أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خذوا العبرة من لص هيومانيتاس














المزيد.....

خذوا العبرة من لص هيومانيتاس


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كنت أتصفح الانترنت حين وجدت هذا الخبر القصير و السريع والمثير،فما أن قرأته حتى بانت الدنيا أمامي كحبة ليمون مدورة وملونة، مكورة ولذيذة مثل نهد تفاحة من بلدتي الشهيدة.
بعد ان انتهيت من قراءة الخبر عن اللص الطيب تذكرت الفيلم العربي اللص الظريف وتذكرت الرجال الطيبون في بلادنا العربية المستباحة، كما تذكرت المسلسل اللبناني القديم بنت الحرامي وابن الشاويش، وتذكرت ايضا مسلسل عن حرامي النساء في بولندا، وتذكرت حكاية على بابا والأربعين حرامي، وتذكرت بعض لصوص الثورة المغدورة وبعض قادة المصادفة من لصوص مرحلة التحرر الوطني بيسارها ويمينها، وتذكرت كذلك حرامية البلاد العربية من المحيط الى الخليج.

خليط من الذكريات اجتاحني لحظة الانتهاء من قراءة القصة الظريفة،فكل ما ذكرته اعلاه لم يدل بعد على النهاية، صحيح ان القصة الهولنديبة انتهت برسالة الاعتذار من بطلها وبإعلان صادر عن المؤسسة. لكن القصة تدل على ان بطلها ليس لصا عاديا، فالرجل سرق لسد الجوع ولملء أمعائه الفارغة، فقد قام بالسطو على مكتب مؤسسة خيرية هولندية لأنه كان جائعا وبلا طعام منذ عدة أيام. وعندما اكتشف اللص الظريف بطل حكايتنا ان المؤسسة التي سرقها تساعد الفقراء وكبار السن قام بكتابة رسالة اعتذار للمؤسسة التي تحمل اسم هيومانيتاس واعدا بالتبرع لها عندما تتوفر له الاموال وفور تحسن أوضاعه المالية. قامت المؤسسة بنشر خبر السرقة على موقعها الالكتروني، وأعلنت أنها لن تبلغ الشرطة مع أن أمر السرقة أزعجها، لكنها اعتبرت ان المشجع في الأمر كله وجود لصوص طيبون يعتذرون ويقدمون وعودا بالتعويض ..

هذا اللص عرف كيف يقدم اعتذاره وتبريره للسرقة التي قد تسبب الضرر لبعض المحتاجين من الذين تكفلهم وتساعدهم المؤسسة. لكن اللصوص الذين يتحكمون بالشعوب والبشر والحقوق ويسلبون امة كاملة ثرواتها وحقوقها، هؤلاء من سيحاسبهم ومن سيوقف زحفهم وامتداد أياديهم لأموال وأملاك الغير ؟ لا يوجد من يحاسبهم ولا من يمنعهم ، حتى ضمائرهم ليست كضمير اللص الهولندي الذي وجه اعتذاره وبرر سطوه على اموال الغير بالجوع والعوز. هو كان محتاجا وجائعا اما حكام الامة والوطن الكبير من المحيط الى الخليج ليسوا بحاجة لتقديم اعتذارات، فالشعوب تقدم لهم الاعتذار والولاء ماداموا لازالوا يتحكمون بالعباد والعبيد.

لم نسمع ايا من حكامنا يوجه بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في تونس اعتذارا لشعبه المكتوي بنار الوحدة والتحرير والتنمية، الملتفح بنار رفح ولهيب مقاومتها على الحدود مع اكبر دول العرب.. لم نسمع باي اعتذار لجماهير الأمة الملتسعة والملتفحة بنار الوحدة والقومية العربية.

لم يعتذروا عن سنوات حكمهم الطويلة ولم يبرروا سياستهم العليلة والسقيمة.. كيف لهم ان يجدوا التبريرات لبقائهم في الحكم طيلة كل تلك وهذه السنوات... لقد جاءوا ليكونوا حكاما حتى الأبد و حكمهم لا ينتهي سوى بموتهم وإن ماتوا فالورثة حاضرون وقد يخلفهم أبناءهم وان عز الأبناء فهناك البنات والزوجات والأخوة والأخوات...


احد القادة العرب وهو يحب دائما ان يجعل من نفسه نجم النجوم بمناسبة وغير مناسبة، ويفتعل الإثارة كلما دق الكوز بالجرة كما يقول المثل الشعبي. بقيت مشاركته في القمة معلقة حتى صباح اليوم، لكنه وصل الى تونس ثم فاجأ الجميع بقراره الانسحاب احتجاجا على جدول الأعمال. كما تمنى في حديثه ان تقوم اللجان المختصة في بلده بالموافقة على الانسحاب من منظمة الجامعة العربية. ترى لماذا تقبل الجامعة العربية عضوية بلد لا يريد ان يكون عضوا في منظمتها ؟ ولماذا لا يرفض الخوض في مثل هذه القضايا ؟ وهل العضوية الشكلية في الجامعة العربية ضرورة قومية؟ ان الضرورة القومية العربية تقضي بإعادة بناء مؤسسة الجامعة بعيدا عن السطو السياسي واللصوصية الحكومية، فوجود الجامعة ضروري وحيوي، لكن ليس وجودها الشكلي ولا حضورها الهزيل، لأنها بهذه الطريقة تتحول لجامعة لا تجمع أحداً ولا تجتمع على أي شيء سوى الخلافات والفرقة والصراعات الجانبية.

مطلوب تجديد شباب الجامعة وبعثها من جديد على أساس واضح وجلي لا يكون هناك ما يعيق عملها سوى الأعداء هذا ان استطاعوا فعل ذلك، فعندما تتوحد وتستعد وتؤمن الأمة بقدراتها لن يكون هناك مجال للأعداء حتى يعبثوا بها، فالأمة قوية بوحدتها وبنظافة بيتها وبصلابة بنيانها وبتمسكها برأي شعوبها. أما الآن ونحن في امة العرب على مفترق طرق وعلى حافة الهاوية، ونحن كذلك بدون وحدتنا وارتكاز حقيقي لامتنا يبنى ويؤسس بطرق سليمة وصحيحة، لأساس سياسي واقتصادي واعلامي وعسكري موحد قد يتمكن الاعداء من قبر هذه الأمة كما قبرت عصابات اليانكي امة الهنود الحمر في أمريكا. لذا على حكامنا ان يأخذوا العبرة من خطاب بوش الأخير في مؤتمر منظمة ايباك الصهيونية، حيث قال ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل دولتين فتيتين شبيهتين. نعم انهما وجهان لعملة واحدة فهناك تمت ابادة الهنود الحمر وهنا يعملون على ابادة الهنود السمر كما كتب يوما صديقنا الأعزل الكاتب العراقي حمزة الحسن.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية صهيونية لحملة بوش الانتخابية
- مؤتمر العودة في برلين
- مواجهة الارهاب بالارهاب !
- اشلاء الجنود في حي الزيتون
- شركة -توب- اسرائيلية وليست اسبانية ؟
- حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خذوا العبرة من لص هيومانيتاس