أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كل عام وأنت بخير














المزيد.....

كل عام وأنت بخير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 22:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اليوم نبتت في حديقة منزلي نبتةُ جديدة , ورائحتها جميلة ولم يسبق للساني أن ذاق طعما كطعمها ولا إشتمّ أنفي رائحةً كرائحتها إنها أنت بل أنت هي , ولو ذقتُ طعم أصابع كفيك لقلتُ أن الطعم واحد واللون واحد والدمُ واحد والعطرُ واحد , فكافة أعضاءك لا تختلفُ في شيء ٍ عن طعم النباتات والسيقان واحدة ٌ تتشابه سيقانك مع سيقان الورود مع الجوري والمجنونة والقرنفل والياسمين ولم يسبق لعيوني أن رأت مثلها لا في النوم ولا في اليقظه ولا حتى في الأحلام , يا (.....) ما أزكى طعمها ولونها ورائحتها ولم أدري حقيقة ماذا أُسميها ؟؟وفي النهاية توصلتُ إلى حقيقةِ (يوتوبيه) خيالية وتأكدتُ من أن تلك النبتة ظهرت مع ظهورك بحياتي فأنت في حياتي زهرة جميلة فكلاكما ظهر في نفس الوقت وتلك التي في يساري ظهرت مع بداية حبي لك ونبتت كما نبت حبك بين جوانحي فدعوتها باسمك ,هي الآن تحملُ اسمك وأنت تحملين صفاتها أسقيتها الماء وأعطيتها السماد وطوال النهار وأنا إما ذاهبٌ إليها وإما قادمٌ من عندها , حتى أصبحت شغليّ الشاغل , فأنا الآن أعمل (خولي) وجلستُ ساعة العصرية بجانبها وغنيت لها أغنية نجاة الصغيرة :

" ع اليادي إليادي إليادي...يا أم العبيديه


ياما جرح الورد أيادي !! حتى الجانينيّه!!".

وكمان غنيتُ لها أغنية محمد عبد الوهاب :
"يا ورد مين يشتريك ؟

وللحبيب يهديك

يهدي إليك الأمل ..والمُنى والقُبلْ

ياوردي.
أحمر وغار النهار منّه

خجول محتار

باسوا الندى في خده وجارت عليه الأيام.

أبيض وغار النهار منّه خجول محتار

راح للنسيم واشتكى

جرّحْ خدوده وبكى

أفدّي العيون التي تعبثُ في مُهجتي

يا ورد ليه الخجلْ؟ فيك يحلو الغزل
يا وردي"

كل عام يا (حبيبتي) وأنت تكبرين في قلبي كما تكبرُ زهرتك خلف منزلي وكل عام وأنت بخير وكل عام وفرشاة أسنانك بخير ومعجون أسنانك الذي أحسده على تميّعه بين ثناياك وكل عام ومنشفتك القطنية بخير وأدواتك المطبخية وكل عام و كل والورد التي تجرحُ يدي بخير وكل عام والعيون التي تقتلني بخير , وكل عام ومرودُ الكحل الذي يدخلُ عينيك بخير والذي أحسده أيضاً على عبثه في جمال عينيك , وحتى الجدران التي تسندين إليها ظهرك كل عام وهي بخير .

كل عام وطاووستي بخير ووردتي وزنبقتي المائية بخير وكل عام وأغنيتي الصدّاحة بخير , وكل عام وأنت تلبسين ما أتمناهُ وكل عام وأنت تخلعين ثيابك كما يخلع الليل سواده وكما يخلعُ النهار بياضه , كل عام وأنا هكذا أقفُ على قارعة الطريق أنتظرك صبحاً ومساء كما يفعل المراهقون .

في هذا العيد السعيد ستعيشين لوحدك مثل الوردة أو النبتة التي ظهرت في حديقتي منزلي جميلة وغريبة ووحيدة وستقتلك الوحدة لوحدك كما كانت تفعلُ بي قبل عشرة أعوام وفي نهاية المطاف استسلمتُ لإرادة ليست إرادتي تلك الإرادة ستستسلمين لها إن عاجلاً أو آجلاً .

وبمناسبة مرور 2880ساعةً على آخر كلمه قلتها لك فإنني أنتهز هذه الفرصةَ الكئيبةَ لأرسل لك ببطاقة معايدةٍ وأرجو منك أن تفتحيها للناس وللصديقات وللزوار في يوم عيد الفطر السعيد , وأتمنى منك أن تخفيها عن أعداء الرومنسية في صدرك الرومنتيكي وبين خصلات شعرك الأسود والليلكي وأن تضعيها بين يديك الناعمتين الدافئتين , لأنني أخشى على كلماتي من الموت في يوم عاصف وبارد , إخفيها في عينيك المتلونتين بألوان الطيف, لا أدري متى أكتشف سر الجاذبية بهما يا أجمل عينين رأتهما عيوني ويا أغرّبَ وردة ويا أطيب رائحةِ شممتها بِأنَفي طوال العمر , وضعي كلماتي على سرير نومك الخالي من دفئي ومن روحي الرومنسيه ودعي الكلمات تغفو..ثم تغفو ..ثم تغفو لأنام من بعدها أنا , لقد تعبتُ من اختراع الكلمات , لم تبق كلمة إلا وكتبتها لك ولم يبقى حرفٌ إلا وإكتشفته لك , حتى اللغة السريانية بحثتها عنها من أجلك .

كل شيء موجود في غرفة نومك إلا أنا وذكرياتي ..لماذا لا توجدُ لنا مع الورود ذكرياتٌ جميلة ؟فالعطور موجودة والكريمات المشهورة موجودة وأدوات التجميل موجودة والدمى تنامُ بجانبك وعلى حواف السرير , ولكن لمن كل تلك الأدوات ؟ يجب ْ أن تكون لفارس أحلامك ولفارس نومك ولفارس صحوك وللخولي فما نفع الحياة إن لم يكن بها كما قال الشاعر :

ولا خير في الدنيا إن لم يكن بها

صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ منُجزا .

اليوم فكّرتُ بعبور الأطلسي من بين عيونك لأصل إلى الضفة الثانية , اليوم قررتُ عبور السماء من بين شفتيك , واليوم قررتُ شق الأرض من تحت قدميك , واليوم أعلنتُ وصولي إلى قمة إفرست من فوق رأسك واليوم تسللتُ عبر النهدين لأحترق بنار جهنم ...الثورة تبدأ من عينيك الجميلتين اللواتي جذبنني إليك , يا ساحرتي ... ويا ملهمتي , ويا معلمتي .... متى تكف عيونك أذاها عني , تكاد أنوارُ عينيك أن تلحق بي الأذى .

كل عام يا (...) وأنت بخير , وبهذه المناسبة العظيمة... أنتهزُ هذه الفرصة أيضاً لرفع بطاقة تهنئة بالعيد السعيد للرحم الذي حمل بك , فأمانة ليس بعدها خيانة أن يصل لها سلامي وكلامي ومحبتي لها ولما أنجبت الصحراء العربية من أنثيين جميلين ولطيفين , رُغم أنني لم أجد في حبك راحة ولا حتى للحظهْ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفطر رمضان
- الخوفْ من الموتْ
- أهداف خُطب الجمعه
- غسالتي الأردنيه وغسالة ماما اليابانيه
- ضع دائره حول الإجابه الصحيحه
- ما فيش أحلى من الشرف
- المرأة الصوفية 2
- المرأه المتصوفه1
- ابلادنا حلوه اكثير وبتجنن
- الدين للفقراء
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء
- كيف أعيشُ يومي؟


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كل عام وأنت بخير