عصام بدر
الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 08:45
المحور:
المجتمع المدني
موقع الحوار المتمدن احد النوافذ المهمة التي يطل منها الفكر اليساري والعلماني في العالم العربي وقد دأب على نشر مقالات مهمة باقلام ابرز المفكرين في عالمنا العربي.
وما جعل الموقع روضة غناء يتزاحم فيها الكتاب والقراء على السواء هو تنوع مشارب كتابه وتباين آرائهم، ورغم هذا التباين في الافكار فأن الحوار (المتمدن) هو القاسم المشترك بينهم وأن الانسان هو القيمة المقدسة التي يسعى لرفعتها كل اؤلئك الكتاب.
ولكن كاتبا مثل الاستاذ ابراهيم البهرزي الذي يعرّف نفسه يساريا في موقعه الفرعي في الحوار المتمدن لم يلجأ الى الفكر اليساري ولا الى الثقافة المتمدنة في كتاباته عن الفلاحيين والقرويين كما في مقاله (غربان الخراب تحوم ثانية):
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=184038
فقد وصف الفلاحين بالهمج ولفق لهم التهم الاخلاقية وحتى انه نسب اليهم الارهاب رغم ان هؤلاء القرويين هم الاكثر تضررا في العمليات الارهابية، فقد أبيدت قرى بكاملها وقد ذُبحوا وهم هاجعون في بيوتهم.
هؤلاء الاعراب (والبهرزي يعني الفلاحين والقرويين النازحين الى المدن) هم من الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي تعرضت للاضطهاد من الاقطاع والبرجوازية ولم تحظ من الحكومات المتعاقبة الا على تهميش اكثر واضطهاد أمرّ.
والاكثر دهشة ان هذه النظرة الدونية للقرويين لم تنشأ عنده نتيجة الارهاب الذي ينسبه لهم وانما هي نظرية (وليست نظرة عابرة) متأصلة في ذهنه من سبعينيات القرن الماضي، ولنقرأ كيف يسوق تلك النظرية برواية ملفقة تسيء الى القرويين كما تسيء الى أهل بعقوبة الطيبين، هذا مقطع من المقالة المعنية:
ومنذ سبعينات القرن المنصرم حين يرى إعرابيا في سوق بعقوبة (وهو سوق صغير يسمى سوق العرائس ) كان هذا البعقوبي ما أن يرى بعد الظهيرة إعرابيا في السوق حتى يصفعه على( علباه )..وحين يلتفت الإعرابي إليه مذهولا يسأله صاحبنا بغيظ :
-الم تبع سلعتك من الخضار ؟
فيجيب الإعرابي :
بلي..
ثم يعاود سؤاله :
الم تأكل الكباب (بضم الكاف ) من مطعم (غلوبي )؟
فيجيبه :
بلي ..
فيصرخ به :
إذن اركب حمارتك وعد من حيث أتيت ....)
وحين كان البعض من أصدقاءه ممن تأخذه الشفقة عليهم يسأله عن سبب هذا التعامل مع هؤلاء فكان يجيب بكل صراحة :
إن هؤلاء الهمج حين ينضرون إلى نساءنا السافرات يحسبوهن جميعا بنات هوى ويحسبوننا نحن أزواجهن أو إخوانهن مجرد قوادين ....فلا تتركوا لهم فسحة للتجوال في أسواقنا وأزقتنا..
انتهى النص.
فيا عزيزي ابراهيم البهرزي انت تتحدث عن سبعينيات القرن الماضي وعن فلاح مسالم جاء لبيع الخضار ولم يبدر منه حتى استياء وهو يتلقى الصفعة (حسب روايتك البائسة)، ثم تنعت الفلاحين او القرويين بالهمج، فمن هو الهمجي في تلك الرواية؟
وهل تستطيع ان تخبر القاريء عن المصادر الفكرية التي تستقي منها هذه النظرة الدونية للفلاحين؟ وأية ثقافة تقدمية هذه التي ترشح حقدا وعنصرية؟
هذا تطاول على قطاع كبير من الشعب العراقي وأحتقار غير مبرر لناس طيبين.
حين ذكرت لك مقولة لكاتب عن الفلاح:
اذا لم يزرع الفلاح (القروي) فسوف اموت من الجوع واما اذا لم اكتب انا فلن يموت احد من الجوع.
وجدتك تقول:
وهذه اشادة بقولك الرائع عن الفلاح -الحقيقي- والكاتب!!)
وانا اعتقد ان الاولى بالجملة أن تكون:
وهذه اشادة بقولك الرائع عن الفلاح والكاتب-الحقيقي-!!)
وعلى ذكر الكاتب الحقيقي فقد جاء في ردك عن الاخطاء اللغوية والنحوية والاملائية ما يلي:
اما في الشعر ..فانني اكتبه على ورق وقد يحدث ان اعيد كتابة القصيدة عدة مرات..وبذلك اتفادى -الا ما ندر- الاخطاء اللغوية.
انتبه الى (الا ما ندر)، فهل تقع خمسة اخطاء في قصيدة قصيرة (قد كتبتها على ورق وأعدت كتابتها عدة مرات) في حساب (الا ما ندر)؟
من قصيدة
ديوان الحساب 5
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=163728
لأجل أن ينام الأطفال المبلّلينْ!!.. (المبللون)
في ضرورة بقاءها (بقائها)
والسائرين (والسائرون) خفافا
يشيلون رحمة الله
هل لمن يرهنون القلوب بتفاحة
أملا (أمل) لابن آدم
وأخيرا أهدي لك أبيات المتنبي هذه لعلك تنهل منها سحر اللغة وعذوبة الاسلوب وسمو المعاني، ولا تنس بأن المتنبي كان يعاني مثلك من انقطاع الكهرباء وضعف اشارة الانترنت والارهاب الذي أودى بحياته، ولكن ذلك كله لم يثنه عن كتابة قصائد تخلو من الزلل والترهل.
مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ "
" حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ
كَم زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ "
" أَدهى وَقَد رَقَدُوا مِن زَورَةِ الذيبِ
أَزورُهُمْ وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ لي "
" وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي
قَد وافَقوا الوَحشَ في سُكنى مَراتِعِها "
" وَخالَفوها بِتَقويضٍ وَتَطنيبِ
جِيرانُها وَهُمُ شَرُّ الجِوارِ لَها "
" وَصَحبُها وَهُمُ شَرُّ الأَصاحيبِ
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ "
" كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ "
" وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ
أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً "
" وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ
أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها "
" مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً "
" أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ
عصام بدر (بغدادي) ـ مدينة الثورة
#عصام_بدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟