أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بداي رسن الفرطوسي - الثقافة العاشورائية بين نقد الذات وجلد الذات















المزيد.....

الثقافة العاشورائية بين نقد الذات وجلد الذات


بداي رسن الفرطوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تعد (الملحمة االحسينية ) أو (واقعة الطف) معلماً أو متبنى شيعياً , بل أخذ منحى ومعطى إنسانياً وعالمياً, لما تشكله هذه الواقعة الخطيرة في الانعطاف الحاسم والحاد في الفعل الانساني , من رفض الظلم والاستبداد واحقاق الحق والعدل , عن طريق الرفض والمقاومة والثورة حتى الاستشهاد.
وإذا كان هذا المتبنى الانساني قائماً على الاستلهام والاسترشاد والتأسي بهذه الواقعة ؛ فأن التشيع قد ذاب واندك فيها, وأصبحت مبادئها جزءً من نسيجه الفكري والعقدي وحتى الفقهي , فلا يمكن تصور التشيع (( كمذهب )) دون كربلاء او كربلاء دون تشيع , ومن هنا تكمن عظم المسؤولية وثقل الحمولة التي ينوء بها اتباع المذهب , الخواص منهم والعوام .
تتجلى الثقافة العاشورائية في محورين أساسيين :ــ
الاول المحور القيمي السياسي : ويقوم على التحرر من الخوف ونبذ الذل , والوقوف بوجه الظالم , وهو اصل الحرية والمقاومة والتمسك بالعز والشهادة . ومصاديقه ما روي عن سيد الشهداء (ع) (( وأني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولاظالما وانما خرجت لطلب الصلاح في امة جدي ( ص) اريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسيربسيرة جدي وأبي )) و(( إنا- أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا ختم الله . ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لايبايع مثله .ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالبيعة والخلافة ))
الثاني المحور الشعائري العاطفي :ــ وهو الفعاليات الساندة والمعبرة والمفصحة عن المحور الاول, ويتمظهر في إقامة مجالس العزاء وسكب الدموع واللطم وتأسيس الهيئات والمواكب ورفع الشعارات والرايات وغيرها.
ان تغييب وغياب الشيعة عن الساحة السياسية – مدة 14 قرنا- تحت ضغط عوامل واسباب كثيرة أدى الى تغليب المحور الشعائري العاطفي على المحور القيمي السياسي في المشهد العاشورائي . افضى هذا الامر الى ان يكون النعاة اكثر من الدعاة . والنادبين اكثر من الثائرين ,وشعراء الرثاء اكثر من شعراء الملحمة, وتأبين الحسين (ع) اسهل بكثير من اقتفاء أثره في الثورة والخروج . ولم يقتصر الامر على (التغليب) بل امتدت وتوسعت ثقافة العواطف العاشورائية ( غير المقننة ) لتصل حد المبالغات والتحريفات ... وإن توفر فيها حسن النية .
ان التشيع شهد ويشهد اكبر حملة تشويه ومحاولة تقويض عبر التاريخ , رغم جهود المدافعين من علماء وفقهاء ومتكلمي المذهب . وإذا كان هذا الجهد ضد عامل خارجي منطلق من الآخر المخالف ؛ فأن عاملا نوعيا داخليا يعطي المسوغ والمبرر في الطعن وإثارة الشبهات وفتح الثغرات في الجسم الشيعي , وقد تكون المبالغات والتحريفات في الملحمة الحسينية إحدى ثقوب الخرق في جدار التشيع .
يمكن تلمس ورصد بعض المعطيات أو المسوغات التي أدت الى بروز هذه الظاهرة :ــ

اولا:ــ طبيعة التشيع
بدأ التشيع بحب علي (ع) ثم بولايته ونصرته , ثم بحب أهل بيت النبوة والاعتقاد بإمامتهم وعصمتهم . ثم اتسع المحبون وظهر الفقهاء والمتكلمون , واكتملت نظرية التشيع كمذهب فكري وعقدي وفقهي .نشأ التشيع في حواضر المدن , في المدينة والكوفة وبغداد والحلة والنجف وغيرها , هذه النشأة الحضرية أعطته حيوية التفاعل والانفتاح على حضارات وثقافات مختلفة , فأمتزج بها , فأخذ منها وأخذت منه , لذلك نلحظ فرقا بين الاداء العاشورائي في باكستان عنه في لبنان او بين المراسم الايرانية والعراقية او بين الاداء المصري والهندي , هذا التلون والامتزاج أفسح المجال بشكل واسع لادخال أساليب ألأحتفاء والتعبير عن الواقعة متأثرةً بتلك الثقافات .

ثانبا :ــ قاعدة التسامح
وهي قاعدة فقهية بحتة , تختص في أدلة السنن ,تقول هذه القاعدة (( إذا فهمنا من خبر ضعيف لا يحتوي على تمام شرائط الحجية ثوابا على عمل ما , ولم يكن لدينا دليل آخر أمكننا في هذه الحالة العمل به ونحصل على الثواب منه وإن كان مجعولا أو موضوعا , ولم يصدر عن المعصوم أصلا ))
هذه القاعدة الفقهية جرى توسيعها لتشمل الاصول الفكرية والعقائدية والروايات والحكايات والطقوس والشعائر الحسينية.
وللعلامة المامقاني في رد نظرية جريان قاعدة التسامح في مجال القصص التاريخية والمواعظ والاخلاق كلام هام ومتقن ,
يقول فيه ((لا يسوغ نسبة الخبر الى المعصوم (ع) من دون طريق معتبر , وورود الأذن بالمسامحة في أدلة السنن عن النبي المختار (ص) والأئمة الأطهار (ع) ممنوع )) المامقاني / مقياس الهداية في علم الدراية ج1 ص196 .
ونستشهد على التوسع في هذه القاعدة بمقدمة كتاب ( محرق القلوب )) للملا مهدي النراقي فيقول (( إن نقل الاخبار الضعيفة وغير المعتبرة في حكايات النبي والوقائع التي جرت على أهل البيت جائز , من هنا ذكرنا في هذا الكتاب الاخبار الضعيفة الى جانب الصحيحة ))
يقول السيد هاشم معروف الحسني في كتابه الموضوعات في الآثار والاخبار ص 198 (( وجاء عن بعضهم انه كان يقول :ــ إذا استحسنا أمرا جعلنا حديثا , وإذا أتهمهم أحد بالكذب على الرسول ولم يستطيعوا التخلص منه إلتجأوا إلى اسلوب آخر , وقالوا نحن نكذب له لا عليه ؛ لنرقق قلوب العامة ))
واعترف خالد بن صفوان وهو من رواة الحديث ,قال إني لأسمع الحديث مجردا فأكسوه , ممرطا فأريشه .وسمع عنه أيضا , إني لأسمع الحديث فلا أحدث به حتى أتوبله وأفلفله وأسعتره . ( الراغب الاصفهاني / محاضرات الادباء )

ثالثا:ــ غياب الضابط الفقهي
لايختلف إثنان ان النتاج الفقهي الشيعي هو الاغنى والأثرى والأغزر من بين ما انتجته كافة المذاهب مجتمعة , لما يمتلكه من مدونات فقهية كبيرة , من حيث قوة الاستنباط وإحكام الحجية , والشمول -والتوسع , حتى وصل الامر لوضع إجابات لأسئلة إفتراضية نادرة الحدوث . لكن الشعائر والطقوس ضلت خارج نطاق هذه المباحث , ولم تتصدَ الحوزات العلمية لشرح (( أحكام فقه الشعائر )) وذلك باستنباطها من مظانها وتقديمها على شكل رسائل علمية وعملية لكافة المستويات , الا من فتوى هنا وإستفتاء هناك , وترفّع المجتهدين في الخوض في هذا الجانب , لاعتقادهم بأنها من إختصاص الفضلاء وليس من عمل العلماء ( القفهاء )

رابعا :ـــ التخوف من نقد الذات
ثمّة مفارقة غريبة يقع فيها البعض, في عدم التفريق بين الدين والفكر الديني , الدين (( كمقدس ولايسأل فيه عن الكيف )) والفكر الديني (( كمحترم )) الذي هو نتاج عقل بشري ,بُذل فيه الوسع , وجدٌ واجتهاد , ولا قداسة فيه , ويسأل فيه عن الكيف , ويُجوّز عليه الخطأ والصواب ,
هذا الخلط ورفع الحدود بين المقدس والمحترم جاء لحساب المتكسبين من المقدس في توسيع دائرته ليشمل مساحات واسماء وافكار ليست مقدسة ولا هي من ضروريات الدين , مما آل الى ان تكون ( عادة مستحبة ) لتسطيل وتتعملق , وبالتقادم تصبحح ( مقدساَ ) , وبالتالي يغدو الحديث عنها وفيها من المحرمات .
ان الخوف من نقد الذات والانشغال بتحصينها ناشىء من الخشية من الآخر المخالف في اعطائه الفرصة للنيل من المذهب , وقطع الطريق عليه من استخدام قاعدة (( من فمك ادينك )) .
ان إمتلاك التشيع لأكبر ترسانه عقدية رادعة شجع الكثير من علماء وفقهاء ومتكلمي المذهب الواثقين من صلابة أسسهم الأعتقادية ان يتصدوا لنقد الذات والمراجعة واقترنت أسمائهم بكلمة المصلح او المجدد , وعلى كافة الصعد السياسية والاصولية والفقهية والفلسفية والشعائرية , ولم تعد مقولة (الخوف من توهين الذهب ) صالحة تاريخياَ , لأن التشيع غير قابل للتوهين لتماسك مفرداته ومكوناته العقدية والفقهية , اما الزبد فيذهب جفاءً , والواهن ما علق بالمذهب من لواسق وشوائب غريبة أساءت للدين والمذهب العلوي الصادق , وقد برز من رجالات المذهب الذين تصدوا للاصلاح والتهذيب (( رغم قلة عددهم )) وكان لهم دور في تنوير العامة نذكر منهم 1 :ــ العلامة السيد محسن الامين العاملي , صاحب كتاب ((اعيان الشيعة )) وكتب مؤلفه ((التنزيه في اعمال الشبيه )) عام 1346 هـ . متصدياَ من خلاله لتهذيب مظاهر العزاء والتطبير ومراسم التشابيه الاستعراضية .وقد عورض الكتاب كثيراَ وكتبت حوله الردود والرسائل .
2 :ــ الشيخ مرتضى مطهري , له مجموعة محاضرات جمعها محمد حسين حق بعنوان (( ثورة الشيخ مطهري ضد الموروثات المزيفة في عاشوراء)) .
3 :ـ مساهمات آية الله ابو القاسم الكاشاني وآية الله السيد ابو الحسن الاصفهاني صاحب الفتوى الشهيرة في تحريم التطبير والضرب بالسلاسل الحديدية .
4 :ـ العلامة ميرزا حسين النوري ـ صاحب كتاب مستدرك الوسائل ــ الذي الف كتابه (( اللؤلؤ والمرجان )) عام 1319هـ . ونظر فيه لضرورة توفر شرطين , الاخلاص والصدق , كاشفاَ من خلال ذلك عما يتلبد خلف الستار من رياء وكذب .

الملحمة الحسينية في دائرة التأمل
أولاَ :ــ إختلاف القراءات وتعدد الفهومات
أ :ــ الادعاء ان خروج الامام الحسين (ع) كان أمراَ شخصياَ وواجباَ فردياَ لايمكن تطبيقه على غيره ,وانه كان عالماَ بمصير إستشهاده وعزم عليه , وذلك تابع لحكمة لايدركها الا الله , وليس لنا ان نقول :ـ لماذا ألقى بنفسه في التهلكة, لان تكليفه خارج عن تكاليف الخواص والعوام (( ميرزا ابو الفضل زاهدي قمي ــ مقصد الحسين ـ )).
لعل هذا الاعتقاد هو السائد في الثقافة المنبرية العاشورائية , والغرض من ترويجه وتسويقه هو سلب الملحمة الحسينية من بعدها القيمي السياسي ,المتولد من تاريخية الواقعة وفعلها البشري الارضي المحكوم بالزمان والمكان , وبمقدمات ونتائج , الى بعد غيبي إلهي سماوي (( لايمكن تطبيقه على غيره )) والهروب او التملص من الالتزام بفعل وقول وتقرير المعصوم ,وترحيل سبب خروج الامام (ع ) الى (( حكمة لايدركها الا الله)) وان استشهاده كان قدراَ مقدراَ حتمياَ , عالماَ وراضياَ به مستسلماَ لأيلولة مصيره , وان الثورة على السلطان الجائر تحتاج الى تكليف خاص (( خارج عن تكاليف الخواص والعوام )) والايحاء بأن الملحمة الحسينية غير متاحة ولايمكن ان تتاح لغيره .
ب :ــ(( التأثيرات المسيحية )) غفر الذنوب
الاعتقاد ((انه قتل من اجل ان يبكي عليه الناس فتغفر ذنوبهم )) يقول ميرزا محمد باقر الطباطبائي في كتاب اسرار شهادة آل لله صلوات الله عليهم (( وبذلك تغفر ذنوبهم ماتقدم وماتأخر , ويكون بكائهم كفارة لها , وهذا الجزع والبكاء لا يتحقق إلا باستشهاده , إذن فحقيقة استشهاده كفارة لجميع المذنبين )).
وأيضا ما جاء في كتاب (محرق القلوب ) للنراقي حيث يقول (( لقد ارتضى الحسين (ع) مصير الشهادة من أجل نيل منصب الشفاعة الكبرى التي يستخلص من خلالها جميع الموالين والمحبين ... وهذه درجة لاينالها إلا باستشهاده ؛ لأن محو معاصي الامة والشفاعة لها متوقف على مسيل الدم وبروز الالم ... ان هذه النظرية عبارة عن تحليل مسيحي النزعة , فكما انهم يرون في صلب المسيح فدية لخطابا البشر , كذلك عدو الحسين واستشهاده بغرض الشفاعة وغفران الذنوب.
ثانياَ :ــ المبالغات
أحصى الفاضل الدربندي في(( اسرار الشهادة )) القتلى على يد الامام الحسين (ع) في خمسين الف مقاتل بل في مائة الف او يزيد , ولدفع إستحالة قتل هذا العدد في المدة المعروفة عن واقعة الطف , فقالوا في تبرير ذلك ان يوم عاشوراء كان (72 ) ساعة وان الله عز وجل أخر الشمس في كبد السماء فلم تغب .
ثالثاَ :ــ لسان الحال
القياس على الذات من اسباب وعامل التحريف ؛ ذلك ان اكثر الكتب الشعرية يلاحظ فيها ان ناظم الشعر والمقطوعة الادبية يستخدم لسان حال الامام الحسين (ع) واهل بيته وانصاره فينظم عمله الادبي على هذا الاساس , غير عالم بأنه ينظم لسان حاله هو لا لسان حال الامام (ع) وهو ماينتج عنه في النهاية مجموعة من الاعمال والسلوكيات التي تبدي ذاته لا ذات اهل البيت الاطهار. ونصوص ( الحال) هذه وجدت لنفسها من كتب الشعر والنظم سبيلا الى كتب المقاتل والمجالس , فاتخذت صبغة رسمية واشتهرت بوصفها حديثاَ او رواية لتغدو مقبولة لدى الخاص والعام .
ومن الواضح انه لايمكن تحت ذريعة لسان الحال نشر شعر يتضمن ذلة لأهل البيت (ع) تحت شعار مدحهم ومراثيهم . يقول الامام علي (ع) :ــ (( لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الامة أحد , هم اساس الدين وعماد اليقين إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي , ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة ))
رابعاَ :ــ قراءات نقدية لمقولات عاشورائية
أ :ــ((إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ))
يقول الشيخ محمد صحتي سردرودي وهو باحث ايراني متخصص في دراسة المصادر التاريخية وفي تاريخ الامام الحسين (ع) :ــ (( لقد شغلت هذه الجملة تفكيري منذ سنوات وفتشت عنها فلم اجد لها مدركاَ . لم نترك احداَ إلا سألناه عنها فلم يذكر انه رآها في موضع او مصدر ))وينتهي الى القول (( ان هذه الجملة التي نتحدث عنها إنما هي بيت من قصيدة شعرية للشاعر الشيخ محسن ابو الحب الحويزي المتوفى عام 1305 هـ))
ب :ــ (( كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ))
ينقل بعضهم هذه الجملة ــ دون مستند ــ عن لسان الامام الصادق (ع) , يقول الشيخ محمد صحتي سردرودي (( ولم نستطع العثور على مدرك لهذا الحديث المشهور جداَ بل وجدنا عدد من الروايات والاحاديث الواردة في النصوص المعتبرة تعارض هذا المفهوم معارضة واضحة .
1 :ــ الصدوق باسناده عن الامام الحسن (( لا يوم كيومك يا ابا عبد الله ))
2 :ــ الصدوق في حديث آخر يسنده الى الامام السجاد (ع) انه قال (( لايوم كيوم الحسين (ع). ))
3 :ــ العلامة الحلي ـ نقلاَ عن أحمد بن يحيى البلاذري صاحب كتاب (( انساب الاشراف )) عن عبدالله بن عمر انه قال (( لايوم كيوم قتل الحسين))
يقول الشيخ سردرودي في تفنيد هذه العبارة (( ان معنى هذا الشعار ومضمونه ينسجم مع الفرقة الزيدية او الكيسانية او الاسماعيلية اكثر من انسجامه مع مذهب العدل العلوي او التشيع الحسني او الحسيني , إننا نرى ان هذه الجملة لا تنسجم مع الشيعة الاثنى عشرية والمذهب الجعفري , فرئيس مذهبنا وهو الامام الصادق (ع) كوالده الامام الباقر (ع) من اهم معالمه وميزاته البحث والدرس , والامام يعرف اكثر مايعرف بالعلم والمعرفة , على خلاف الفرقة الزيدية التي يتميز الامام فيها بالدم والسيف , فهم يعتقدون ان الشرط الاول والامتياز الاهم في الامامة هو الثورة المسلحة وقيام الامام , ولهذا بدا لنا ان الجملة التي نتحدث حولها منبثقة من التفكير الزيدي .
حديث الخاتمة
في العاشر من محرم من كل عام, يقتل الحسين مرتين , الاولى على يد يزيد والثانية على يد المتكسبين والمحرفين , في تغليب العَبرة على العِبرة وتغييب الجانب القيمي المبدئي في النهضة الحسينية .
ان اخطر ما يروج في الثقافة العاشورائية هوترسيخ الاعتقاد بأن واقعة الطف (( عملية انتحارية جماعية )) في سبيل اقامة الدين , وانتزاعها من بعدها البشري الارضي الى بعد إلهي سماوي ( كما اشرنا ) متناسين ان الامام قد اعد للمعركة عدتها , والتخطيط لها من حيث اختيار المكان والزمان , وارسال مسلم بن عقيل الى الكوفة للاستطلاع والحشد والتعبئة والتهيئة , وقد لبس (سلام الله عليه )عدة الحرب من درع وترس وغطاءٍ للرأس لتوقي ضربات الاعداء , ونظم صفوف اصحابه , وله حامل راية , وجعل على ميمنته قائداَ وعلى ميسرته آخر , وكان يبغي النصر في كل هذه الفعاليات على جيش ابن زياد .
ماذا لو ان الامام (ع) استطاع مع اصحابه ومؤيديه من القبائل ان يسيطر على الكوفة والبصرة ويتجه الى دمشق ويسقط العائلة الاموية السفيانية ويقيم دولة الحق تحت راية الاسلام ؟ هل يستقيم الدين في ذلك ام لا ؟ ان الاجابة على هذه الاسئلة (( وان كانت افتراضية )) ستحرج المتقولين والمتكسبين والذين يقرؤون التاريخ بصورة مقلوبة وستوضع الوقائع والحقائق في مكانها الصحيح .
لقد عمل بعض اصحاب المنبر على افراغ الملحمة من المحتوى والهدف القيمي , واستعاضوا عنه بالبديل البكائي ,لان استدرار الدموع وابراز العواطف الجياشة حرفة فنية يجيدها الكثيرون , ويكسبون من ورائها , وان التحدي حتى الشهادة مكلف في المال والانفس ولايقوى عليه سوى اصحاب المبادىء الحقة وهم قليلون .



المصادر

1 :ــ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد
2 :ـ هوية التشيع ـ الدكتور احمد الوائلي
3 :ـ نقد العقل العربي الدكتور محمد عابد الجابري
4:ـ النقد الذاتي شرط التغيير والبناء الدكتور فؤاد ابراهيم
5 :ــ مجلة نصوص معاصرة / السنة 3 العدد9




#بداي_رسن_الفرطوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بداي رسن الفرطوسي - الثقافة العاشورائية بين نقد الذات وجلد الذات