أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - في البدء كان الإرهاب أيضاً.....















المزيد.....

في البدء كان الإرهاب أيضاً.....


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور اليوم على الساحة الألمانية ، وبمناسبة الإنتخابات البرلمانية القريبة القادمة ، نقاشات حادة حول طبيعة العمل التي تقوم به وحدات جيش الدفاع الألماني في أفغانستان ومدى نجاحها في تنفيذ المهمات التي أُنيطت بها فعلاً، وهي مهمات صعبة حقاً ، تتجلى في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له هذا البلد وأهله على يد عصابات الطالبان من جهة ، والمساهمة والمساعدة في بناء وتطوير البنى التحتية في الإقتصاد والتعليم وبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بناءً حديثاً من جهة أخرى. إن الحرب على الإرهاب الذي تضطلع ببعض جوانبه القوات العسكرية الألمانية اليوم ينطلق من مسؤولية ألمانيا الدولية كإحدى الدول الغير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلا أنها تلعب دوراً حساساً واضحاً في توجيه السياسة الدولية . لقد وضعها هذا الدور ضمن الدول التي تتعرض لإرهاب العصابات التي وضعتها ضمن خططها الإجرامية والتي حاولت تنفيذها على الأرض الألمانية في فترات متتالية من السنين الماضية . فالإرهاب لا وطن له إذن ، كما أن ولادته لم تقترن بالحادي عشر من أيلول ، رغم إتخاذ هذا التاريخ طابعاً مميزاً، إذ ان كثيراً من المراقبين والمحللين السياسين مَن ينظر إلى العمل ألإرهابي على المركز التجاري ألأمريكي وكأنه نقطة التحول الأساسية في الموقف من ألإرهاب , خاصة بعد أن إتخذت جرائمه في الحقبة الأخيرة طابعآ عالميآ وجرى تحديد هويته التي أصبحت ترتبط بالدين ألإسلامي في أغلب ألأحيان .
الحادي عشر من أيلول ما هو إلا حلقة في سلسلة ألإرهاب التي عرفتها البشرية منذ نشوئها, إلا انها تعاملت معها ضمن إطار تقييم يختلف اليوم عن سابقه بالأمس. إن إختلاف أساليب ألإرهاب ومنفذيه وضحاياه لا يعني إختلاف فلسفته القائمة على إبعاد ألآخر وتبني ألإكراه والسعي إلى ألإنفراد , دون أن يكون هناك أي إعتبار أوحساب لما يجرّه تطبيق مفردات هذه الفلسفة على ألآخرين . لقد عاش الإنسان ألإرهاب في مختلف أطوار حياته , فكان إرهاب القوي ضد الضعيف وإرهاب الحاكم ضد المحكوم وإرهاب المتطرف ضد المعتدل وإرهاب الإعتدائي ضد المسالم ,نفذه الإنسان متسترآ خلف بعض الرموز الطبيعية تارة وخلف الحق ألإلهي أو ألسياسي أو ألإجتماعي التراثي في أحيان أخرى . فلم تسلم من ويلاته كافة بقاع ألأرض التي عاشته تحت ظروف وأوقات معينة . وفي عصرنا الحاضر وتحديدآ بعد الثورة الصناعية التي عمَّت بعض بقاع المعمورة تمحور دور الإرهاب لتكتوي به تلك القطاعات البشرية التي شكلت وقود هذه الثورة والماكنة التي تدفع بها نحو مزيد من الإستغلال , فكانها بذلك كالضحية التي تقدم وسيلة قتلها ليد قاتلها , إذ أن خيارها ألآخر هو الموت جوعآ . فعرفت البشرية هذا الإرهاب ألمُوَجه ضد هذه القطاعات بالذات , عاملآ على إفراغها من خصائصها ألإنسانية التي كان يراد لها أن تتلاشى أمام عجلة ألإنتاج ألإقتصادي الذي أصبح المؤشر الوحيد لتحقيق إستمرارية الحياة وإنسجام ذلك مع مقتضيات التطور الجديدة . إلا أن فلسفة هذا ألإرهاب لم يكن يُنظر إليها كونها تُمثل ظاهرة شاذه لم يألفها المجتمع من قبل , بل بالعكس فقد كانت تُسَوَق وكأنها الحق الطبيعي لصاحب العمل أو للحاكم أو حتى لرجل الدين في الحالات الكثيرة التي وقفت فيها المؤسسة الدينية إلى جانب الحاكم الظالم أو صاحب العمل المُستَغِل , فكان الصمت الذي رافق هذا الإرهاب .

أن الجديد في سلسلة ألإرهاب اليوم والذي شكل الحادي عشرمن أيلول واحدة من حلقاتها هو الطابع الذي إتسم به والمتمثل بإندماج الرأسمال بالسياسة وكليهما بالدين ليخرج بمعادلات تتغير رموزها بين الحين والآخربحيث يظل العامل المجهول فيها متنقلآ بين هذه الحدود الثلاثة الإقتصاد وما ينتج عنه من علاقات إجتماعية , والسياسة والدين اللذان يمهدان الطريق لتحقيق مثل هذه العلاقات . لقد برز هذا التشابك الذي كانت توجهه قوى لا يستهان بقدراتها السياسية والإقتصادية والدينية بطرح بعض النماذج ألإرهابية التي عاش جيلنا بعض فصولها . وإذا ما أردنا إقتصار ألأمر على التاريخ الحديث لمنطقتنا العربية ألإسلامية بالذات فإن أبرز النماذج التي تبرز أمامنا هي تلك التي جرت على أرض الجزائر وأضمحلت تدريجيآ بعد أن رفض الناس أعمال إراهبيي الإسلام السياسي ألإجرامية المتمثلة بالقتل والذبح حتى على ألأطفال الرُضع , حيث كان هؤلاء المجرمون يعللون ذبح ألطفل الرضيع بحجة إنقاذه من الحياة في المجتمع الذي يعتبرونه هم كافرآ . والنموذج الذي فككه مؤسسوه بعد أن ضاق به شعب السودان ذرعآ وبعد أن عاش المواطن السوداني تفاهات وبدائية القيادة التي كان يمثلها محور البشير.. الترابي ، حيث إنفرد البشير المتخلف بهذا النموذج البدائي لتعم الجريمة وليعم الإضطهاد والتنكيل بحق الشعب السوداني ، كل ذلك باسم الدين والشريعة التي يريد أن يمثلها بشير السوء هذا . والنموذج الطالباني المقبور في أفغانستان وما جرّه على الشعب الأفغاني والشعوب المجاورة وشعوب أخرى كثيرة بعيدة عنه أصلاً من نكبات وويلات عادت بتلك الشعوب جزءً أو كُلاً إلى غياهب ماقبل القرون الوسطى . والنماذج التي في طريقها إلى مزبلة التاريخ في إيران وبقية ألأنظمة التي على شاكلتها. وما يمثله ألإرهاب بالعراق اليوم والذي يسعى لوضع وطننا وأهلنا ضمن مخططاته السوداء هذه .


من الطبيعي لا يمكننا التطرق في هذا المجال إلى كل هذه النماذج التي تشابكت فيها جميعآ حدود المعادلة السياسية والإقتصادية والدينية , ولكننا يمكن أن نأخذ نموذجآ واحدآ لنرى مدى إنطباق هذه المعادلة على النماذج الأخرى أيضآ . هذا النموذج الذي عاشه البلد الذي تحاول السياسة الألمانية اليوم كنس مخلفاته والذي يتمثل بالنظام الطالباني المقبور في أفغانستان . وبكل إختصار يمكن القول أنه بعد أن جرى تغيير النظام الملكي في هذا البلد وتعاقبت عليه الحكومات بعدئذ حيث إستقر به المقام أخيرآ بين يدي حكومة تبنت ألإشتراكية كإسلوب للإنتاج الإقتصادي . ونظرآ لعدم قدرة هذه الحكومة آنذاك على المحافظة على الإستقرار ألأمني والتطور الإقتصادي ، وعدم قدرتها أيضاً على مواجهة الإكتساح الخارجي من قبل المحور الباكستاني الإمريكي, إستعانت بقوات حليفة لها من جارتها الكبرى , دولة ألإتحاد السوفيتي آنذاك, فأعطت للإحتلال الرسمي طابعآ مبدأيآ سرعان ما أثار غضب القطب الآخر الذي إنطلق للدفاع عن الدين ألإسلامي !!! الذي يريد الشيوعيون ألأفغان إنتهاكه مع رفاقهم السوفيت ،كذا،. فهرعت إلى أفغانستان , جموع "المجاهدين " من خبراء وكالة المخابرات المركزية ألأمريكية للقاء إخوتهم في الجهاد من ألأفغان والباكستان والعربان , وتدفقت ألأموال السعودية والخليجية والإسلاموية لشراء السلاح والذخيرة من حماة ألإسلام في ديار العم سام فتم تنسيق الصفقات بين عائلتين قدمتا نفسيهما كحاميتين ومدافعتين عن الدين وأصوله , يمثل الأولى تاجر ألأسلحة أسامة بن لادن الذي أصبح محط ثقة مَن أطلقوا على أنفسهم " المجاهدين " مسلمون وغير مسلمين, ويمثل الثانية آل بوش المرتبطين بآل لادن برباط قديم هدفه حماية ألإسلام !!, متسترين خلف شعار عدوهم ألأزلي , الشيوعية , وذلك بأموال سعودية وأسلحة أمريكية وتخطيط مشترك تحققت به حدود معادلة ألإرهاب ألإقتصادي السياسي الديني . وأنتصر المجاهدون جميعآ , مسلمون وغير مسلمين , وأنتصر " ألإسلام " الذي عرفه العالم بعدئذ مُمَثلآ بأوباش الطالبان الذين لم يستطع حلفاؤهم القدامى على ترويضهم إذ أن توحشهم نادرآ ووحشيتهم تخجل منها أكثر الوحوش بدائية . فاختل ميزان الود وتعطلت لغة الجهاد وسادت الجفوة بين المجاهدين من العرب وغير العرب والمسلمين وغير المسلمين . فماذا يتوقع الإنسان السوي من وحش يزداد شعوره يوميآ بالعزلة وإحتقاره وإزدراءه من قِبل ألآخرين ؟ لا شيء إلا الهيجان ولا شيئ إلا زيادة التوحش والهمجية التي تعلمها من إخوانه المجاهدين بالأمس والتي أنقذته وأنقذت ألإسلام الذي يدّعيه من بعبع الشيوعية , ولابد أن هذه الوحشية ستنقذه اليوم أيضآ من مكائد مجاهدي وكالة المخابرات المركزية ألأمريكية , رفاق درب الأمس على العقيدة والجهاد في سبيل ألإسلام . فكانت حلقة الحادي عشر من أيلول التي لا مكان لها خارج السلسلة التي تنتمي إليها والتي تشدها إلى الحلقات ألأخرى في مسلسل الإرهاب العالمي الذي نشهده اليوم.


ألإرهاب الذي كان ظاهرة عالمية منذ قابيل بن آدم سوف لن يتوقف عند أسامة بن لادن إذا ما ظلت ينابيعه ترفده بما يحتاج إليه من البشر الجاهل الفقير المعدم في هذه الدنيا والتواق إلى الحصول على ما يقدمه له ألإرهاب من جَنات النعيم ومن الحور العين والفوز بالحياة ألأبدية بعد هذه الحياة الفانية البائسه. الإرهاب الذي بدأ بقتل هابيل سوف لن ينتهي بقتل ألمئات في الأربعاء الدامي في التاسع عشر من الشهر الماضي في بغداد . وظاهرة ألإرهاب العالمية هذه سوف لن تنتهي إذا ما ظل الطغاة والجبابرة في المجتمعات العربية والإسلامية متربعين على أرائكهم يتحكمون برقاب الناس لأجيال ولا أمل للخلاص منهم إلا بموتهم , هذا في حالة عدم تفويض أحد جلاوزتهم بديمومة السلطنة وإستمرار التعسف والإرهاب . فماذا ترانا فاعلين للخلاص من كل ذلك..؟


تجفيف ينابيع ألإرهاب العالمي يقودنا شئنا أم أبينا إلى التعامل مع حدود معادلته الثلاثة ألآنفة الذكر والمتمثلة بالجهل والفقر وتسلط الحكام الطغاة . هذه الينابيع الثلاثة التي يجاهد الإرهاب من أجل ديمومتها وصيانتها حتى لا تنضب , إذ أن وجوده متعلق جدليآ بوجودها , فحياته ببقاءها وفناؤه بزوالها .


إن ردم مستنقعات الجهل المنتشرة على بقاع الأرض العربية والإسلامية , كإحدى روافد ألإرهاب , بفيض العلوم والمعارف التي إكتسبتها البشرية طوال مسيرتها التنويرية التي أخذنا نتأخر عنها كلما زادت خطى هذه المسيرة , أمر لا يمكن تجاهله عند وضع خطط محاربة ألإرهاب والتخلص من شروره . ألتعليم المُوَجَه الذي يجب أن يبدأ برياض ألأطفال ولا يتوقف عند حد معين , فطلب العلم ينبغي أن يكون من المهد إلى أللحد , هذا العلم سوف لن يجعل ألإنسان مستقبلآ لقمة سهلة لذوي الإفكار الشريرة المعادية للإنسانية والمتآلفة مع كل ما هو سيئ وقبيح . الإنسان الذي يستطيع أن يميز بعِلمِه وعقله وثقته بنفسه بين جوهر الدين وقشوره وبين الظواهر العلمية وخرافات الدجالين مُلتحين وغير ملتحين ، بجباه مكوية أو ملساء . الإنسان الذي يطَّلِع على أسرار الكون ويلُّم بألغاز الطبيعة ويفهم عناصر الحياة ويعي حركة الكواكب والنجوم والقادر على أن يتفاهم مع قوم من غير قومه ويتربى على قبول ألآخر وإحترامه . ألإنسان الذي يرى صيرورته ووجوده من خلال صيرورة ووجود ألآخرين لا بمعزل عنهم . ونقولها بإختصار شديد الإنسان المؤمن بالمقولة القرآنية التي لا تساوي بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ويعمل على تطبيقها على جميع مفاصل حياته . إن هذا الإنسان فقط هو الذي سيكون في منجى من ألإنزلاق في متاهات التفسير والتأويل السلفي التكفيري والطائفي المتزمت للدين ونصوصه , ومنيعآ ضد فبركات التوجهات القومية العنصرية المتطرفة . أي أنه سيكون في نهاية المطاف متسلحآ بالعلم والمعرفة فلا يجد حاجة وضرورة لإستعمال سلاح آخر لإثبات وجوده من خلاله . فالعلم مال المعدمين إذا هُمُ ....... خرجوا إلى الدنيا بغير قِوام.

كما أن ردم مستنقع الفقر, كرافد آخر للإرهاب , بخلق علاقات إنتاجية في المجتمع تلبي حاجة إنسان القرن الحادي والعشرين وتتجاوب مع وتائر التقدم ألإجتماعي والإقتصادي العالمي , من شأنه أن يخطو بالمجتمع خطوات هامة على طريق تحقيق العدالة ألإجتماعية، العدو أللدود للإرهاب ونقيضه ألأبدي . فالعامل ألإقتصادي إذن ونظام ألإنتاج الذي يمثله وعلاقات الإنتاج الناشئة عن ذلك ينبغي أن تصب في رافد العدالة ألإجتماعية التي من شأنها أن تخلق مجتمعآ تتوفر فيه متطلبات الحياة ألإنساية بأوجهها الفنية والثقافية والغذائية والصحية والأمنية وكل ما من شأنه خلق مجتمع يحترم العمل ويسعى للبناء ويزيد أواصر الإلتحام بين منتسبيه . وإذا ما تحقق ذلك في مجتمع ما فسوف لن تكون هناك فسحة يستطيع ألإرهاب أن يتحرك فيها بسهولة في هذا المجتمع . ولتكن لنا عِبرة حسنة في مقالة رائد العدالة ألإجتماعية في المجتمع العربي علي إبن أبي طالب وهو القائل : لو كان الفقر رجلآ لقتلته , فإقتلوا الفقرالشاخص بكل قِوامه بين أهلنا بالعراق بالعمل ثم العمل ثم العمل يا من تريدون السير خلف راية علي حقآ وحقيقة لا نفاقآ ودجلآ .


أما مستنقع الإرهاب الذي لا يقل عمقآ عن مستنقعي الجهل والفقر والمتمثل بالوضع السياسي السائد في هذا البلد العربي أو ذاك المجتمع ألإسلامي والمؤدي إلى إستغلاله من بعض قوى ألإرهاب لتمرير عمليات إرهابية تسيئ إلى النضال الوطني الهادف إلى التخلض من الزعانف الحاكمة ومن جبابرة الجريمة القابعين منذ عقود من الزمن في متاهات قصورهم العربية الإسلامية ,لا علاقة لهم بالشعب الذي يدَّعون تمثيله في المحافل الدولية التي يكشفون فيها عن عوراتهم بين الحين والحين . هذا المستنقع الذي يتغذى منه ألإرهاب ليزيد بلاء الناس بلاءً , وكأن إرهاب المتسلطين عليهم من الحكام ألأوباش بحاجة إلى من يغذيه كمن يغذي النار بمزيد من الحطب . هذا المستنقع ألآسن الذي أزكمت روائحه النتنة أنوف أجيال قضت ولا زالت تزكم أنوفآ لا تريد , كسابقتها , ان تغادر هذه الدنيا قبل أن تنزل القصاص العادل بقتلة أجيال هذه ألأمة وبذلك ستنقذ ألأجيال القادمة ليس من تسلط الجبابرة وحسب , بل ومن تسلط ألإرهاب وألإرهابيين أيضآ .
إذن نحن أمام مهمات عصيبة لا نستطيع التفريط بأي مقوِم من مقوماتها إذا أردنا التصدي للإرهاب فعلاً وردم المستنقعات التي تغذيه . وهنا لابد لنا ، خاصة في وطننا العراق اليوم ، أن نستعرض القوى المؤهلة حقاً لمثل هذه المهمات الجسيمة . فإذا ما اخذنا تجربة الأعوام الستة ونيف التي مرت على إكتساح البعثفاشية ، فإننا سنكون أمام وضع لا نستطيع ، من خلال ألأحداث التي توالت فيه ، أن نعتبره قد حقق بعض ما كان ينتظره الشعب العراقي من سقوط نظام دكتاتوري شمولي أسود . لقد لعب الإرهاب المحلي والإقليمي قومياً ودينياً دوراً لا يستهان به ، إضافة إلى فساد أكثر الحاكمين المتحكمين برقاب أهل العراق، في خلق هذا الوضع الذي يعاني من ويلاته الشعب والوطن والذي لابد له أن يزول . لقد أثبت ألإسلام السياسي والتوجه القومي المتعصب الذي إنبثقت عن تحالفهما سياسة التقاسم الطائفي للنفوذ والتمحور العشائري بان مثل هذه النماذج لا يمكنها أن تسعى لمحاربة الإرهاب بشكل جدي وذلك لسبب بسيط جداً ألا وهو إضطرار مَن يتبنى هذا المنهج للجوء إلى القوة من خلال المليشيات التي أصبحت الأذرع الضاربة عسكرياً لهذه الأحزاب ، وما ذلك إلا الإرهاب بعينه . وما على الناس في العراق إلا أن تفتش عن البديل الحقيقي لمثل هذه النماذج إن كانت تريد التخلص من الإرهاب حقاً ، وليس هناك أدنى شك في رغبة أهلنا في الوطن بتحقيق ذلك وفي أسرع وقت ممكن .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية ولاية الفقيه وأَعراب الكفر والنفاق ، بؤر الإرهاب ب ...
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم الثاني
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم ألأول
- لقطات من المهرجان الثقافي العراقي في برلين
- شموخ الثقافة العراقية في برلين
- أحزاب ألإسلام السياسي بالعراق .....قد فشلت وحان رحيلها
- هدية الشعب الكوردي إلى النائب البرلماني أسامة النجيفي
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الثاني
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الأول
- الفقهاء بين التيسير والتعسير
- إبن عربي رائد العلم الحديث
- نَفس عراقي أصيل يتهاوى أمامه الرقعاء
- النقاب ، ورقة خاسرة أخرى يلعبها الإسلام السياسي
- مِن هالمال....حَمل إجمال
- تخبط ملالي ولاية الفقيه
- أولُ غيث أكاذيب ولاية الفقيه
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثالث
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثاني
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الأول
- ديمقراطية الإختيار بين الأرنب والغزال في ولاية الفقيه


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - في البدء كان الإرهاب أيضاً.....