|
ثورة وفاء سلطان.. هي الثورة التنويرية القادمة في المنطقة
محمد اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 16:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جديدا كان في الفكر العربي ما اثارته عالمة النفس الامريكية السورية الأصل الدكتورة وفاء سلطان عندما اعلنت
حقيقة الداء الذي تعانيه الامة العربية والامم الاخرى التي وجدت نفسها قسرا ضحية الاسلام منذ القرن السابع الميلادي .
قد يقول قائل هناك من سبق الدكتورة وفاء عبر التاريخ الاسلامي سواء من مفكري وفلاسفة مايعرف
(بالفكر الاسلامي )عبر التاريخ من زنادقة ومرتدين ومفكرين
او بعض المستشرقين والدارسين لمكونات العقلية الاسلامية من خارج الارضية الاسلامية
او بعض الناقدين المسيحيين واليهود والزرادشتين والهندوس الذين وجدوا انفسهم بين عشية وضحاها اهل ذمة او مواطنين من الدرجة ثالثة فئة (ج) او مظطرين لاعتناق الاسلام
ونحن لا ننكر جهود هؤلاء المفكرين جميعا عبر التاريخ غير ان مايميز طرح الدكتورة وفاء هو الاعلان عن نتائج مقدماتهم جميعا التي لم يفصحوا عنها لاسباب نعرف بعضها ونجهل بعضا هذا اولا
ثانيا بعض هؤلاء الناقدين للعقلية الاسلامية انما ينتقدون بعض الجوانب الهامشية ربما لاعتبارات مذهبية او طائفية او شخصية مع التاكيد على ان هذا ليس الاسلام الصحيح وانما الصق بالاسلام وهذا ليس نقدا امينا وانما تسترا على الاخطار وخيانة للامة وجلبا لبعض المصالح ودرئا لتهمة الردة والزندقة .
فمثلا تجد من له ميولات شيعية ينتقد حديث البخاري عن المراة والحمار والكلب الاسود ثم يقول مستحيل محمد يقول هذا الكلام وهو اول من كرم المراة !!
بينما تجد السني ينقد مايرويه الشيعة عن علي وتارة عن محمد انه قال المراة شر كلها وشر مافيها انه لا بد منها ثم يقولون وهذا مستحيل لان عليا ومحمدا يكرمان المراة وقد اعطياها حقوقها كاملة !!
بينما نجد الطائفتين تتجاهل الاية القرانية التي ترحل المراة الى مربع الغائط وتجعل للرجل درجة القوامة عليها بل وتجعل المراة كالانعام كما جاء في تفسير الاية (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا الخ ) انظر تفسير الرازي
هذا الصنف الاول اما الصنف الثاني من العصريين فهم اصحاب الكنيسة القرانية الذين ارادوا ان يستفيدوا من تجربة الانجيليين في المسيحية باعتبار الاحاديث المنسوبة الى نبي الاسلام من التاريخ لا من الدين واعتماد القران وحده وهذه اكبر من كذبة (محمد خاتم المرسلين) وهكذا هو تاريخ المسلمين قرصنة على افكار الاخرين ثم يسمونها حضارة اسلامية كما حدث مع الحضارة الهندية والفارسية واليونانية وقبلها اليهودية
بدليل ان كل الارهابيين في العالم لا يستدلون الا بالقران وحده وكل القوانين الخبيثة التي تحقر المراة وتدعوا الى ضربها والوصاية عليها مصدرهاالقران وحده
وبدليل ان هؤلاء القرانيين اظطروا الى تاويل بعض ايات القران تاويلا سخيفا يخيل اليك انك لا تفهم اللغة العربية وان عشرات الالاف من المفسرين القدامى والمعاصرين لايفقهونها ايضا واذا كان الحل هو التاويل لماذا لا ياولون الاحاديث المحمدية ايضا كما فعل المعتزلة من قبل وفشلوا فشلا ذريعا وهذا كله يجعلنا نقول ان هؤلاء القرانيين لا يريدون الاصلاح بقدر مايريدون المغالطة والتستر على الافكار الارهابية وكسب المزيد من الوقت وهذا الصنف لاينتجان نقدا بناءا بقدر ما يعيقان حركة النقد الحقيقية ويسهمان في اطالة العمر الافتراضي للاسلام .
الصنف الثالث المستشرقون
اما المستشرقون فمعظمهم للاسف كان ينطلق من قناعات مسبقة ضد الكنيسة فهم يلمعون الاسلام نكاية بالكنيسة وعندما ينتقدون بعض جوانب الاسلام ينتقدونها نقدا محدودا وغالبا على اعتبار انها مدرجة في الاسلام وليست ذاتية فيه او يعزونها الى لحظات الضعف البشري لنبي الاسلام وهذا لا يجدي في نقد الاسلام ولا يحرك ساكنا فيه فمن المسلمين من يقول بعدم العصمة المطلقة للانبياء بل القران نفسه يصرح ان الله قد غفر لمحمد ماتقدم من ذنبه وماتاخر!!
وان الشيطان قد القى في امنيته ومع هذا هو اسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الاخر!!
وهنا نرجع الى المربع الاول .
الصنف الرابع من النقاد الاخوة المسيحيون المعاصرون
واما الاخوة المسيحيون المعاصرون وهم اخر من بقي ينبض ممن وقع عليهم الظلم الاسلامي وان كان نقدهم في الكثير من الاحيان بناءا الا انه يندرج ضمن نقد الخصوم والاقران ناهيك عن الصورة النمطية التي يرسمها الاسلام في اذهان اتباعه عن الاخر فالمسلم لا يقبل من من يخالفه في الدين حقا ولا باطلا الا نفاقا لمصلحة كما يقول القران( الا ان تتقوا منهم تقاة )
ولهذا بدا كهنة الاسلام المتسترين في اثواب علمانية مرقعة بالفتاوى الدينية يتهمون الدكتورة وفاء سلطان باعتناق المسيحية للتقليل من القيمة العلمية لاطروحتها النقدية ولكن هيهات فمثل هذه المهاترات لا تنطلي الا على الاميين ناهيك ان الدكتورة قد اسست لها قواعد جماهيرية واسعة من مختلف النخب المثقفة يصعب تغيير قناعاتها بهذه السهولة لا سيما بعد ان اماطت اللثام بطريقة علمية دقيقة عن كل مسالة من المسائل التي سلطت عليها اضواءها النقدية . الصنف الخامس العلمانون الكذبة هناك من يدعي ان المشكلة ليست في النصوص الدينية ولا في الاسلام كدين ولكن في الافهام والاحكام التي استنبطت من النص الديني وهذه مغالطة اكبر من مغالطة القرانيين فالايات القرانية والسيرة المحمدية واثار الصحابة وائمة الاسلام المدونة كلها تشهد ان المشكلة هي الاسلام لا سواه فما يحدث اليوم في الصومال وشمال اليمن والعراق وافغانستان والباكستان وقريبا السعودية لا يختلف عما حدث يوم صفين والجمل وحروب الردة وماتصنعه القاعدة ومن ورائها معظم الاسلاميين والكثير من المسلمين في العالم لا يختلف عما فعله محمد نبي الاسلام واصحابه ومن جاء بعدهم بالبشرية منذ القرن السابع الميلادي كما انه من غير المعقول ان المسلمين جميعا لم يفهموا الاسلام الا بعد احداث11/سبتمبر الدامية يخرج علينا البعض بتفسيرات جديدة لم يقل بها احد من الادميين فالذي يعنينا هي اللغة السائدة والاف التفاسير المعتمدة اما اذا كان هناك لغة لم يفهمها احد حتى ظهر العلمانيون الجدد فهذه مشكلتهم الحضارية وليست مشكلتنا فالاصل عندنا ان معنى جعل رزقي تحت ظل رمحي واقتلوهم حيث ثقفتموهم واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربونهن واضح ولا تحتاج الى تاويل ويشهد بذلك عشرات الالاف من ائمة الاسلام وفقهاءه عبر التاريخ
ثم ان الاسلام ليس كباقي الاديان يمكن اقصاءه عن حياة الناس وانما هو كما يقولون دين ودولة والصحيح دين وعصابة وقوانين تفرض نفسها بقوة السلاح
البعض من هؤلاء يستدل بالزوبعة اليسارية التي سادت المنطقة العربية في القرن العشرين كدليل على ان الاسلام ممكن اصلاحه او تطويعه لافكار حديثة اكثر مدنية او حتى ابعاده عن الحياة وهذه مغالطة اكبر من سابقتها فمعظم التجارب اليسارية في الوطن العربي اسقطتها الفتاوى الاسلامية لان معظمها كانت هشة اريد بها ابتزاز الدول الغربية من جهة باعتبار ان اسرائيل تقوم على الاسطورة الدينية واستجداء الاتحاد السوفيتي من جهة اخرى باعتبار انهم يساريون وضد البرجوازية والامبريالية الغربية ثم سقطت الاقنعة بسقوط الاتحاد السوفيتي وظهر هؤلاء على حقيقتهم لا يختلفون عن الخميني والطنطاوي وكان اخر هؤلاء الممثلين صدام حسين ومن قبله الحبيب ابو رقيبة وجمال عبدالناصر وعبدالفتاح اسماعيل فهؤلاء جميعا لم يحدثوا جديدا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الا بمايوافق كهنة الازهر والزيتونة وغيرها
وانظروا الى القوانين التي كانت سائدة ايامهم لا تختلف عن الفقه الاسلامي في صغير او كبير الا بماتقتضيه مصلحة التقية والمغالطة فتاخذ باراء فقهية اقل تحجرا فاذا كانت هذه هي العلمانية فلتذهب الى الجحيم سادسا ثورة الدكتور كامل النجار الدكتور الكبير كامل احدث ثورة جبارة في نقد الاسلام ونحن جميعا ندين له بالكثير من ثقافتنا ومعلوماتنا غير ان اعماله العظيمة تنحصر في دائرة محدودة وهي الكتابات في الشبكة خصوصا الحوار المتمدن ولكن مثل هذا لا ينفع في معالجة امة ثلث سكانها اميون - امية الاف باء ناهيك عن الانترنت والحاسوب – بسبب الاسلام الم يقل محمد نحن امة امية لا نقرا ولا نكتب والقران يصف محمدا بالنبي الامي ومن ثم الاسوة الحسنة ولهذا اصبحت الامية منقبة خفية في اللاوعي الاسلامي مهما تبجح البعض باننا امة اقرا وان اول هذيان نزل على محمد كان اقرا فكلمة اقراء في الاية لا تعني القراءة وانما تعني التلقين لان الرواية حسب الاسطورة الاسلامية لم تذكر ان جبريل اعطى محمدا كتابا وانما لقنه تلقينا وعندما قال له ماانا بقارئ لم يقل له تعلم القراءة بل قال له اقرا باسم ربك الذي خلق الخ وذلك تلقينا ثانيا الذين يقراون من المسلمين لا يقراون الا مايسمح لهم الاسلام بقراءته واذا كان محمد قد نهى اتباعه اشد النهي عن قراءة التوراة والانجيل التي اسس ديانته بالقرصنة عليهما فما بالك بما يكتب في نقد الاسلام ذاته في الحوار المتمدن الكافر؟ وبعض من يقراء فانه يحاول المغالطة والالتفاف او السب والشتم والتهدييد للدفاع عن الاسلام كما هي العادة ناهيك ان الدكتور النجار لم يتحقق الكثير من شخصيته الكريمة وهذا بحد ذاته مشكلة في امة تربت على الايمان بالاشخاص اكثر من الايمان بالافكار والاطروحات ولاننكر ان استاذنا الدكتور النجار استاذ النقاد القادمين والمنبع الذي ينهل وسينهل منه نقاد المستقبل غير ان امة تربت على الاسلام لا تزال قاصرة ان تستحق امثاله من انبياء العصر الاطهار
الدكتورة وفاء سلطان صاحبة الثورة الجديدة التي بدات تتخلق اليوم حررت نقدها اولا من كل الارء والانتماءات المذهبية في الاسلام وركزت على النص الديني وحده كسبب رئيسي في انتاج واقع المسلمين ابتعدت عن نقد كافة الشخصيات الاسلامية فلم تنتقد ابا بكر وعمر كما يفعل الشيعة ولا مالك الاشتر وابن سبأ ومن كانوا حول علي كما يفعل السنة وانما ركزت على نبي الاسلام (كقدوة حسنة للمسلمين ) (وانه على خلق عظيم)
(والمتمم الخاتم لمكارم الاخلاق) يفاخذ طفلة في عمر السادسة وينهب الناس اموالهم ويسبي النساء باسم الله (جعل رزقي تحت ظل رمحي ) (وكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) (ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول !!) وهذا في حد ذاته يعتبر اتجاها جديدا في نقد الاسلام كما ان الدكتورة وفاء سلطان تؤكد مرارا انها لا تعتنق حاليا أي دين وانها تحترم كافة الاديان مع التفريق بين الاديان كمفاهيم روحانية وقناعات تعبدية غيبية وبين الاسلام كعقائد عسكرية ارهابية تفرض نفسها بالعنف وهذه النقطة تعبتر ايضا من النقاط الجديدة التي انتجتها ثورة وفاء سلطان ظرورة التفريق بين المسلمين والاسلام فالمسلمون كما تقول الدكتورة افضل بكثير من الاسلام ومن حسن حظ الكثير منهم انهم لا يعرفون الاسلام على حقيقته جميع الاديان تحاول ان ترتقي بالانسان الى مستوى الاله الا الاسلام يهبط بالاله الى مستوى الانسان وليس الانسان الطبيعي بل الانسان المريض المنقم الغاضب المخادع الجبار الخ وهذه االافكار من الدكتورة عملت عمل السحر عند الكثير من القراء ومن مميزات نقد الدكتورة وفاء انها تبتعد عن الانتقائية فلا يمكن ان يكون في لاسلام ماهو صحيح وماهو غير صحيح فهذا لا ينطبق كما تقول على مايفترض انه من عند الله فاذا سلّم الانسان ان هذا من عند الله فلا تستطيع ان تقنعه ان تزويج طفلة في سن السادسة او مفاخذة الرضيعة يتنافى مع الاخلاق .
تخوض الدكتورة وفاء معارك حامية مع الكهنة الاسلاميين المتسترين بالعلمانية كنوع من مكيجة الاسلام وتوزيع الادوار وتشتيت الانظار وهذا لم يسبقها اليه احد ممن جاء قبلها وهؤلاء في الحقيقة اخطر من القرضاوي والزرقاوي لان اخطائهم وسلوكياتهم الشاذة والمريضة تتحمل وزرها العلمانية بينما ان وجدت لهم بعض الحسنات فهي تحسب لصالح الكهنوت الاسلامي مما يساهم في غش الامة والمجتمع الدولي بتمرير مشاريع الارهاب .
كما تخوض الدكتورة معاركها الاخلاقية والتنويرية على اكثر من جبهة في عالم الصحافة والانترنت والفضائيات والبحث والكتب ولو فتح لها المجال في الصحافة والفضائيات العربية واعتقد ان هذا ماسيحدث في الايام القادمة طالت او قصرت فسوف تحدث هزة قوية للاسلام الذي ظل يحمي نفسه بالسيف طوال الفترة الماضية وسو ف يجد الكهنوت الاسلامي نفسه مظطرا للانتحار والايام بيننا
#محمد_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|