولة بثقافتها، ربما تتقدم أو يحصل تغيير ما في هذه الدول نحو الأفضل، وكفى الأنظمة والجماعات كذب على الشعوب أننا أمة واحدة، وما يحدث على أرض الواقع يدل على أن المسلمين لم يكونوا في يوم من الأيام أمة واحدة إلا في عصر الرسول، ودليل آخر أن المسلمين أو حكامهم المتخاذلين تجاه قرارات مصيرية بما يخص منطقة الشرق الأوسط والتي يسكنها أغلبية المسلمين في العالم، ولماذا ولم يحرم على هذه الدول أن تمتلك السلاح النووي ونحن ضد التسلح النووي أيضاً ولكن لكي يكون هناك توازن في المنطقة، أم أن ذلك يحلل فقط للدولة العبرية، الشيء المخزي أن حكام المنطقة يطالبون أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل دون أن يجرؤ أحد من الحكام على الكلام أو الإشارة إلى أن هناك دولة لديها من السلاح النووي ما يبيد هذه الدول ما بين عشية وضحاها، وهذا يعني أن المسلمين مستسلمين وأن الشيء الوحيد الذي يتفق فيه حكام المسلمين هو استبداد الشعوب وتجويعهم وانتهاك حقوقهم ولم يختلفوا على ذلك قط، وأعتقد لو استمر وضع المسلمين على هذا النحو، استبداد عنف صراعات قتال جوع في معظم الدول كل ذلك من الممكن أن يكون بداية نهاية هذه الدول، على أيدي المسلمين أنفسهم في نفس الوقت الذي لم تتوقف دول العالم عن التقدم اللانهائي.
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في زمن يضطهد فيه المخلصين ويكرم فيه الفاسدين
-
الرحمة وصلة الرحم
-
مجرمين في نعيم ومجرمين في الجحيم
-
في زمن فرعون الكافر
-
كانوا أكثر وطنية وانتماء لمصر
-
الدفاع عن الفقراء لا يحتاج إلى تخصص
-
لا بديل عن محاربة النظام المصري
-
الكيل بمكيالين حتى في الدفاع عن القتلى
-
بين الند الفكري والند المادي
-
الكفر بالباطل من صفات المؤمن
-
رسالة مجانية للولايات المتحدة الأمريكية
-
مصر ليست عربية ولن تكون
-
فويل للمصلين
-
الأرض المباركة وقتل الأنبياء
-
جهاد النفس قبل أي شيء
-
مشرك من يتخذ غير الله ولي
-
على أي ديانة يتحاربون
-
وجعلوا أعزة أهلها أذلة
-
تحالف مصر وإيران
-
شرع القرآن وشرع طالبان
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|