صحفيون

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أمتقع وجه مراسل اللوموند هذه المرّة حين قلت له أنني أصبحت اعتبركم
شركاء في الإرهاب انتم معشر المراسلين..والصحفيين فأنتم لاتحبون ان تروا العراق
مستقرا لأنكم تفقدون كنـزالقصص الصحفية ..وتفقدون مصدر رزقكم الدائم فتردد في الرد وتلعثم ..وهنا حاولت مدارات لحظة الحرج الذي احس به الرجل.
والحكاية مع المراسلين بدأت من سنوات طويلة حيث كان عملي قريب باستمرار من ميدان العلاقات الثقافية والإعلامية ..حيث تربطني علاقات شخصية بالكثير من الصحفيين والأدباء
والتشكيليين والموسيقيين..ويومها كنت مثل العديدين نشعر اننا ينبغي ان نعطي الصحافة فرصة
وسط التعتيم الذي يعيشه العراقيون طوال سنوات الدكتاتورية والموت..وكان المندوبون دائما يريدون الذهاب الى المناطق الساخنة ويطلبون مقابلة أشخاص معينين ورجال دين ..ويزورون مدنا محددة ..وكنا نحتال على الإجراءات والممنوعات لكي يحقق الصحفي مشروعه معتبرين إجراءاتنا تلك موقفا مضادا من الدكتاتورية
وهو ما يقع ضمن اضعف الأيمان في ظل القتل والخوف والطغيان..
ومنذ عام يزورني العديد منهم وفاء وصداقة أو للاستشارة..وكنا حريصين منذ عام
ان نلتقي في منزلي لقراءة الظروف والمتغيرات ونتبادل وجهات نظر..فكان هناك صحفيون
من النيويوركر والسي ان ان ، وشتيرن وشبيغل، واللوموند والبوستن نيوز وباحثون من مراكز البحث وقياس الرأي العام ..ومندوبون من البي بي سي /4 ومحطات متنوعة يجد البعض في لقائنا فسحة خارج لهاث المهنة وصخب المدينة المقفلة بألكونكريت وقوات الأحتلال..
وقد لاحظت تغيرا في شخصية الكثيرين ..وتغيرا في مواقفهم
انهم يميلون مع اكثر عناصر الإثارة وتفجر الأوضاع اعتبارا من الكراهية الغريبة للأمير كان،
ومعظمهم أوربيون، او مساندتهم لعناصر الإثارة في الحدث العراقي من قضايا التفجير والقتل
الى أحداث الفلوجة ..والنجف وكربلاء الى إضفاء أنماط من الصفات على السيد مقتدى الصدر..وجيش المهدي او الأسماء المجهولة في المقاومة المعلنة والمدغمة..
واليوم كان احد مراسلي اللوموند منطلقا في الحديث عن الفوضى ..وتفجير منزل وكيل
وزير الداخلية..ومقتل رئيس مجلس الحكم وبطولات جيش المهدي بحيث بدا ملكيا اكثر..
وعراقيا قحّا يبزني ويبز غيري ..بغيرته ووطنيته وحرصه على البلاد..
عندها قلت له موقفي من مصلحيتهم ونفعيتهم وعيشهم على اخبار قتلانا وضحايانا
واطفالنا وتفجر اوضاعنا..وكيف يتاجرون بدمنا ويأكلون من خلال تسويق موتنا..
وحتى البعض من العراقيين الذين ذاقوا طعم الدولار من قنوات وصحف ومحطات لئيمة
تعلموا كيف يمزجون دمنا العراقي المسفوح..بفرحهم بما يحققون من مدخولات لمجرد
أستجابتهم لرغبات المحطات والصحف والإذاعات التي يراسلونها لاستمرار الإثارة
ولبقاء المتلقي معلقا بجنون الإثارة..والعراقي معلقا بحبل الموت والقتل لتستمر الصحافة
الحـــــــــرة..المجنونة ..الأنانية..انهم صحفيوا الموت والأثارة.
ــــــــــــــــــــ بغداد
[email protected]

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات