ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 20:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انطلق في الأيام الأخيرة خطاب إعلامي إسرائيلي موحد شارك فيه معظم اللاعبين المركزيين في دائرة صنع القرار الإسرائيلية، وهو المطالبة باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، بل ذهب المأفون ليبرمان إلى أبعد من ذلك وطالب بالاعتراف بها كدولة يهودية وصهيونية.
لم يأت هذا الخطاب من فراغ وهو يحمل في طياته هدفين رئيسيين وعدة دلالات، الهدف الأول: رفض غير مباشر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، بحيث تكون عودتهم إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، لأنهم بالمنطق الذي ينتهجه الإسرائيليون- فلسطينيون وينبغي أن يعودوا للدولة الفلسطينية لا للدولة اليهودية. والهدف الثاني هو توجيه رسالة إلى فلسطينيي الداخل بالتوقف عن تعرية زيف الدولة اليهودية الديمقراطية، والتنازل عن مطالبتهم بتغيير طابعها، وقبولها كما هي، وتوجيه رسالة إليهم مفادها أن لا تكونوا كاثوليكيين أكثر من البابا، إذا ما حصلوا على هذا الاعتراف من القيادة الفلسطينية.
ومن هذا المطلب الإسرائيلي ينبع الفرق بين "حل الدولتين" وحل "الدولتين للشعبين"، والفرق بينهما شاسع جدا، إذا أن "الدولتين للشعبين" تعني بالتالي أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي، بينما في حل الدولتين لا يوجد هذا التأكيد الذي يلغي حق العودة ويغيب مليون فلسطيني في الداخل.
ومن هذا المطلب الإسرائيلي ينبع تناقض آخر، بين القومية الإسرائيلية التي يدأب البعض على الترويج لها كسبيل لتدجين ودمج فلسطينيي الداخل في المؤسسات الإسرائيلية وبلورة هوية مشوهة لهم، وبين اليهودية التي تعرف بها الدولة، ويبرز مجددا المزج بين الهوية الدينية والهوية القومية، واعتبارها هوية واحدة، فالقومية الإسرائيلية إذن غائبة ولا وجود لها إلا حينما يجري الحديث عن فلسطينيي الداخل، أي أنهم الوحيدون الذين تستهدفهم.
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟