أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المنعم إبراهيم - حماس...من المأزق السياسي إلى المأزق الفكري














المزيد.....

حماس...من المأزق السياسي إلى المأزق الفكري


عبد المنعم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 16:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أعقاب فوز حركة حماس في انتخابات البلديات في قطاع غزة أوائل العام 2005م، و في الانتخابات التشريعية عام 2006م ،ساد الاعتقاد لدى قيادات حركة حماس بأن فوزهم في تلك الانتخابات قد هيأ الطريق لحماس لاستلام زمام السلطة الفلسطينية، وإدارة شؤون البلاد بنموذج مميز في الحكم ،بناءا على برنامج انتخابي قدمته الحركة للجمهور الفلسطيني، إلا أنه ما لم يكن في حساب قيادات حركة حماس بأنها في ظل انتقالها من المعارضة إلى السلطة ستقع في مآزق سياسي وأيدلوجي واجتماعي، لا سيما وأن البرنامج الانتخابي الذي قدمته الحركة للناخب الفلسطيني سيقع في معضلة التنفيذ بين ثنائية البرنامج السياسي للسلطة بجميع أعمدتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية...، والذي اعتمدته منظمة التحرير الفلسطينية، واقر بحل الدولتين، بناء على قرارات الشرعية الدولية، في الوقت الذي لا تعترف فيه حماس بمنظمة التحرير كمرجعية سياسية للشعب الفلسطيني، ولا بالاتفاقات التي وقعتها، وبين ميثاق حركة حماس الأيدلوجي الذي ينص في مادته الثامنة على أنها حركة مقاومة إسلامية سبيلها الجهاد.
حركة حماس وبمجرد انتقالها من المعارضة إلى السلطة، واستلامها زمام السلطة 25/يناير من العام 2006م قد دخلت في مأزق الاختيار ما بين الحكم ببرنامجها الانتخابي بالتوافق مع برنامج سياسي واقعي مقبول إقليميا ودوليا قد يفتح الباب أمام الاعتراف بها سياسياً، بالمقابل سيضعها في موضع اتهام بأنها قد خالفت منهجها، وتخلت عن طريقها من قبل من أخذ بفكرتها من الحركات الإسلامية ،وبعض الجماعات الإسلامية التي برزت على الساحة الفلسطينية،وما بين الحكم ببرنامجها الانتخابي بالتوافق مع البرنامج الأيدلوجي ،مع استبعاد البرنامج السياسي، ما يغلق الباب أمام أي اعتراف سياسي بها، وما بين الجمع ما بين البرنامج الأيدلوجي للحركة والبرنامج السياسي، استنساخاً لتجارب الغير وهذا أمر صعب المنال لعدة أسباب، فحركة حماس في بداياتها حاولت أن تخوض تجربة حكم إسلام سياسي بقواعد لعب سياسية مستمدة من اتجاهات فكرية إسلامية، قد تكون في بداياتها نجحت في كسب تأييد بعض الأحزاب والجماعات الإسلامية ممن هي في دائرة التماثل الفكري لحماس، مثل الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام....وغيرهما، حتى باتت حماس في بداية حكمها تنفذ عمليات مشتركة مع بعض هذه الجماعات كان من أبرزها عملية (الوهم المبتبدد) 25/06/2006م والتي تم خلالها اسر الجندي الصهيوني(جلعاط شاليط )، إلا أن حركة حماس وبسبب تقديرها الخاطئ لطبيعة الحالة الفلسطينية زماناً ومكاناً، والظروف السياسية محلياً وإقليميا ودوليا، وطبيعة المتغيرات الدولية، واستفرادها بالحكم الذي تلاه انقساما جغرافياً وسياسياً ،فيما أتبعته بانقلاب على السلطة في قطاع غزة 14/6/2007، والذي استغلته إسرائيل في التهرب من استحقاقات عملية السلام، والاستفحال في بناء المستوطنات،والتهام الأراضي، قد سجلت فشلاً سياسيا ذريعا، وفيما لم تحقق حماس أي اختراق في جدار العزلة السياسية التي فرضت عليها، وعندما لم تستطع فك الحصار الذي فرض على قطاع غزة، والذي تسبب في انهيار الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية إلى الحضيض، فقد سجلت حماس فشلاً أخراً لا سيما في إدارة شؤون المجتمع الفلسطيني اقتصاديا.
جميع هذه العوامل أفقدت حماس الثقة، وأضعفت مكانتها، وفي محاولة منها للخروج من هذا المأزق، وبدلا من أن تتعامل بانفتاح مع الداخل الفلسطيني للخروج من مأزقها دأبت إلى التعامل بانفتاح مع الخارج، ومن خلال مغازلة المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث بدأت في إرسال إشارات لهذه الأطراف بان حركة حماس حركة وسطية معتدلة تحمل فكراً تحريرياً في أطار الشرعية الدولية، وأنها قادرة على لعب دور مميز في صنع السلام، وأنها تدعم الحل القائم على دولتين على حدود 67، حتى وصل الأمر للحديث أحياناً عن حركة حماس كحركة تحرر وطني بدلاً من( حركة المقاومة الإسلامية)، فيما أنها غازلت إسرائيل بقدرتها على فرض الأمن في قطاع غزة، وأنها تسعى إلى إبرام هدنة طويلة مع معها، مما أعطى انطباع لدى الجماعات الإسلامية المتشددة التي تعارض هذا التوجه، والتي تتبنى منهج المقاومة كخط وحيد لتحرير فلسطين، بأن حماس حادت عن طريقها، ما عكس عدم ثقة هذه الجماعات بنظام حماس وبمنهجها الفكري، فبدأت بالتكاثر ،وبالبحث عن هوية فكرية خلاف لهوية حماس، وبدأت باستقطاب العديد من الشباب الرافضين لهذا النهج من داخل حماس، ومن خارجها، ما أدى إلى حالة احتقان بين حماس وهذه الجماعات بدايتة لم تكن ظاهرة، ما لبث أن تصاعدت وتيرتها تدريجياً، حيث الصدام مع جيش الإسلام ثم انفجرت في مدينة رفح مع إعلان جماعة جند أنصار الله السلفية عن ولادة الإمارة الإسلامية، أدت إلى مواجهة عسكرية مع حماس، أطاحت بقائد هذه الجماعة ومجموعة من أنصاره، وعدد من أبناء حماس، على أثرها توعدت هذه الجماعة بالانتقام، من خلال العديد من البيانات التي ملأت الصحافة الالكترونية، تبعها عمليات تفجير في عدة أماكن في قطاع غزة،نسبت لهذه الجماعة، في إشارات تحذيرية واضحة لحماس، هنا تكون حماس قد دخلت في دائرة مغلقة تحكمها السياسة من ناحية، والأيدلوجية من ناحية أخرى، فكلما إتجهت حماس نحو تطبيق برنامجها الأيدلوجي ضعف موقفها السياسي، وأوصدت الأبواب أمام الاعتراف بكيانها السياسي، وكلما حاولت الاتجاه نحو السياسة والمفاوضات ضعف موقفها الداخلي والأيدلوجي، وجوبهت بمواقف رافضة لهذه الخطوات من قبل المتشددين الرافضين لهذا النهج، الذين قد يزداد عددهم يوماً بعد يوم.
إذا كيف ستخرج من هذه المتناقضات؟، وبأي خط ستسجل نجاحها؟، هل بالخط السياسي،أم بالخط الأيدلوجي؟؟، وهل ستستطيع إيقاف مد وتفريخ هذه الجماعات؟؟، وكيف؟، وبأي طريقة؟، هل بالاستقطاب؟، أم بالمواجهة على غرار ما حدث في حي الصبرة، وما حدث في مسجد ابن تيمية في مدينة رفح؟ أم كيف؟.
الأيام كفيلة بالإجابة على كل هذه الأسئلة



#عبد_المنعم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المنعم إبراهيم - حماس...من المأزق السياسي إلى المأزق الفكري