مهدي زاير جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 20:07
المحور:
الصحافة والاعلام
يُعتبَر الإعلام هو الأداة الرئيسة في فضح الفساد بكل أشكاله ، ونقله من حالة العتمة التي يعيش فيها إلى النور، من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة ، ويُعتبَر الإعلام من أدوات مكافحة الفساد ؛ لما له من تأثير واسع في أوساط المجتمع المختلفة ولقدرته في الوصول إلى كل بيت وعائلة في مختلف إرجاء وطننا الكبير .
عندما تُذكَر العلنية يرتجف الفساد، الذي لا ينمو إلا في السر والعتمة ، ولأن وظيفة الإعلام الإشهار والإخبار وكشف ما هو مستور، فإن طبيعة وظيفته تتناقض على طول الخط مع الفساد. ومن هذه العلاقة التناقضية بين الإعلام والفساد، يمكن النظر إلى الدور الهام والاستثنائي للإعلام في التصدي للفساد الذي بات من الشمول والعمق، بحيث بات يهدد دولاً بكاملها بالإفلاس، ويدخل مجتمعات في أزمات لا قدرة لها على الخروج منها.
ولأن الفساد ينتشر كالمرض العضال في بنى الدولة الإدارية والاقتصادية في الدول التي لا تعرف حرية الإعلام ؛ لأن تكميم الأفواه في نهاية المطاف يخدم الفساد ويشجعه على النمو وحتى على العلانية طالما أنه لا توجد وسائل إعلام تملك الحرية في عملها تلاحق هذا الفساد الذي يتلون بألف لون ولون .
وفي المقابل تحتاج وسائل الإعلام إلى أجهزة ترفدها في المعلومات عن الفساد. كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكتب المفتش العام فهي مصادر أساسية و مهمة في مكافحة الفساد بكافة أشكاله وهي عليها أن ترتبط بوسائل الإعلام لمتابعة ما ينشر عن الفساد، لذلك فهي في سبيل حماية المجتمع وتعزيز دور وسائل الإعلام ، فإن عليها أن تعتبر محاربة الفساد جزءً لا يتجزأ في عقيدة عملها.
إن ما ينشر في وسائل الإعلام هو مصدر مهم عن الكشف عن الفساد، بل هو يرتقي إلى أن يكون بلاغاً اجتماعياً لها للتحرك والتحقيق ضد المفسدين، وإلا تحولت هذه الأجهزة إلى مجرد مؤسسات شكلية في المجتمع لا تغني ولا تسمن من جوع ، والفساد يمر من تحتها ومن فوقها دون أن تجد لها ناصراً ولامعيناً .
#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟