أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - و لكن هل هي معاناة ام افراح لغوية؟














المزيد.....

و لكن هل هي معاناة ام افراح لغوية؟


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 21:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اللغة تسحرني لانها احدى اهم مكونات هويتي حاملة التراث والثقافة و لان الانسان لا يصبح انسانا يتميز عن الحيوان الا باللغة ففي كل ما توصل اليه من التطور استعان باللغة لتحقيقها فهو لا يستطيع التفكير بدونها ويربطه بها ايضا علاقة عاطفية حميمة مستعد ان يضحي حتى بحياته من اجلها. .ببساطة اللغة هي اساس جميع علوم الانسان يجب ان تكون تدريسها ضمن برامج جميع الدراسات الجامعية.

و لكني اعرف مسألة الهوية ليست بهذه البساطة وهي لا تعتمد فقط على اللغة لان هناك عوامل كثيرة اخرى تلعب دورا مهما في بنائها. جغرافية و طبيعة و مناخ البلد تساهم بقدر كبير في تكوينها و تغييرها. علاقتنا مع جيراننا سواء كانت علاقة حسن الجوار او العداء و الحروب تؤثر فينا حتى اذا كانت لغتنا تختلف كل الاختلاف عن لغتهم. لدينا قواسم مشتركة كثيرة مع جيراننا فيما يخص عقليتنا و ثقافتنا وطبخنا ا اضافة الى عوامل القرابة و الزاوج فعلى سبيل المثال اللغات الكردية و العربية والتركية لا تمت الى بعضها بصلة في انحدارها و لكن لهذه الشعوب وبحكم علاقات الجوار ثقافات قريبة جدا الى بعضها فموسيقاها و طبخها و عقليتها وحتى تقاسيم وجوهها متشابه الى درجة لا تسطيع احيانا ان ترى اي اختلاف بينها اذا ماتركتنا اللغة جانبا. و لكن لغاتنا العصرية لاتتأثر بالجيران و الاصدقاء فقط و انما بجميع لغات العالم الاخرى خاصة لغات الدول التي خطت خطوات كبيرة نحو التقدم كاللغة الانجليزية ودورها في عصرنا الحاضر. انتماء مختلف القوميات الى بلد واحد بالجنسية الطبيعية او المكتسبة لا يعني فقدانها لهويتها القومية .

والتأريخ يلعب دور لايستهان به فلغة اجدادنا تصبح قديمة نجد صعوبة في فهمها دون الترجمة فجميع اللغات الحية تتغيير تأريخيا و اجتماعيا. لا يزال الدين يلعب دورا مهما في الهوية رغم ان هذا العامل بدأ يضعف بالتدريج. نسطيع ان نقول ان جميع العوامل التي تعتمد عليها الهوية و لا سيما اللغة هي ديناميكية لا تتوقف عن التغيير و لا ثانية واحدة . كل شئ معرض للتغيير ابتداءا بخلايا الانسان و حياته و بيئته ولغته و ثقافته و انتهاءا بموته.


واللغة ديمقراطية بطبيعتها والديمقراطية في اللغة تشير الى التغيير الحاصل في اللغة نفسها و هذا يعني ليس هناك شئ اسمه صح او خطأ الا في لغة الاكثرية من ناطقيها لا يمكن التحكم و الاهتمام بها دكتاتوريا. فالاخطاء اللغوية في الماضي هي ربما صحيحة اليوم و لكن يمكن ان تكون قسما منها اخطاء الغد. هكذا تكونت اللغات. ليست هناك قواعد ثابتة للغات الحية فهي تتغير حسب استعمال شعوبها لها و بمرور الزمن و ليس المقصود بالشعوب الطبقة المثقفة فقط .

و لكن اختلاف اللغات رغم مزاياها الكثيرة و خاصة لان كل لغة تمثل نظرة او زاوية فلسفية معينة للحياة تساعد على توسيع افاق التفكير هي ايضا سبب كثير من المشاكل و الحروب و الويلات بين الشعوب فكل مجموعة تحاول فرض لغتها على اللغات الاخرى. اللغة هي عامل تفرقة و تميز عنصري. اللغات الكثيرة تجعل التفاهم بين القوميات صعبة. وهي كحائط او حاجز بين الثاقافات لا نستطيع التعرف عليها دون ترجمة و الترجمة كما هي معروفة قاصرة لا تستطيع نقل الثقافات دون تسوية او الوصول الى حل وسط و صرف وقت و مبالغ طائلة.
. و المشكة مع اللغة هي اننا لا نستطيع استعمال لغة الام المحكية في مدارسنا بل علينا استعمال لغة رسمية اضافية رغم انها لم تكن الا لهجة من لهجات البلد الكثيرة سيطرت بالقوة وتولت على العرش لاسباب كثيرة سواء كانت عسكرية , ثقافية او دينية . و لكني لا اريد ان انكر فوائد اللغة الرسمية كمظلة تتوحد و تحتمي في ظلها جميع اللهجات
بتطور الحياة تظهر هويات فردية مختلفة ضمن الهوية الجماعية فاحيانا اكتسب هويات مختلفة حسب حالتي النفسية وهي ايضا تتكون من الملابس التي البسها والقهوة التي اشربها والتبغ الذي ادخنه فتصبح الهوية شخصية فردية لدي اكثر مما هي جماعية. احيانا اري ان الهوية ظاهرة ضيقة تجبرني الى الانتماء الى مجموعة معينة و التكلم بلغة معينة اي ان الهوية تصبح بذلك سجن ثقافي او ولاء عمياوي ارى الاحسن التخلص منها. و لكنني حتى اذا استطعت التخلص من الهوية الجماعية لا اريد التخلص من هويتي الفردية الشخصية لانني لا استطيع ان اعيش بدونها .





#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار فلسفية في الحاضر
- رأس بدون جسم
- لا اقسم بمسيلمة
- مسرحية حمدية صالح و ابنائها...
- طب الاعراض و التجارة
- القائمة...
- اضربي و اكسري السقف الزجاجي
- زلة اليد و اللسان - في نقل القرآن
- اقرأ بإسم الانترنيت الذي سلى ليطغى...
- لماذا القصة القصيرة ؟
- قسيمة اشتراك مسلم
- شر النمو لاقتصادي
- من هو عراقي ؟
- عبيد الوقت و القنابل الزمنية
- متى نتعلم قواعد المفاوضات؟
- ابو فلان ...
- اللغة ديموقراطية ...اولا و اخيرا - الحلقة الاولى -
- اين هو ثلج لبنان و لبنها ؟
- حياة الرجل الشرقي في الميزان
- الشرطي اهم من الجندي


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - و لكن هل هي معاناة ام افراح لغوية؟