أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها














المزيد.....

للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر النقد من اهم العوامل الاساسية و الفعالة لتقدم و تطور المجتمع من خلال تفعيل نشاطات الفرد و توجهاته و تقييمه و تصويبه بعقلية ديموقراطية منفتحة ، و الغرض منه التهذيب و التعديل و التصحيح و البناء، و تكون نوعيته و طبيعته و كيفية طرحه وفق الخلفية الثقافية السياسية الاجتماعية للمنتقِد و المنتقَد على حد سواء. المواضيع الساخنة التي تعرض على ساحة الانتقاد ات هي السياسية بشكل واسع و من ثم الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و لكل منها ارتباط و ثيق و علاقة جدلية مع الاخرى . و صنفت الانتقاد حسب النوعية و المجتمع الى خشنة و صفراء و شديدة اللهجة و صلبة و هدامة و بناءة و واقعية ...الخ من الاصناف ، و حسب الموقع و صفة المنتقد و لغته وثقافته و منها للاعتبارات الاجتماعية و كلها فرضت تضييق مساحة الانتقاد و شكلها.
المجتمع الشرقي قاطبة يتمتع بسمة الانتقاد المستمر من جميع المجالات دون ان يسمح و ينتظر ان يُنتقد او يعتبر نفسه صاحب الموضوع المنتقَد، و المؤسف ان وصل الانتقاد باب من له السلطة و الامكانية و القدرة سيحيلها الى خانة الموآمرة و المعارضة و الايدي الخارجية و الفوضى و التخريب و الى غير ذلك من النعوت و التسميات العجيبة . و هذا ما يجعلنا ان نعتقد بان الانسان الشرقي لم يتفهم لحد اليوم مضمون و معنى و الهدف من الانتقاد ، و من جانب اخر لا يعترف بان جزءا من الحقيقة موجودة في ارائه و مواقفه و اعماله و توجهاته و ليس بشرط ان يكون هو على الحق دائما او هو صاحب النسبة المطلقة للحقائق. و بدوره المنتَقَد يتبع كل الطرق و يستغل كل الوسائل للرد مهما كانت الطريقة مضرة به و بالمجتمع و المسيرة العامة لتطور المرحلة ، و في المقابل الانتقاد لا تعني مسح اراء المقابل او من يُنتقَد و نفيه و تهميشه ان كان الغرض من النقد البناء و تصحيح المسار و الاصلاح و التغيير .
ان كان التقييم وفق معايير تقدمية معتبرة ضامنا للانتقادات الواعية سيكون له التاثيرات الايجابية و المفيدة و العكس صحيح ايضا. و النقد البناء نابع من النظرة المخلصة للطرف او الموضوع المراد تصحيحه و يوعي المنتَقَد من نواقصه و يعيد النظر ان اراد في نظرته و سيرته . و يمكن ان يطرح التقد بشكل غير مباشر ، و هذا ما يلائم مجتمعنا الشرقي المتسم بالعادات و التقاليد و الصفات التي لا تقبل الانتقاد المباشر كما في المجتمعات الاخرى التي تتقبل الصراحة و التهجم و الصدق و الحقيقة و ان كانت مؤلمة ، و لكن بعيدة عن الاتهام و التعدي على خصوصيات الاخر و ظروفه و وضعه الاجتماعي الثقافي . و الاهم في الموضوع هو استنتاج الصحيح ، و هذا يتوقف ايضا على الوقت المناسب لتوجيه النقد ، اي عدم تقديمه اعتباطيا او في الوقت العشوائي اي بدون تاخير او تقديم لاسباب اخرى .
المهم ان يكون النقد مثمرا، اي يجب ان لا يبقى الموضوع او الصفة على حالها بعد الانتقاد ، و توفير الارضية لاستماع و استفادة المنتقَد و نسبة تقبله لما يطرح و يمسه بعيدا عن خدشه، و الا سينعكس الموضوع نتيجة الرد الفعل المحتمل في المقابل ، معالتاكيد على الاختصار في الطرح و التاكيد على جوهر الموضوع و بنيٌة صافية غير كامنة لاي غرض كيدي، مع مد يد المساعدة للحل ان امكن و بشكل مباشر ، و حتما يختلف النقد الموجه بين المستويات المختلفة في العمل و الزمالة و السياسة و النخبة و المثقفين ، و يجب ان تختلف لغة الانتقاد استنادا على المستويات التي تطرح فيها ، و يجب ان يعلم الجميع بشكل واضح ان الانتقاد دواء مرٌ للعلل النفسية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية و لكنها مفيدة و عليها ان تطرح في وقتها المناسب.
بهذه الاسس و الاصول المتعددة ستثمر الانتقاد و تساعد في تقديم المجتمع ، و ان لم تستغل من قبل الفلسفات و الايديولوجيات المضللة ستكون وسيلة هامة في تقارب الطبقات و تحقيق المساواة و العدالة الاجتماعية ، و لكن الراسمالية و كعادتها تريد احتكار المفهوم و سرقتها من منبعها و اعتبرته من المنجزات العالم الليبرالي ، غير ان اليسارية اتبعتها عمليا و فلسفيا من خلال الاصلاح المستمر في الفكر و النظرية و بطرح نقاط الضعف في النظريات المطروحة المعتبرة عالميا بعد طرح البديل المناسب ، و من ثم استنادها على الصعيد الشخصي و ما كان تؤكده عليه هو الثواب و العقاب و الحساب الصحيح و التغيير و اصلاح الحال .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
- استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
- اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
- الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
- الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
- ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
- من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
- الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
- السلطة و المعارضة بحاجة الى النقد البناء على حد سواء
- ألم تتأخر الحكومة العراقية في طلب تسليم الارهابيين من دول ال ...
- عصر التمدن لا يقبل المهاترات في الصحافة
- ألم تتاخر الحكومة العراقية في طلب المحكمة الدولية حول الارها ...
- نظام السوق الحر غير المقيد ينتج الاحتكار في هذه المنطقة
- السياسة بين المهنة و الرسالة
- ما نحتاجه هو التعبير عن الراي و لكن....!!
- مابين المثقف المحافظ و المعتدل في اقليم كوردستان
- فلسفة التربية و التعليم بين السياسة و الواقع الشرقي
- هل تاثرت الثقافة في الشرق الاوسط بالازمة المالية العالمية
- اليسار الكوردستاني بين الواقع و الضغوطات المختلفة
- متى يتجه العراق الى العمل الجماهيري و ليس الحزبي القح


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها