لمة عراقية نادرة

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 07:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بدعوة مـــن رابطة المرأة العراقية في مدينة ( يوتبوري ) في المملكة السويدية نُظمت أمسية عراقية بنكهة رمضانية ذات طابــع شعبي لطالما إفتقدناه سواء كنا خارج الوطـــــــــن أو داخله حيث يتبادل الجيران المسيحي والمسلم طبق الطعام العراقي ورغيف الخبز , لا لشئ إلا إثباتا للأنسنة التي طبعت شعب العراق بعيدا عن المعتقد الديني والتي صارت بالتالي جزء مـــن قيمنا وتراثنا هـذا ما أشارت اليه ( أيسر شوقي ) التي بدت مفرطة بالفرح والبهجة لهذه اللمة العراقية مساء 12 أيلول 2009 حيث تقاطرت وفود النوادي والجمعيات والبيوت الثقافية العراقية فـي مدينة (يوتبوري ) وضواحيها حاملين معهم أمل العودة السريعة لتراث ظل يحمل رائحة التسامح والتآخي والآلفة بين مكونات شعب عريق .ولطالما سعت رابطـــة المرأة العراقية الى توحيد صفوف المرأة عبر تأريخها المجيد , إذ يمتد نضال المرأة العراقية إلى عشرينات القرن المنصرم ومساهمتها إلى جانب الرجل ضد الأستعمار الأنجليزي ومن ثم مساهمتها الفاعلة في الثلاثينات مـــــــن أجل ولادة حركة التحرر الوطني من خلال ( أمينة الرحال ), ولاشك أن نضال المرأة العراقية تكلل عـــــــام 1952بتأسيس رابطة الدفاع عـــــن حقوق المرأة وأشهر وأعظم إنجاز حققته المرأة من خلال إنتظامها في منظمة واعية هو قانون الأحوال الشخصية الذي إقر عـــــــام 1959 الذي شكل ضربة قوية للرجعية المحلية والعربية , لما له من شأن فـي توفير قدر معين مــــــن الأحترام , وضمان حقوق المرأة ضد عسف الرجل فــــــــي شتى المجالات ولقد حدث تحول آخــــر مهم في محطة نضال المرأة العراقية إذ تم تغيير الأسم إلى ( رابطة المرأة العراقية ) عام 1960 ولابد للمتتبع أن يرى الحيف الذي لحق بالمرأة جراء الحكم الديكتاتوري الأهـــوج طيلة ثلاث عقود من الزمــن أسوة بأحزاب الحركة الوطنية التي عطلت طاقات المرأة , ولآجل ذلك والحديث (لسلمى أم عمر ) وكمبادرة من الرابطيات عام 2002 ـــ وهو تعبير يطلق على من ينتظمن في نشاط رابطة المرأة العراقية ـــ برز هناك إهتمام لإعادة نشاط الرابطة ومن ثم دعم المرأة العراقية في داخل العراق , والحقيقة أن جهدا ً مميزا قد تحقق رغــــم قلة الإمكانيات ورغم صعوبة العوائق إلا أنــه والحديث لازال ( لسلمى )قد أفلحت في تأسيس مكتبة في مدينة الثورة ــ بغداد ــ كما أن الرابطيات يبذل جهدا جبارأ في توعــية المرأة العراقية والعناية بالنشئ الجديد ,,, في حين أدلت الأخت ( عاليا أم منار ) من خلال كلمة قصيرة بالدور الهام التي تبذله المرأة العراقية فــــي مختلف الساحات بل هناك نشاطات ملموسة فــــي ساحة يوتبوري رغم ضعف الأمكانيات وعدم إمتلاك الرابطة لمكان وميزانية وما إلى ذلك من مستلزمات العمل التنظيمي ولابد من الإشارة إلى أنه لاتوجد متفرغة للعمل بل أن الجميع يعمل بشكل طــوعي وهناك مهمات ملحة نسعى لتحقيقها تقول ( ام منار ) أولا ً : نسعى لدعم التعاون مع المرأة العراقية ضد العنف ..وثانياً : دعم والمساهمة الفاعلة في رفد نشاط المرأة في الداخل ( العراقــــــــــي ) والجميع يعلم بتراجع دور المرأة سواء زمن الدكتاتورية البغيض أو الوقت الحالــي مــــن هنا يأتي دعمنا للمرأة في مدينة النجف والثورة ــ بغداد ــ كما أننا على أبواب نشاط جديد , وتأتي هــــذه الأمسية ضمن السياق نفسه وهذا مأشار إليه أكثر من متحدث, ومتحدثة فلقد عبرت ( آين جادو) مـــن جمعية نينوى الآشورية عـــن غبطتها لهذا اللقاء الأخوي الذي دعت اليه الرابطة كما أن الجميع قد أثنى على الدعوة ومأدبة الإفطار التي فاحت برائحة وعبق البيت العراقـي ولم تخلو أمسية ( اللمة العراقية ) التي دعت لها ونظمتها وأشرفت عليها رابطيات أصيلات جميلات ينتظمن فــــــــي ( رابطة المرأة العراقية ) من فائدة إذ حضرت مشكورة ـــــــ قناة الفيحاء ــــــ وأجرت لقاءات مفتوحة كما أن الجميع تسلى بلعبة المحيبس اللعبة التي يتفرد بها شعب العراق .
شارك في الأمسية كلا ًمن : البيت الثقافي العراقي ــــ يوتبوري ــــ نادي عشتار جمعية تموز , جمعية المرأة الكوردية ــ الفيلية , جمعية الأطباء , رابطة الأنصار الشيوعيين , المركز الثقافي الكوردستاني , الجمعية الأشتراكية الديمقراطية الكوردية ’ الكابتن ( جواد كور ) المدرب والوجه الرياضي المعروف , جمعية التوحيد الإسلامية , كما شارك النادي العراقي في بوروس بوفد كبير وإستقبل بحفاوة بالغة وود جميل مما خلق شعورا ً بالألفة ورغبة في لقاءات مماثلة
لذا تستحق الهيئة التنظيمية ومن ساهم في إخراج هذه اللمة العراقية باقة ورد عطرة على أمـــل ان تتبادل النوادي والجمعيات بنشاطات تثمر وتزهر لغد مشرق ...

السويد 13 أيلول 2009 رشيد كَرمــــــــة

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات