أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - أمريكا عالباب














المزيد.....

أمريكا عالباب


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أغلق الإضبارة ووضعها جانباً , ونزع نظارته الطبية عن عينيه وفركهما قليلاً , ثم أشعل سيجارة والتفت إلى جليسه قائلاً :
- مم .. , حدّثُنا ... أما زلت عنيداً ولم تقنع بعد ! ( وسحب نفساً طويلاً من سيجارته ونفخها باتجاه جليسه ) كما ترى , أنت حرّ تماماً , يداك طليقتان ... عيناك غير معصوبتين ... تجلس أمامي وأنت متمتع بكامل مزايا المواطنية ... ومع ذلك تتهموننا بالقسوة والبطش وما بعرف شو ... قل لي : أهذا وقت التهجم على الحكومة ! ألا تسمع الأخبار ؟ ! أمريكا على الباب يا ابن الحلال وحضرتك ولا على بالك أبداً ؟ ! ماذا تسمّي نشاطك الهدّام ضد البلد ؟ ! أترى أن هذا الوقت مناسب جداً لمحاسبة الفاسدين ومكافحة الرشوة وضرّاب السخن ... إلى آخر السبّحة التي صرعتمونا بنغمتها ؟ ! قل لي ماذا تسمّي هذه الفذلكات في هذا الظرف العصيب والمتوتر التي تمرّ فيه المنطقة ؟ !
- ( متهكماً إنما بانكسار وحزن وصوت خفيض ) خيانة للوطن سيدي !
- ليس كثيراً .. بل لنقل ليس إلى هذا الحد ! ولكن بالفعل يمكن تصنيف عملك وعمل جماعتك بالخيانة القليلة للوطن .. نعم , يمكننا وصفكم بهذا الوصف وأنا مطمئن تماما ً وبكامل الثقة وراحة الضمير ...
- ( حاسما للجدل ) المطلوب سيدي !
- عدْ إلى رشدك يا ابن الحلال ! قلت لك أمريكا على الباب .. ولن تفرق بين مواطن ومسؤول .. أمريكا قادمة لدمار الوطن بمن فيه ولن تستثني أحداً .. أجّلْ بطولاتك ضد الحكومة إلى ما بعد الانتهاء من أمريكا .. وبعدها لكل حادث حديث ..
-( يائساً ) سيدي ! يبدو أننا لن نتفق على أن محاربة أمريكا تبدأ من توسيع الديمقراطية وتعديل قانون الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية ومحاربة الفساد وإيقاف هدر المال العام ووضع الإنسان المناسب في ..
- ( مقاطعاً بحدة ) كفاك جعجعةً ! مللْنا من شعاراتكم المتطرفة والمقيتة .. قلت لك ليس أوان هذا الكلام . علينا الآن جميعاً النضال من أجل الوحدة الوطنية ورصّ صفوف الشعب ضدّ الهجمة الإمبريالية الشرسة القادمة إلينا ...غريب أمرك فعلاً ، المؤامرة تحاك ضدّنا بوضح النهار يا بني آدم ! وأهدافها باتت جليّة للقاصي والداني ومع كل ذلك تيبّس راسك الأرعن .
- ولكن سيدي ! شعاراتنا المقيتة تلك ، في حال تحققها ، هي التي تسهم بالوحدة الوطنية وتجعل المواطن حريص على وطنه .. مليء بالحماسة و الاستعداد للمقاومة والدفاع عن مكتسباته .. ومن غير ذلك سيحدث لنا ما حدث للاتحاد السوفييتي ورومانيا والعراق ... و ...
- ( بغضب شديد ) : أتشبّه نظام الحكم لدينا بنظام صدام حسين يا كلب ! ؟ .
- قطعًا لا ... هناك شتّان ما بينهما ... بس ..
- ( كزّ على أسنانه ) فعلاً أنكم جماعة بجم ، رعاع ، لا يليق بكم إلآ الكرباج والدولاب .. لكن يبدو أن حظّك حلو يا عرص ! لدينا تعليمات من أعلى المستويات بعدم المساس بكم .. ها نحن نستوعب مخاطر المرحلة ونعاملكم باللطف واللين وأنتم لا تعتبرون !!. انقلع إلى بيتك الآن وإياك ثم إياك التفوّه بأية كلمة تسيء إلى الوطن من الآن فصاعدًا وقد أعذر من أنذر .. هيّا ...
( نهض غير مصدّق من أنه فعلاً أخلي سبيله ... وأدار ظهره استعدادًا للخروج ! ) وإذ بصوت المحقق يصرخ به : وَعْ ..
جفل صاحبنا وارتعد من الصوت المفاجئ ! فضحك المحقق مقهقهاً ومال بجزعه إلى الخلف وقال له :
• أترى ؟ صوت عادي أفزعك ! كيف سيكون موقفك عندما تنهمر صواريخ كروز و توماهوك والقنابل العنقودية على عنقود رقبتك !
ولَكْ اتّعظ يا ابن الحلال اتّعظ ، أمريكا صارت عالباب ....

ضيا اسكندر – اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الغضب العربي
- الحلّ الأمثل ...
- البيض الفاسد
- أبو كفاح


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - أمريكا عالباب