أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - دار دور














المزيد.....

دار دور


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الاسم هو عنوان لمسلسل تلفزيوني عراقي يعرض على قناة الشرقية خلال شهر رمضان لهذا العام ، والاسم أطلقه مؤلف المسلسل وبطله الرئيسي قاسم الملاك ، لذا فحقوق الاسم تعود له ، وسبب استعارتي لهذا الاسم لان له دلالات كثيرة سأحاول أن أعرج على أهمها .
فكلمة دار دور هي من أوائل الكلمات التي يتعلمها الطالب الابتدائي في سنته الأولى بالمدرسة ، وهي من أوائل الدروس في القراءة الخلدونية التي كانت تدرس في العراق لسنوات طويلة مضت ، ولا علم لي إن استمرت كما هي ، أم حدثت بعض التعديلات عليها ، أم غيرت تماما ، كما لا علم لي إن استعملت أو تستعمل نفس القراءة في بلدان عربية أخرى ، ولا علم لي أيضا لم سميت بالخلدونية ، فهل للتسمية علاقة بعالم الاجتماع ابن خلدون ؟
ما يهمني بكلمة أو مصطلح دار دور هو أبجدية القراءة وبدايات التعلم ، حيث يبدوا لي أن مجتمعاتنا تحتاج لإعادة دروس القراءة من البداية ، وليست الغاية منها تعلم القراءة الفصحى ونبذ العامية واللحن بالكلام ، أو إعادة الحياة إلى القراءة الخلدونية ، ولكن هناك أبجديات كثيرة بحياتنا وجب العودة إلى أصولها ، وإعادة نهضتها من جديد ، أهم هذه الدروس هي القيم الأخلاقية العليا ، والتي مع الأسف الشديد قد فقدنا الكثير منها ، وأهملت ، بل وركنت على الرفوف ، ولا تستعمل إلا من قبل الوعاظ ، وعلى المنابر ، وأوقات الصلاة ، وبعدها نرى الوعاظ أنفسهم أول خارقيها ومناقضيها ، بل وناسفيها عن بكرة أبيها ، وكأنك يا زيد ما غزيت .
سأحاول بهذه السلسة أن أناقش قيم أخلاقية أو مجتمعية مستشرية حاليا ، وتمارس يوميا ، وسأحاول تعريتها ، ودعم الصالح منها ، والنظر بدقة فاحصة للطالح منها ، ومحاولة تصحيحه .
محاولتي هذه لا تمت للأصولية بشيء ، فهي ليست محاولة لتأصيل الأشياء كذلك ، أو العودة للماضي وقيمه ، فلكل عصر قيمه ، محاسنه وعيوبه ، وكثير من عيوب الماضي ومشاكله مازالت مستمرة فينا ، وبسببها نعيش الضنك والاقتتال اليومي .
لذا فهي ليست دعوة لإحياء قيم ماضية ، أو العودة إلى الوراء ، والرجوع إلى الخلف ، بل هي دعوة للمضي إلى الأمام ، وتحسين صورة قيم تكاد تندثر ، وإعادة بعث قيم اندثرت وانقرضت ، بل وزرع قيم جديدة لم يألفها ويعشها المجتمع العراقي خاصة ومجتمعاتنا العربية عامة ، ومنها وأهمها قيم حقوق الإنسان ، والحداثة ، والعلمانية ، والليبرالية ، والتحرر ، والديمقراطية .
فأكيد كثير منا سمع بهذه المفردات والمقولات ، وأكيد الكثير منا يدافع عنها ، وطبعا بكل تأكيد كثير منا يحسب نفسه منتميا لها أو لجزء منها ، فكرا وعقيدة ، روحا وقالبا ، ولكن أكيد أيضا أن كثير منا يتحصن داخل دفاعات تقليدية بدائية وينفي عن نفسه انتمائه عند أول هجوم يتعرض له ، بل ويناقض نفسه ، ويخرج عن هدوءه ، ويرمي المهاجم بنعوت الغش والتدليس والمؤامرة ، هذا إن لم يستعمل مفردات بذيئة ، أو أقلها أن يكون سليط اللسان .
لأعطي مثلا يقرب ما قلته آنفا ، فالمدافعين عن حقوق الرأي أو النشر ، بمقالاتهم وكتابتاهم وأحاديثهم يتفننون بالكلام ما دام الأمر يتعلق بهم وبمهاجمة الآخرين لهم ، ولكنهم لا يتحركون قيد أنملة حين يضيقون هم أنفسهم على الآخرين حريتهم ، فالدفاع هنا ليس موضوعيا ، بل متعلق بمدى ومقدار تعلق الأمر بنا شخصيا ، ومدى تأثيره علينا ، أي أننا بالنتيجة نستغل القيمة الأخلاقية لمصلحتنا ، وأننا ندافع عنها ما دامت تضمن لنا شخصيا قدرا أكبر من ممارسة الحرية ، ولكن نفس القيمة تصبح عدوة لنا حين يستعملها الآخر ضدنا ، وهذه ازدواجية بالتعامل أبتلي بها الكثيرين ، وقلة هم ممن استطاعوا أن يكونوا حياديين مع أنفسهم كذلك .
طبعا لن يكون الحديث بهذه السلسلة التي أرجوا لها أن تنجح بمخاطبة شريحة واسعة من المجتمع العراقي والعربي ، لن يكون الحديث فقط عن حقوق الإنسان ، ولكن سيكون من ضمنها الحديث عن الأخلاق العامة والخاصة ، حديث حول الديمقراطية ، وغيرها .
لذا فدعوتي للجميع بالقراءة أولا ، والتعليق ثانيا ، والرد علي أو نقد ما أقوله ثالثا ، لا أن نعتبر الموضوع لا يخصنا ، لا من قريب ولا من بعيد ، فكلنا معنيون بهذا الأمر ، وهو يشملنا جميعا ، لأنه يتحدث عن مجتمعاتنا المبتلية بأمراض مزمنة شتى ، ونحن جزء من هذه المجتمعات ، وبالضرورة المنطقية أن نكون مرضى نحن أيضا ، أو حاملي فيروسات المرض حتى وإن لم تظهر الأعراض علينا ، وإن حتى سلمت بعدم مرض البعض منا وعدم حمله لفيروسات المرض المتخفية ، فالوقاية جيدة ومفيدة ، والإطلاع على الشيء ومعرفته خير من عدم المعرفة .
لذا فمرحبا بكم ، ولنبدأ بأول دروس الصف الأول الابتدائي لطالب عمره 6 سنوات ، يبدأ أول مشواره التعليمي الأكاديمي بمدرسة الحياة ، فأرجوا من الجميع التسجيل والحصول معي على مقعد لنكون زملاء بمدرسة الحياة ، لأني سأكون أول المسجلين ، وأول الطلاب ، طلاب العلم والمعرفة .
محمد الحداد
09 . 09 . 2009







#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوريث والتأبين
- المقرحي والأربعاء الدامي
- الجمهورية الخامسة ج 2
- الجمهورية الخامسة
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 7
- مروة و التمييز العنصري
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 5
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 4
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 3
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 2
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة
- اعترافات البغدادي تشمل سوريا ، مصر والسعودية
- من الشمولية الى الديمقراطية – الجزء الثاني
- من الشمولية إلى الديمقراطية
- الإرهاب من منظور ليبرالي – الحلقة الأولى
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق - الجزء الثاني
- أدياننا ومعتقداتنا في العراق
- الطقس الديني وسيلة لغسل الدماغ الجمعي ، الليبرالية - الجزء ا ...
- التترس والدماء الرخيصة


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - دار دور